مياه مسروقة في بلدة الزاوية
سلفيت- وفا- في أواخر الحكم الأردني في فلسطين، بدأت الحفارات الأردنية بالبحث عن المياه جنوبي بلدة الزاوية التابعة لمحافظة سلفيت، وبالقرب من 7 عيون ماء موجودة منذ العهد العثماني على مسافة 500 متر، حفرت بئر مياه بعمق 285 مترا، من قبل ما تسمى "النقطة الرابعة" والتي تتضمن مساعدات سياسية واقتصادية وعسكرية لدول الشرق الأوسط الواقعة تحت النفوذ الغربي.
في العام 1967 استولت شركة المياه القطرية الإسرائيلية المسماة "ميكروت" على هذه البئر وعملت على استغلالها والاستفادة منها حتى العام 2002، حيث وزعت مياهها على أكثر من عشر قرى محيطة ببلدة الزاوية، إضافة الى العديد من المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة.
يقول مدير التخطيط في سلطة المياه عادل ياسين: خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت بئر الزاوية تضح حوالي 1500 متر مكعب يومياً، أي ما يعادل نصف مليون متر مكعب سنوياً، وفي العام 2002 تم ايقاف العمل بها دون معرفة الأسباب، وغالبا ما يعود إلى انخفاض مستوى الضخ وعدم جدواه بالنسبة للجانب الإسرائيلي، الذي يمتلك العديد من الخيارات الأخرى.
ويضيف: طالبت سلطة المياه باسترجاع البئر من الجانب الإسرائيلي، ولغاية اليوم لا توجد موافقة على ذلك، وفي حال تم استرجاع البئر وتأهيلها، فإنها ستغذي العديد من التجمعات الفلسطينية في محافظة سلفيت، نظراً لعدم وجود أي مصادر للمياه في المنطقة، سوى شرائها من شركة "ميكروت".
يبلغ عدد سكان بلدة الزاوية حوالي 6 آلاف نسمة، يعيشون في منطقة تبلغ مساحتها 24 ألف دونم، وتستهلك البلدة شهرياً 18 ألف متر مكعب من المياه، بمتوسط 14 مترا مكعبا شهريا للأسرة الواحدة فقط، وتبلغ الديون المتراكمة على البلدية لشركة المياه الإسرائيلية حوالي مليوني شيقل.
ويوضح رئيس بلدية الزاوية نعيم شقير، تقع هذه البئر بين بلدة الزاوية وبلدة رفات من الجهة الجنوبية، وقد تشكل إعادة تشغيل هذه البئر نقلة نوعية في زراعة الأراضي لبلدة الزاوية والمناطق المجاورة.
وتطمح بلدية الزاوية، من أجل استرجاع هذه البئر تحت تصرفها، للاستفادة منه، حيث تتوقع أن تكون هناك نتائج إيجابية بخصوص استخدام المياه، سواء للشرب أو الزراعة، كون البلدة تعاني من قلة المياه وعزوف المزارعين عن زراعة المحاصيل بسبب ارتفاع أسعار المياه الموجودة.
ويضيف شقير: يمنعنا الاحتلال من الاستفادة من آبار المياه الموجودة في قرية عزون عتمة التابعة لمحافظة قلقيلية، كونها مناطق قريبة من الأراضي الزراعية الغربية لبلدة الزاوية، حيث لا تبعد أكثر من 1500 متر عن المناطق الغربية للبلدة، بحجة أن هذه الخطوط قد تضر بجدار الضم والتوسع العنصري والشوارع الالتفافية التي قام بشقها على أراضينا.
ويبين أنه على امتداد هذا البئر توجد سبعة عيون ماء، شكلت مصدرا أساسيا للمياه في الحقبة السابقة، وكانت تشكّل مصدرا مهما وعذبا لمياه الشرب والمواشي، إلا أنها تعرضت للكثير من التخريب المقصود وغير المقصود، فهي أيضا تحتاج الى رعاية واهتمام من قبل الجهات المختصة ذات العلاقة من أجل إعادتها للحياة.
ووجه شقير نداء لكل الجهات المختصة من أجل صيانة هذه البئر، واسترجاعها لأهالي الزاوية، وصيانة عيون المياه باعتبارها منطقة سياحية خلابة، ومصدرا مهما للمياه في البلدة.
وبحسب البحوث، فان محافظة سلفيت تتربع على أكبر حوض مائي في الضفة الغربية، فهي تقع فوق حوض المياه الغربي الذي يعتبر من أغنى الأحواض المائية في فلسطين، والذي تبلغ إمكانيته المائية نحو 362 مليون متر مكعب سنوياً، كما تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في المحافظة 80%، منها 90% مزروعة بأشجار الزيتون.