الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

65 يوما بغيبوبة.. رصاصة "مطاطية" تسلب فارس البايض طفولته

رام الله- ستة وستون يوما مرّت على الطفل فارس زياد البايض (15 عاما) من مخيم الجلزون شمال رام الله، وهو في غيبوبة تامة، جراء إصابته بعيار معدني مغلف بالمطاط في رأسه، أطلقه جندي إسرائيلي صوبه في الخامس عشر من شهر تشرين أول الماضي، خلال مواجهات اندلعت على مدخل المخيم الرئيسي.

الطفل البايض الذي يرقد حتى اليوم في قسم العناية المكثفة بمجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، يعاني من وضع صحي خطير وغير مستقر، كما أفاد الأطباء للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فالعيار "المطاطي" اخترق الجهة الأمامية من رأسه واستقر بها، محدثا تهتكا كبيرا في منطقة الدماغ ونزيفا شديدا.

وعن يوم إصابته، قال شاهد عيان للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: إن البايض خرج ذلك اليوم للمشاركة في حفل تأبيني للطفل أحمد شراكة من مخيم الجلزون أيضا، الذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو عام.

واستشهد الطفل شراكة (13 عاما) في الحادي عشر من شهر تشرين الأول عام 2015، جراء إصابته بعيار معدني مغلف بالمطاط في رأسه خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل البيرة الشمالي.

وأضاف أن الطفل البايض توجه كغيره من الشبان والأطفال بعد انتهاء الحفل التأبيني إلى مدخل المخيم الجنوبي، قرب جسر المشاة، حيث كانت تدور مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أنه سمع صوت عدة طلقات نارية حية أطلقها ثلاثة جنود في الهواء، كانوا يتمركزون بين أشجار الزيتون، خلف مدرسة الجلزون للذكور، "أستطيع تمييز نوع الطلق من صوته، كذلك بعض المتواجدين في المكان ذكروا أن جنود الاحتلال يطلقون الرصاص الحي في الهواء".

وأضاف أن الطفل البايض قرر حينها مع مجموعة من أقرانه التراجع خوفا من الإصابة، فابتعد مسافة كبيرة عن الجنود الثلاثة، واعتلى صخرة لمشاهدة ما يجري وخلال ذلك لوحظ جنديان آخران يقفان على مسافة أقرب من الطفل البايض في مكان مرتفع (تلة ترابية)، فهرب إلى جهة المخيم وقفز عن سور واختبأ خلف صخرة.

"خلال ذلك انضم ثلاثة جنود للجنديين على التلة، في حين كان الطفل البايض خلف الصخرة والمسافة بينهم قريبة نسبيا، وعند خروج البايض من خلف الصخرة، سمعت صوت عيار ناري أطلق وقتها، نظرت صوب التلة فإذا بجندي اتخذ وضعية القرفصاء يصوب سلاحه نحو مكان تواجد الطفل البايض".

وتابع شاهد العيان: "أدرت نظري بشكل سريع إلى مكان تواجد البايض، فرأيته يحرك رأسه بقوة يمينا ويسارا قبل أن يسقط أرضا، وكانت الدماء تغطي وجهه، فاقتربت منه واستطعت جره إلى الخلف رغم خشيتي من إطلاق النار عليّ، وكنت أصرخ على المتواجدين لمساعدتي، وفعلا حضر بعض الشبان وساعدوني في إخلائه من المكان، ومن ثم جرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، حسبما عرفت لاحقا".

وأوضح الأطباء في مجمع فلسطين الطبي، أن البايض خضع يوم إصابته لعملية جراحية استمرت ما يقارب من أربع ساعات بهدف استخراج الرصاصة،  وما يزال حتى الآن تحت أجهزة التنفس الاصطناعي.

وبرر تحقيق داخلي أجراه جيش الاحتلال، ونشرته عدة وسائل إعلامية نقلا عن صحيفة "هآرتس" العبرية، إطلاق النار صوب الطفل البايض، لكنه وجد "عيوبا في تصرف الجنود"، وأن "السلوك المهني لهم كان خاطئا".

وشدد مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، على ضرورة "فتح تحقيقات جدية مهنية وشفافة ومحايدة في حوادث إطلاق النار التي تتناقض مع المعايير، سواء الدولية أو الإسرائيلية، ومحاسبة جنود الاحتلال الذين يستهدفون الأطفال"، علما أن اللوائح تنص على استخدام الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط من مسافة لا تقل عن 50 إلى 60 مترا، ضد أرجل "المحرضين الذين يشكلون خطرا على حياة الجنود"، كما تنص على عدم استخدامها ضد الأطفال والنساء.

وتابع أبو قطيش أن أيا من الإجراءات لم تتخذ بحق الجنود الذين يخالفون قواعد إطلاق النار، وذلك ضمن سياسة الإفلات من العقاب التي تنتهجها سلطات الاحتلال مع جنودها، الأمر الذي لا يشكل رادعا لهم في حال خرقهم للمعايير والضوابط، سواء الدولية أو الإسرائيلية ذاتها.

وكانت العديد من مؤسسات حقوق الإنسان، بما فيها الحركة العالمية، دعت سلطات الاحتلال إلى وضع حد لاستخدام الأسلحة غير الفتاكة بصورة غير صحيحة ومفرطة من قبل الجنود الإسرائيليين.

وأوضحت أن الاستخدام غير الصحيح لهذا النوع من الأسلحة نتج عنه قتل العديد من الأطفال، وتسبب بعاهات مستديمة في حالات أخرى، إلا أنه ورغم ذلك فإن المعطيات تشير إلى أن قوات الاحتلال ماضية في استهداف الأجزاء العليا من الجسم بما يتناقض مع معايير استخدام هذه الأسلحة.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025