أطفال غزة يحلمون بالذهاب إلى المخيمات الصيفية
وفا- خضر الزعنون
لم يذهب أسامة الرملاوي (13 ربيعا) إلى المخيم الصيفي هذا العام ليلهو ويسبح في البحر مع زملائه، ولكنه ذهب ليبيع ما لديه من حاجيات ليساعد في إعالة أسرته، في الإجازة الصيفية.
فرغم حالة الفقر، التي تسود قطاع غزة، وفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية عاملة في القطاع، حيث إن معدلات البطالة بين صفوف الغزيين، هي الأعلى في العالم، وتصل إلى حوالي 46%، فإن فتية في مقتبل العمر، يسدون رمق أفراد أسرهم، وهم يعملون كباعة متجولين على شاطئ بحر غزة، في فترة الإجازة الصيفية.
ويقول الطفل أسامة، إنه يحب أن يذهب إلى المخيمات الصيفية للعب مع أقرانه، لكن وضع أسرته الاقتصادي السيئ يدفعه للعمل لجلب قوت أفراد أسرته، رغم تسجيله في المدرسة للالتحاق بهذه المخيمات في فترة الإجازة الصيفية.
ويضيف لـ"وفا": "أنا سجلت في المدرسة بالمخيم الصيفي، لكن مش رايح عليه، لأني بدي أروح أبيع بسكوت وبزر في الإجازة، أسرتي كبيرة وأبوي ما بعمل من سنين، هو كان يعمل في الداخل ومن يوم ما سكّروا المعابر وهو قاعد بدون شغل، وأنا بساعده في مصاريف البيت".
أسامة الذي يدرس في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة الشاطئ للبنين، يحلم بالعيش كباقي أطفال العالم، الذين يذهبون إلى أماكن اللعب والترفيه في الإجازات المدرسية، دون أية عوائق أمامهم، ويقول: "لو أبوي بيشتغل وبجيب فلوس كان رحت على المخيم، ولعبت مع أصحابي، لكن وضعنا المالي كثير صعب، هذا خلاني أروح على البحر وأبيع للناس اللي بسبحوا".
ولا يختلف حال الطفل أسامة عن حال الطفل محمد يونس (11 عاما)، من حي النصر شمال مدينة غزة، الذي يخرج من منزله في ساعة مبكرة كل يوم، ويذهب إلى شاطئ البحر في منطقة الشيخ عجلين، ليبع للمصطافين رقائق الشبس والبزر، ويقول: "الساعة ستة الصبح أذهب إلى البحر وأبيع للناس شبسي وبزر، وبأروِّح (يعود إلى منزله) على آذان المغرب، أنا في كل صيف باجي (آتي) هنا، بأصرف على حالي وعلى أخوتي في البيت".
محمد الذي يحمل على رأسه صندوقا بها البضاعة، التي يبيعها، يضيف، أنه يعيل هو وشقيقيه أفراد أسرته الكبيرة، المكونة من أربعة عشر فرداً.
بيد أن شقيقه رمضان(19 عاما)، يستقل دراجة ذات ثلاث عجلات (توكتك)، ويعمل من خلالها على نقل المواطنين من وإلى البحر للتنزه والاصطياف، ويقول "أنا أساعد والدي في مصاريف البيت، الحياة صعبة وبحاجة للشغل، وهذه الإجازة بتوفر إلنا عمل على الشاطئ نبيع للناس، وبنوصل على التوكتك".
لكن محمد يرى أن العمل على شاطئ البحر، أفضل له من الذهاب إلى المخيمات الصيفية، ويقول"المخيمات الشمس فيها بتحرقنا، ونرجع على الدار تعبانين (مرهقين من التعب)، ما نستفيد شيء، لا..! أنا أبين للناس حاجات أحسن إلي من اللعب في المخيمات الصيفية".
وفي منطقة تل الهوا الساحلية، يقول محمد خزيق (14 عاما)، "بأبيع حلاوة العنبر طول الصيف على البحر، وأحصل في اليوم من عشرين لثلاثين شيقل، مبلغ حلو لأنه ما في شغل، وين نروح؟، أحسن لنا ما نبقى في الشوارع، الواحد فينا يجيب مصروفه، ويحوش قرش في الإجازة، أفضل من بلاش (لا شيء)".
أسامة ومحمد هم من بين مئات الأطفال، الذين يعملون في الإجازة الصيفية، مستغلين الاصطياف على البحر كمتنفس وحيد لمليون وسبعمائة ألف فلسطيني محاصرين في غزة، ما يشكل لهم مصدر دخل بسيط، يعتاشون من خلاله، هم وأسرهم.
لكن الخبير الاقتصادي، عمر شعبان، يقول لـ"وفا": "لا شك أن قطاع غزة، يقع على الساحل وهذا يخلق فرص عمل كبيرة، تقدر بخمسين ألف فرصة، لكنها فرص عمل مؤقتة ومحدودة لعدد كبير من الطلبة، الذين يقضون الإجازة الصيفية بعيد الانتهاء من العام الدراسي".
ويضيف شعبان، "كثير منهم يعملون في بيع الذرة والمكسرات وأدوات التسلية والترفيه، ومنهم من يعمل في المطاعم و(الكافتيريات) والاستراحات المنتشرة على طول الشاطئ في غزة"، لافتا إلى أن الشاطئ يوفر فرص عمل أيضا للسائقين، بنقلهم للمواطنين الذين يقضون وقتهم في الاصطياف على البحر.
ويتابع: "لكن هذه فرص عمل مؤقتة ومحدودة ومنخفضة الدخل، الفرد يجلب قرابة العشرين أو خمسة وعشرين شيكل يومياً، لكنها تشكل مصدر دخل للأسر محدودي الدخل بشكل مؤقت".
وحول معدلات البطالة المرتفعة في صفوف المواطنين في القطاع، قال شعبان أن ذلك يقرع ناقوس الخطر أمام المسؤولين المحليين، والمؤسسات الدولية لإقامة مشاريع إنتاجية تشغيلية لاستيعاب العاطلين عن العمل.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن نسبة البطالة في القطاع تفوق الـ45% بكثير حيث أن بعض المستخدمين وعمال النظافة تقل رواتبهم عن ألفي شيكل، وهذا مستوى دخل متدني، يدل على أنهم تحت خط الفقر المدقع.
وفي تقرير حديث أعدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، كشف التقرير أن نسبة البطالة في القطاع هي من المعدلات الأعلى في العالم، وتصل إلى 45.2%، وأن الأزمة الاقتصادية لا زالت مستمرة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع، منذ خمسة أعوام.
وتزامناً مع الإجازة المدرسية الصيفية من كل عام، يتوجه عشرات الآلاف من الأطفال إلى المخيمات الصيفية للعب والترفيه، فيما آخرون يذهبون إلى سوق العمل ليسدوا رمق أسرهم، في ضوء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بكثير من أرباب الأسر في قطاع غزة.
لم يذهب أسامة الرملاوي (13 ربيعا) إلى المخيم الصيفي هذا العام ليلهو ويسبح في البحر مع زملائه، ولكنه ذهب ليبيع ما لديه من حاجيات ليساعد في إعالة أسرته، في الإجازة الصيفية.
فرغم حالة الفقر، التي تسود قطاع غزة، وفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية عاملة في القطاع، حيث إن معدلات البطالة بين صفوف الغزيين، هي الأعلى في العالم، وتصل إلى حوالي 46%، فإن فتية في مقتبل العمر، يسدون رمق أفراد أسرهم، وهم يعملون كباعة متجولين على شاطئ بحر غزة، في فترة الإجازة الصيفية.
ويقول الطفل أسامة، إنه يحب أن يذهب إلى المخيمات الصيفية للعب مع أقرانه، لكن وضع أسرته الاقتصادي السيئ يدفعه للعمل لجلب قوت أفراد أسرته، رغم تسجيله في المدرسة للالتحاق بهذه المخيمات في فترة الإجازة الصيفية.
ويضيف لـ"وفا": "أنا سجلت في المدرسة بالمخيم الصيفي، لكن مش رايح عليه، لأني بدي أروح أبيع بسكوت وبزر في الإجازة، أسرتي كبيرة وأبوي ما بعمل من سنين، هو كان يعمل في الداخل ومن يوم ما سكّروا المعابر وهو قاعد بدون شغل، وأنا بساعده في مصاريف البيت".
أسامة الذي يدرس في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة الشاطئ للبنين، يحلم بالعيش كباقي أطفال العالم، الذين يذهبون إلى أماكن اللعب والترفيه في الإجازات المدرسية، دون أية عوائق أمامهم، ويقول: "لو أبوي بيشتغل وبجيب فلوس كان رحت على المخيم، ولعبت مع أصحابي، لكن وضعنا المالي كثير صعب، هذا خلاني أروح على البحر وأبيع للناس اللي بسبحوا".
ولا يختلف حال الطفل أسامة عن حال الطفل محمد يونس (11 عاما)، من حي النصر شمال مدينة غزة، الذي يخرج من منزله في ساعة مبكرة كل يوم، ويذهب إلى شاطئ البحر في منطقة الشيخ عجلين، ليبع للمصطافين رقائق الشبس والبزر، ويقول: "الساعة ستة الصبح أذهب إلى البحر وأبيع للناس شبسي وبزر، وبأروِّح (يعود إلى منزله) على آذان المغرب، أنا في كل صيف باجي (آتي) هنا، بأصرف على حالي وعلى أخوتي في البيت".
محمد الذي يحمل على رأسه صندوقا بها البضاعة، التي يبيعها، يضيف، أنه يعيل هو وشقيقيه أفراد أسرته الكبيرة، المكونة من أربعة عشر فرداً.
بيد أن شقيقه رمضان(19 عاما)، يستقل دراجة ذات ثلاث عجلات (توكتك)، ويعمل من خلالها على نقل المواطنين من وإلى البحر للتنزه والاصطياف، ويقول "أنا أساعد والدي في مصاريف البيت، الحياة صعبة وبحاجة للشغل، وهذه الإجازة بتوفر إلنا عمل على الشاطئ نبيع للناس، وبنوصل على التوكتك".
لكن محمد يرى أن العمل على شاطئ البحر، أفضل له من الذهاب إلى المخيمات الصيفية، ويقول"المخيمات الشمس فيها بتحرقنا، ونرجع على الدار تعبانين (مرهقين من التعب)، ما نستفيد شيء، لا..! أنا أبين للناس حاجات أحسن إلي من اللعب في المخيمات الصيفية".
وفي منطقة تل الهوا الساحلية، يقول محمد خزيق (14 عاما)، "بأبيع حلاوة العنبر طول الصيف على البحر، وأحصل في اليوم من عشرين لثلاثين شيقل، مبلغ حلو لأنه ما في شغل، وين نروح؟، أحسن لنا ما نبقى في الشوارع، الواحد فينا يجيب مصروفه، ويحوش قرش في الإجازة، أفضل من بلاش (لا شيء)".
أسامة ومحمد هم من بين مئات الأطفال، الذين يعملون في الإجازة الصيفية، مستغلين الاصطياف على البحر كمتنفس وحيد لمليون وسبعمائة ألف فلسطيني محاصرين في غزة، ما يشكل لهم مصدر دخل بسيط، يعتاشون من خلاله، هم وأسرهم.
لكن الخبير الاقتصادي، عمر شعبان، يقول لـ"وفا": "لا شك أن قطاع غزة، يقع على الساحل وهذا يخلق فرص عمل كبيرة، تقدر بخمسين ألف فرصة، لكنها فرص عمل مؤقتة ومحدودة لعدد كبير من الطلبة، الذين يقضون الإجازة الصيفية بعيد الانتهاء من العام الدراسي".
ويضيف شعبان، "كثير منهم يعملون في بيع الذرة والمكسرات وأدوات التسلية والترفيه، ومنهم من يعمل في المطاعم و(الكافتيريات) والاستراحات المنتشرة على طول الشاطئ في غزة"، لافتا إلى أن الشاطئ يوفر فرص عمل أيضا للسائقين، بنقلهم للمواطنين الذين يقضون وقتهم في الاصطياف على البحر.
ويتابع: "لكن هذه فرص عمل مؤقتة ومحدودة ومنخفضة الدخل، الفرد يجلب قرابة العشرين أو خمسة وعشرين شيكل يومياً، لكنها تشكل مصدر دخل للأسر محدودي الدخل بشكل مؤقت".
وحول معدلات البطالة المرتفعة في صفوف المواطنين في القطاع، قال شعبان أن ذلك يقرع ناقوس الخطر أمام المسؤولين المحليين، والمؤسسات الدولية لإقامة مشاريع إنتاجية تشغيلية لاستيعاب العاطلين عن العمل.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن نسبة البطالة في القطاع تفوق الـ45% بكثير حيث أن بعض المستخدمين وعمال النظافة تقل رواتبهم عن ألفي شيكل، وهذا مستوى دخل متدني، يدل على أنهم تحت خط الفقر المدقع.
وفي تقرير حديث أعدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، كشف التقرير أن نسبة البطالة في القطاع هي من المعدلات الأعلى في العالم، وتصل إلى 45.2%، وأن الأزمة الاقتصادية لا زالت مستمرة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع، منذ خمسة أعوام.
وتزامناً مع الإجازة المدرسية الصيفية من كل عام، يتوجه عشرات الآلاف من الأطفال إلى المخيمات الصيفية للعب والترفيه، فيما آخرون يذهبون إلى سوق العمل ليسدوا رمق أسرهم، في ضوء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بكثير من أرباب الأسر في قطاع غزة.