يا سيادة الرئيس.. دعهم على طاولة القمار السياسي
- موفق مطر
قد نعلم وإياك يا سيادة الرئيس أسباب جنون العصافير المتجنحة اصطناعيا، فهؤلاء يحاولون التحليق رغم علمهم ان الشعب قد نتفهم وكشف عوراتهم، ونحمد الله انهم يخطون بايديهم وبألسنتهم اقرارات بأن مفاعيل الأنا الشيطانية، التي جرفتهم الى وحل الخيانة قد بدلت معاني اسمائهم وباتت عكس معانيها في السجل المدني، لأنهم يا سيادة الرئيس، ويا شعب الحرية والاستقلال متجردون من آداب واخلاقيات المدنية، ومبادئ الحوار السياسي الوطني، لذا فلا غرابة من هيجان نفوسهم بزوابع تحمل اشكالا وألوانا واحجاما مما في تربتها من (امراض الجيف) في البيئة المحجوبة عن الشمس.
نحن نعلم ان انتصارك لاستقلالية القرار الوطني الفلسطيني قد افشل تجارة المتجنحين، سماسرة السلاح، وكشف توغلهم الغرائزي في دماء الشباب، وحصَّن القضية التي ارادوها كعذراء جميلة يتنافس على شرائها اغنياء واغبياء، وآخرون لاستخدامها في الاغراء لتكسب موقع ما على (طاولة القمار السياسي).
انت يا سيادة الرئيس تحمي وتصون وتحصن القضية بقرار وطني مستقل، فيما الذين تجردوا من الشرف الوطني يحملونها في سياراتهم الفارهة الى (كازينوهات العهر السياسي)، يدفعونها لمن يدفع اكثر، لا تردعهم دموع امهات الشهداء، أو عذابات اسرى، أو آلام جرحى، أو تضحيات رجال ونساء على درب الحرية.
الشعب يعرف المناضلين فيرفعهم الى مواقع (القيادة الوطنية السياسية)، أما ممتنهو (القوادة السياسية) فانه يسقطهم تباعا، ويحوطهم بالدوائر الحمراء، فلا مجال للمقارنة يا سيادة الرئيس بين قائد يعلن استعداده للاستشهاد دون الثوابت الوطنية والحقوق بشرف، والا ينهي حياته بخيانة، وهذا حالك أيها الرئيس الانسان، القائد الفلسطيني العربي، وبين من باتت الخيانة للوطن والسمسرة بالقضية والفساد (علامته التجارية) يسعى لترويجها، لكن الشعب الذي خاطبته: ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون قد رد اليهم تجارتهم، فجن جنونهم، حتى يكاد يكون جنون البقر مقارنة بجنونهم رحمة!
جنوا يا سيادة الرئيس لأنهم لم يجنوا الا الخيبة، فقد قدموا انفسهم لأسيادهم كأعمدة وركائز لحركة فتح، فاذا بكم ومعكم قادة الحركة اعضاء المؤتمر السابع لم تعيروهم اي اهتمام يذكر، فتأكد لهم وللقاصي والداني ان الذين ارتضوا على انفسهم ان يكونوا مجرد بيادق تحركهم قوى اقليمية مرتبطة بأجندة دولة الاحتلال، لا ذكر لهم في المؤتمرات المصيرية، فهؤلاء ادركوا ان مصائرهم في زوايا الخونة المظلمة، فنحن ما زلنا نذكر (عصفورهم) وهو يغرد لرهن المؤتمر السابع عند جنرال مخابرات هناك او هناك.
جنوا يا سيادة الرئيس وبدأوا قصفا عشوائيا بقذائف (الفيشينك)، لفض اجماع قادة فتح الذين وقفوا لك في المؤتمر السابع احتراما وتقديرا ووفاء لثباتك على اهداف حركة التحرر الوطنية، وتمسكك بالثوابت، فقد راعهم وارعبهم مشهد الثقة الممنوحة لك.
تراهم الآن محتارين كيف سيفسرون سقوط ادعاءاتهم امام مستخدميهم، بأنهم كانوا اعمدة فتح، فاذا بالمؤتمر السابع بقيادتكم يظهرهم على حقيقتهم كأوراق صفراء جافة ممزقة طيرتها رياح عاصفة الفتح الناهضة.
سيادة الرئيس، دع هولاء المجانين على طاولة القمار السياسي فانهم وبارادة الشعب لن يخسروا الا أنفسهم , وقد خسروها حقا.