العائد إلى حلمه
بسام ابو الرب
شكل سن السابعة عشرة لدى الدكتور عمر طبنجة (54 عاما)، هاجسا قويا ومفصلا في حياته لتحقيق حلمه بالحصول على دراسته وشهادته العليا، ليحقق حلمه الاكبر وهو العودة الى فلسطين بعد 30 عاما، من الغياب.
طبنجة الذي ولد عام 1962 في مدينة نابلس وتلقى تعلميه الاساسي والثانوية في مدارسها، كان قلبه شغوفا متعلقا بمسقط رأسه وبلده فلسطين، رغم ظروف الاغتراب التي المت به، وما كان يصبو إليه لتحقيق حلمه في الوصول الى مراكز عليا في مسيرته التعليمية، ومن ثم يحقق الحلم الاكبر بالعودة إلى ارض الوطن لخدمته والمشاركة في بناء مؤسساته.
طبنجة يعتبر اول فلسطيني حاصل على التراخيص الدورية من المؤسسة الدولية للجودة في الولايات المتحدة الاميركية، والسجل الدولي للمفتشين المرخصين حول دول العالم، ما يؤهله لتدقيق واعتماد مصانع الادوية العالمية لمتطلبات منظمة الصحة العالمية، ووصول التصنيع الجيد الاوروبية والاميركي.
قضى 30 عاما من حياته في دبي خلال عمله مع شركة عالمية لها مصانع ادوية ونشاطات في مختلف دول العالم، حاليا مسؤول عن 82 دولة، ثم فضل العودة الى وطنه والعمل فيه، حسب ما يقول طبنجة لـ"وفا".
ويتابع "خرجت وانا عمري سبعة عشرة عاما، بعد انهاء الدراسة الثانوية وتوجهت لدراسة الصيدلة في جامعة اليرموك في الاردن الشقيق، وثم حصلت على الماجستير من جامعة الملكة في بريطانيا، تخصص صيدلة سريرية، ثم توجهت للتفتيش على مصانع الادوية وحصلت على التراخيص الدولية".
طبنجة المتزوج من صيدلانية، لديه اربعة اولاد احدهم تخرج من تخصص الصيدلة، يعتبر حياته مليئة بالعمل فهو احيانا يعمل لاكثر من 12 ساعة يوميا، إلا انه يفضل العودة لمنزله وتناول وجبة الغداء مع عائلته، اذا سمحت له الظروف، فيما يتحدى الظروف عند وجبة العشاء التي يعتبرها وقتا مقدسا للم شمل العائلة .
ويشير طبنجة الى ان فلسطين لديها عدد كبير من الصيادلة، لكن لم يتجه احدهم الى هذا التخصص ابدا، وهو ما شكل حافزا للحصول على هذه الشهادات والتراخيص والتي يعتبر الحصول عليها "صعب للغاية وبحاجة الى تراخيص دورية وعمل شاق وصبر كبير".
ويعتبر طبنجة ان اهمية التخصص في واقع الادوية، يأتي في اطار تحسين وتطوير اداء مصانع الادوية والتي هي بحاجة الى التطور بشكل مستمر وهو ما يتطلب رقابة ذاتية على المصنع من خلال مفتشين من داخله يفتشون على انفسهم ويطورون عملهم، ولكن هناك حاجة لمفتش خارجي بحيث يكون له نظرة اخرى ثاقبة ضمن المعايير الدولية، ما ينعكس في انجاح الصناعات الدولية .
ويقول طبنجة إن واقع الادوية بفلسطين قد يكون بحاجة الى تطوير، ولكن ضمن الظروف الراهنة جيد".
اسعار الادوية جيدة ولكن هناك بعض الاسعار مرتفعة ويجب اعادة النظر في اسعارها، يرى طبنجة.
ظل حلم العودة إلى فلسطين ولم شمل العائلة فوق ترابها، والمشاركة في بناء مؤسساتها، يراود طبنجة طوال فترة الاغتراب، تخلى عن بعض المغريات التي قدمت له من اجل العودة الى الديار، ومنها الجنسية الكندية مثلا؛ "لا اريد لأولادي ان يتربوا في بلد غير فلسطين"، يقول عمر طبنجة.