معبر شعفاط.. 60 الف مقدسي في مهب الريح!!
(راسم عبد الواحد)
هل اكتمل عزل القدس عن محيطها الفلسطيني؟ وهل اقترب الخطر أكثر من أي وقت مضى على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة؟ وهل قضى الاحتلال على عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة؟ وما هو مصير آلاف العائلات المقدسية التي عزلها الجدار؟ هي "رزمة" من التساؤلات بات يطرحها متتبعون للشأن المقدسي مع افتتاح معبر شعفاط العسكري.
"إن افتتاح معبر شعفاط العسكري قرب مدخل مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة هو تصعيد نوعي وخطير ضد المقدسيين استكمالا لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني"، هذا ما يؤكده مسؤول لجنة القدس بمكتب التعبئة والتنظيم بحركة فتح حاتم عبد القادر، ويقول: "إن المعبر الجديد يعني أن ما بين 55 إلى 60 ألف فلسطيني مقدسي يقطنون في مخيم شعفاط ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام وضاحية الأوقاف، أصبحوا في مهب الريح ومعزولين عن القدس، الأمر الذي يتسبب بمعاناة كبيرة، خاصة أن الإجراءات المتبعة على المعبر هي إجراءات حدودية، بمعنى أنه يضع عراقيل أمام دخول المواطنين والبضائع للقدس فضلا عن أنه سيعيق آلاف الطلبة في عملية الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات، بالإضافة إلى أن المعبر يشكل معاناة حقيقية للمرضى في الوصول إلى المستشفيات داخل القدس خاصة أن المنطقة المستهدفة لا يوجد فيها خدمات طبية أو صحية متقدمة".
وأضاف، "أن المعبر هو سياسي بامتياز وليس أمنيا والهدف منه عزل أكبر عدد ممكن من المقدسيين، وإحداث خلل بالميزان الديموغرافي كما هو الحال بمعبر قلنديا شمال القدس الذي عزل نحو مائة ألف مقدسي خلف جدار الضم والتوسع العنصري"، لافتا إلى أن هناك مخاطر حقيقية من أن تصدر سلطات الاحتلال أمراً بتجريد هؤلاء السكان من هوياتهم المقدسية وإلغاء "إقامتهم".
"لم يبق إلا العمل الميداني والسياسي"، هذا هو الرد على إجراءات الاحتلال المتصاعدة، طبقا لرؤية عبد القادر، الذي لفت إلى وجود مقاومة سلمية منذ عدة أشهر ضد المعبر، وأن هذه المقاومة سوف تستمر وستكون مرشحة لمزيد من الأحداث والمواجهات، مؤكدا أن السلطة الوطنية تعمل بالتعاون مع الدول العربية من أجل التوجه لمجلس الأمن بخصوص عزل آلاف المواطنين عن مدينتهم.
من جانبه، قال طلال أبو عفيفة رئيس ملتقى المثقفين المقدسيين بأنه مما لا شك فيه أن افتتاح معبر مخيم شعفاط هو سلسلة من إجراءات طويلة وعريضة انتهجها الاحتلال منذ عام 1967م لتهويد المدينة المقدسة ومحاولة لطرد سكانها العرب تمهيدا لفرض أغلبية يهودية استيطانية تتجاوز الـ70% من نسبة سكان المدينة تنفيذ لمخطط 2020م القاضي بتقسيم القدس الشرقية إلى قسمين: الأول الذي يقع داخل الجدار حيث يخطط الاحتلال بأن يكون هذا الجزء ضمن عاصمة دولة الاحتلال، وفي نفس الوقت لمنع إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية، في حين يترك القسم الثاني من السكان المقدسيين خارج جدار الضم التوسعي بحيث يصعب في المستقبل أن تكون القدس عاصمة متكاملة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وبيّن أن المعبر الجديد هو استكمال للطوق المفروض حول مدينة القدس لمنع دخول أي مواطن إلا عبر هذه المعابر، وهذا يتزامن مع الهجمة الاستيطانية التي بدأت بشكل كبير في هذا العام بهدف فرض أمر واقع على المدينة.
من جانبه، استنكر النائب قيس عبد الكريم "أبو ليلى" عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إقدام سلطات الاحتلال على افتتاح ما يسمى معبر شعفاط. وقال "إن المعبر يهدف بشكل أساسي إلى فرض مزيد من الحصار والقيود على مدينة القدس المحتلة وفصلها على محيطها الفلسطيني، استكمالا لمخطط الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة".
إلى ذلك، اعتبر مقدسيون يقيمون على الخط الأمامي للمواجهة، أن ما من سبيل لمواجهة عمليات التهويد التي تزاولها سلطات الاحتلال رويدا رويدا للمدينة المقدسة، إلا بمزيد من اللحمة والتوحد، وتعزيز صمود المواطنين.. وبمزيد من المواجهة السلمية وتعرية الاحتلال وأهدافه أمام الرأي العام العالمي.