انتخاب فلسطين نائبا لرئيس اللجنة الثقافية العربية
في ختام أعمال مؤتمر وزراء الثقافة العرب بتونس
تونس- اختتمت بالجمهورية التونسية مساء اليوم الخميس، أعمال الدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.
وجرى في ختام الدورة انتخاب دولة فلسطين ممثلة بالأخ جاد عزات زيدان نائبا لرئيس اللجنة الثقافية العربية، كما تم تجديد المكتب الثقافي العربي بحسب المرحلة وما تتطلبه من تحديات، فيما تسلمت تونس رئاسة المؤتمر الثقافي العربي لدورته القادمة من المملكة العربية السعودية، وصدر عن الدورة بيان تونس حول أوضاع الثقافة العربية.
وأكد البيان أنه وفي ظل ما يمر به الوطن العربي من مرحلة تاريخية دقيقة واستثنائية أهم مميزاتها تراجع الثقافة في بناء المجتمعات بسبب التحديات المتزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، والمتمثلة بتفاقم ظاهرة العولمة ومحاولات فرض ما يسمى الثقافة الشمولية والتي تهمش الثقافات المحلية والخصوصيات الحضارية والمتغيرات الجيواستراتيجية وما يترتب عنها من تأجيج النعرات الطائفية والمذهبية وتهديد استقلال البلدان وبسبب محدودية الثقافات العربية في مواكبة التحولات وتنامي نزاعات التطرف والعنف ونبد الآخر وتغليب خطاب الغلو والتكفير مما أدى الى تخلخل بناء الهوية العربية والانتماء الوطني، مما يفرض ضرورة بلورة مشروع ثقافي عربي يستجيب لرهانات اللحظة وتحديد وتجديد مكونات السياسات الثقافية بما يجعلها قادرة على مواجهة تلك التحديات.
وأستطرد اعلان تونس بالمطالبة بوضع تصور وتفعيل سياسات ثقافية قائمة على مبادئ التسامح والحوار وتدبير الاختلاف نافعا لوطنه وفاعلا في مسيرة الحضارة الانسانية، والعناية بالتراث بشقيه المادي وغير المادي باعتباره الواجهة الاساسية في الدفاع عن الذات، والاهتمام باللغة العربية تدريسا واستعمالا وتطويرا، وتحويل المجتمع العربي من مجتمع استهلاكي الى مجتمع ينتج المعرفة، وتيسير التبادل الثقافي بما يسمح بوحدة الثقافة، وتعزيز التنسيق الثقافي العربي بما يخدم انسجام مكونات المشروع الثقافي العربي المستقبلي.
وافتتح وزيرا الثقافة الفلسطيني أيهاب بسيسو والتونسي محمد زين العابدين على هامش المؤتمر عصر اليوم معرضا للصور الفوتوغرافية لمصورين من دولة فلسطين تحت عنوان (عيون عربية) وهو بادرة فلسطينية تونسية لتدريب صحفيين فوتوغرافيين من البلدين الشقيقين، فيما أهدى المصورون الفلسطينيون الوزير التونسي لوحة شاملة لمعرضهم الذي أقيم في بهو قاعة المؤتمر .
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر من بين توصياته بالشروع في أنفد القرارات التي اتخذت بالمؤتمرات السابقة كما قرر شكر دولة فلسطين على مساهماتها في إنجاز المشاريع التي تحمي الهوية الفلسطينية والحضارة العربية والاسلامية والحفاظ على الاماكن المقدسة الاسمية والمسيحية وخاصة في مدينة القدس الشريف وقرر أن تكون مدينة بيت لحم الفلسطينية عاصمة للثقافة العربية لعام 2020.
وكان المؤتمر قد بدأ جلساته الرسمية صباح اليوم بكلمات للوفود العربية التي شاركت بكلمات، أثنى وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي على شعبنا الفلسطيني الذي يتصدى لكل أساليب محاولات الاحتلال الاسرائيلي سرقة تراثه وحضارته وطمس هويته العربية والاسلامية والحفاظ على مقدساته مقدما الشكر لكل الدول التي قررت في منظمة اليونسكو أن دولة الاحتلال الاسرائيلي ليست لها أي علاقة بالتراث الحضاري والانساني والديني في مدينة القدس العربية.
وزير الثقافة المصري حلمي نمنم أكد أن التحديات التي تفرض علينا كبيرة وجسيمة اولها الاعلام الاسرائيلي الذي ينفث سمومه شرقا وغربا، وليس آخرها الاعلام التكفيري الساعي لطمس الهوية الوطنية للبلدان العربية وتدمير تراثها الحضاري والديني .
وقد صدر عن المؤتمر كذلك إعلان تونس ضد الارهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والاديان ببادرة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والداعي لمواجهة التهديدات الخطيرة وغير المسبوقة من قبل الارهاب المعولم وتتربص بكافة شعوب الارض وكل الثقافات والاديان دون تمييز والهادفة لتقسيمنا وفرض الفرقة والتناحر والواجب علينا مواجهتها بالتوحد والتضامن تذكيرا بأولوية مكافحة الارهاب والوقاية منه محليا ودوليا.