بيت لحم: حركة تجارية وسياحية نشطة عشية أعياد الميلاد
عنان شحادة
يعكف المواطن الياس العرجا على وضع اللمسات الأخيرة لتجهيز فندقه "بيت لحم"، من أجل استقبال النزلاء من سياح وحجاج، قادمين إلى مهد المسيح، للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد.
وقال العرجا في حديث لمراسل "وفا"، "نحرص دوما على التغيير والتجديد في الفندق، تماشيا مع الواقع السياحي للمدينة، الذي يشهد هذا العام نشاطا كبيرا في ظل الاستقرار، وتضافر كافة الجهود لجلب السياح، وعودة الروح الحقيقية للقطاع السياحي."
وأضاف "قمت هذا العام بترميم وتأهيل نصف مساحة الفندق، مع إحداث نقلة في المظهر العام، والخدمات، بناء على رغبة النزلاء، وبذلك الأخذ بيد قطاع السياحة إلى الأفضل، وقمت بزيادة طاقم العمل من 50 عاملا وموظفا دائمين، إلى 66، عدا عن التحسين في جودة الخدمات، بشتى أنواعها".
ولم يخفِ العرجا حقيقة أن كافة غرف الفندق البالغة (220 غرفة)، بسعة (400 سرير)، جميعها مشغولة، مشيرا إلى أنه سيقوم هذا العام بتوزيع حلوى على كافة الغرف الفندقية مع صبيحة العيد .
وتشهد المدينة التي اكتملت الاستعدادات والتجهيزات من زينة الشوارع، والأحياء، واضاءة الشجرة، أجواء بهجة العيد الحقيقية منذ أكثر من أسبوع، عندما سبقت هذه البهجة الفعاليات، والنشاطات، وخاصة للأطفال، اضافة إلى الحركة التجارية النشطة.
وقالت رئيسة البلدية فيرا بابون لـ"وفا"، "عندما نلمس الفرحة على وجوه المواطنين، نؤكد أن بيت لحم مدينة آمنة، وهادئة، وهناك اصرار فلسطيني على إحياء مناسباته الدينية، والوطنية، موضحة "أن ما يساعد على اضفاء أجواء العيد هو تسلح المواطن التلحمي، وكل فلسطيني، بالأمل نحو مواصلة نضاله، وكفاحه، وصولا لتحقيق أهدافه الوطنية".
وأشارت إلى أن كافة المرافق السياحية بدأت نشاطاتها منذ أيام عديدة، من خلال التجهيزات، وتزيينها بزينة العيد، التي لفتت أنظار رواد المدينة.
رئيس جمعية الفنادق العربية جورج أبو عيطة قال "هذا العام يشهد ارتفاعا كبيرا في نسبة الحجوزات عن العام الماضي، بنسبة وصلت 15%، مشيرا إلى أن كافة الفنادق مشغولة بشكل كامل، و60% هم من فلسطينيي داخل أراضي عام 1948، والباقي سياح وحجاج من ألمانيا، وايطاليا، واسبانيا، وبولندا، وبلغاريا، والصين، والهند، وغيرها .
وأظهر أبو عيطة أن الاحصائيات تشير إلى وجود 40 فندقا في بيت لحم، منها 4 تم افتتاحها خلال العام الجاري، وهناك ثلاثة فنادق قيد الانشاء، موضحا أنه منذ تشرين الأول تم البدء بالحجز بشكل عام، على عكس السائح الأجنبي الذي بدأ بالحجز منذ شهر حزيران، وهناك زيادة في عدد الموظفين والعاملين في هذه الفنادق، الذي يفوق عددهم 2000 عامل.
وقال "ان سياستهم التشجيعية والتحفيزية للسائح ستتواصل من خلال المعاملة الخاصة، وتوزيع الهدايا، و"بابا نويل"، وشهادة تخص الاقامة.
بدوره، شدد محافظ بيت لحم جبرين البكري على أن من واجب كل مواطن المساهمة في انجاح هذه المناسبة الدينية، مشيرا إلى حضور غير مسبوق من السياح، والحجاج، والزوار، ما يفتح آفاقا أمام انعاش أكثر للقطاع السياحي خاصة، والوضع الاقتصادي بشكل عام .
وأهاب البكري بالمواطنين الالتزام بتعليمات رجال الأمن، في تنظيم حركة المرور، والدخول، للمشاركة في الاحتفالات، بما يساهم في إبراز الجانب المشرق لشعبنا، لافتا إلى انه تم الانتهاء من وضع الخطة الامنية لهذا الحدث الكبير.
من جانبه، أوضح رئيس غرفة تجارة وصناعة بيت لحم سمير حزبون "انهم لمسوا هذا العام تحسنا بالوضع الاقتصادي، بنسبة تراوحت ما بين 20-25%، في كافة الموافق السياحية، والمطاعم، والمحلات التجارية، وغيرها."
وأضاف حزبون "تشير التقديرات إلى دخول 1200-1500 مواطن من محافظات أخرى إلى بيت لحم، الأمر الذي ينعش الحركة التجارية، والسياحية، خاصة أن الأسواق متوفرة فيها كل مستلزمات العيد".
وأكد أن الأيام المقبلة ومع قدوم فلسطينيي أراضي عام 1948، ستكون هناك زيادة في النشاط الاقتصادي، والمؤشرات حتى الآن ايجابية، وعليه فإنه إذا ما استمر الحال بهذه الوتيرة من النمو والازدهار فسيكون العام الجاري أفضل حال من سابقه .
أحد أصحاب محلات بيع مستلزمات العيد، قال "هناك اقبال كبير هذا العام على شراء متطلبات العيد من أشجار، وزينة، وغيرهما".