عبير قنيبي كفاءة للمنافسة على أفضل معلم في العالم
أمل حرب
اكتملت اليوم فرحة المعلمة عبير قنيبي، من مدينة الخليل، بتأهلها ضمن أفضل 50 معلما على مستوى العالم، للمنافسة على جائزة أفضل معلم في العالم.
المعلمة عبير رشدي اقنيبي (39 عاما)، التي حصلت على بكالوريوس رياضيات في جامعة الخليل، والماجستير في الرياضيات التطبيقية من جامعة بوليتكنك فلسطين بمرتبة الشرف، وهي أم لخمسة أطفال، ومعلمة رياضيات في مدرسة وداد ناصر الدين بمدينة الخليل، مرشحة لدخول قائمة 50 معلما على مستوى العالم للتنافس على لقب أفضل معلم في العالم.
وأوضحت لـ "وفا" أنه في بداية العام الدراسي تم ترشيحها ضمن 50 معلما فلسطينيا من قبل مديرية التربية والتعليم في الخليل لهذه المنافسة، بعد المقابلات التي تمت في هيئة تطوير مهنة التعليم في رام الله، تم إصدار قائمة قصيرة ب18 معلما حسب معايير معينة اتبعتها وزارة التربية والتعليم، ممن وجدت لديهم تجارب جديرة بالتوثيق، ومن ضمن هذه المعايير التي تم اعتمادها، أن يكون للمعلم نشاطات وتجارب داخل الغرفة الصفية وخارجها، وأن تكون له علاقات مع مؤسسات المجتمع المحلي، ويكون له تأثير وحراك داخل وخارج إطار المدرسة يساهم في تفعيل دور الطلبة عالميا، وفي المواطنة العالمية للطلبة الفلسطينيين، والحصول على جوائز على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وهذه المواصفات التي تهتم بها مؤسسة "باركي" وهيئة التطوير، والوزارة معا.
وأضافت، "كان أملي أن أكون واحدة من هؤلاء المعلمات والمعلمين، وان يكون لفلسطين فرصة أخرى كما حصل العام السابق مع المعلمة حنان حروب، بحصولها على المركز الأول على مستوى العالم، وأطمح أن أحقق ما حققته وان ارفع علم فلسطين في المحافل الدولية" .
وعبرت عن فرحتها باختيارها كأفضل معلم على مستوى فلسطين، في يوم المعلم الفلسطيني، لتفتح لها الفرصة للمنافسة على الجائزة العالمية كأفضل معلمة في العالم.
وأوضحت أن جائزة أفضل معلم على مستوى فلسطين مبنية على معيارين للتحكيم: المعيار الأول حصة صفية نموذجية مصورة، بالإضافة إلى عقد مجموعة من المقابلات مع أولياء الأمور والطلبة لإظهار اثر المعلم وإبداعه وتميزه على الطلبة.
ونالت قنيبي العديد من الجوائز الدولية والمحلية، منها الحصول على المركز الرابع عالميا في معرض العلوم والتكنولوجيا، عن مشروع "النبتة الباكية"، وكانت هي الجائزة الأولى التي تنالها فلسطين كجائزة عامة في هذا المعرض، تم تكريمها وطالباتها من قبل الرئيس محمود عباس، إذ تم منحهن وسام التميز والاستحقاق الفضي، كما أنشأت النادي العلمي في المدرسة منذ عام 2011، والذي حصد المركز الاول على مستوى المديرية على مدار خمس سنوات، ثلاثة منها على مستوى الوطن، كما أطلقت العديد من المبادرات أهمها مقهى الرياضيات قبل عامين وهو يتمحور حول خلق اتجاهات ايجابية نحو تعلم الرياضيات، مبينة انها من خلال هذا المقهى حاولت ان تبتكر بيئة صفية تعمل على كسر الجمود وتنقل الرياضيات من خلال إدارة مجموعة من المشاريع والأفكار الجديدة.
وتابعت، "شاركت في مؤتمر الطالب الفلسطيني في عالم المعرفة المتغير، بورقة علمية بعنوان "دور المشاريع التشاركية العالمية في زيادة التحصيل لدى الطلبة والدافعية نحو تعلم الرياضيات، كما أشارك في العديد من التجارب التربوية سواء في الواقع على مستوى المديرية والمدرسة او العنقود، وأيضا على المستوى الالكتروني مثل موقع "أي آرن" وموقع الادمود التي تعتبر اكبر الشبكات العالمية التي تهتم بالمصادر والمشاريع، استخدمت العديد من الاستراتيجيات وخاصة الحديثة، ومنها التعلم المعكوس، ايضا ادارة المشاريع على مستوى تشاركي علمي وخاصة مع الدول الاخرى منها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، والمدرسة الكورية، وماليزيا في مواضيع مثل النانو تكنولوجي، ايضا اطلاق الطاقة لدى الطلاب وتعزيز الثقة لديهم وجعلهم هم محور الحصة الدراسية."
وقالت قنيبي، إن هناك طاقات "لدى معلمينا وطلابنا ومدارسنا، الذكاء العقلي، وطلائع الأمل، والكثير الكثير من النماذج في الميدان التربوي التي صنعت انجازات إقليمية". مؤكدة أن المعايير "التي يمتلكها المعلمون الفلسطينيون تمكنهم من الحصول على عدد اكبر من الجوائز الإقليمية والعالمية، اذا توفر الدعم اللازم، هذه الجائزة ستثبت إن الفلسطينيين موجودون وبقوة ... والاستمرار في دعم المسيرة التعليمية، وان فلسطين موجودة تستحق الحرية والاستقلال."
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، في بيان صادر عن الوزارة، اليوم، أن "فرحة فلسطين تكتمل اليوم بهذا الانجاز الجديد الذي جاء متزامناً مع يوم المعلم الفلسطيني، لتبرهن الوزارة بذلك على روح الوفاء لمعلمينا الذين يواصلون تحقيق إنجازات عظيمة، ويتسيدون صدارة المشهد التربوي في كافة المحافل".
وقال صيدم: "استطاعت فلسطين أن تثبت للعالم قدرتها على التميز والإبداع، فكانت المعلمة الأولى عالمياً حنان الحروب ومن ثم تتالت الإنجازات التربوية، واليوم تثبت فلسطين مجدداً حضورها على الساحة الدولية".
وأوضح صيدم، أن الوزارة عملت ومن خلال كافة طواقمها لدعم المعلمة قنيبي، خاصة هيئة تطوير مهنة التعليم، "وسخرت كل إمكاناتها وطاقاتها من أجل وصولها إلى هذا اللقب المشرف، وستبذل الوزارة قصارى جهدها من أجل أن تنال اللقب عالمياً".