في الميلاد..." لونا امين" صوت لعشق خاص
- ضحى سعيد
تجاوزت بصوتها حدود المدينة الصغيرة، بيت لحم .. في كل مرة ترنم فيها ترانيم الميلاد وسط ساحة المهد، لتذكر كل من يسمعها اننا هنا نصر على الحياة كل بطريقته ... ربما بصوته.
"لونا امين" اعلامية ومرنمة في عمر 13 سنة بدأت رحلتها ومشوارها لتكون مرنمة عندما قررت ان تطلب من مخرج البث المباشر لقداس منتصف الليل في وقتها المخرج المقدسي فكتور قمر، ان ترنم ولو ترنيمة واحدة لدقائق وتشارك في صلاة القداس، وهو الامر الذي كان مستحيلا بسبب صعوبة الدخول للكنيسة وقت البث المباشر، واقتصار المشاركين في الصلاة على السياح الاجانب.
وامام جرأة طفلة صغيرة وافق المخرج قمر ان ترنم "امين" ترنيمة واحدة قرب مذوذ السيد المسيح، بعد اشارة اتفقا عليها للبث المباشر فكانت اشارة لبدء الحكاية.
"عيد الليل ... زهر الليل ... صوت العيد" رنمت "امين" بأربع لغات العربية، الايطالية، الفرنسية والاسبانية، وسط ردود فعل غير عادية من الحجاج الاجانب في الكنيسة لتصبح اليوم هذه الترنيمة الاقرب الى قلبها.
تتحدث "امين" عن هاجس وشغف خاص احاط بها لتكون مرنمة منذ ان كانت طالبة في مدرسة مار يوسف وهو ما تحقق بالفعل بعد ان اشاد المخرج قمر بصوتها وحضورها لتصبح اليوم جزءا من فعاليات الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة في بيت لحم.
تقول امين:" تمسكت بشغفي من البداية وكأنني كنت اعرف ما اريد، اضافة الى تأثير والدتي التي تملك صوتا جميلا ولديها شغفها الخاص تجاه الفن والموسيقى، ووالدي ايضا كان يعزف العود وترك أثرا كبيرا في تجربتي، اضافة الى دور المدرسة التي قدمتني في العديد من المناسبات والفعاليات المختلفة".
وتضيف: في كل مرة ارنم فيها اعرف انني ارنم لعشق خاص بداخلي عشقي لمدينتي التي اشعر انني احمل رسالتها... رسالة السلام الى العالم وارى في الترانيم الدينية التي اقدمها، مساحة خاصة اتواصل فيها مع الله واعبر فيها عن فرحي واحلامي وآمالي.
وتتابع "امين": "استطعت وعبر سنوات ان اكون جزءا من فعاليات الميلاد كل عام واحرص على التفاصيل واتحمل مسؤولية وقوفي على المسرح بكل ثقة، كوني ارنم لرسالة ارغب من خلالها ان يتعرف العالم علينا اكثر هنا في فلسطين وعلى فننا واصرارنا على المضي والحياة رغم كل العقبات، واليوم ارنم بـ 7 لغات عالمية واحرص على المشاركة في المهرجانات الدينية دائما برفقة الموسيقار ابراهيم مراد الذي يشاركني هذا المشوار ويحرص على تدريبي باستمرار بعد ان كنت ارنم لسنوات من داخل كنيسة المهد.
وترى "امين" ان كل شخص في فلسطين يحمل رسالة تجاه وطنه، وتقول "وانا كفلسطينية مسيحية من بيت لحم احمل رسالة ارغب فيها ان اظهر الصورة الاجمل المليئة بالفن والموسيقى والمواهب واستعمل صوتي وفني لتحقيق ذلك ليكون سفيرا للسلام وطريقا للخروج نحو العالم".
وتعتبر "امين" بيت لحم مدينة لها حالة خاصة سواء لأهلها او لزائريها الذين يتحولون الى عشاق لها كونها مدينة السلام، واستطاعت ان تجد طريقها للفرح للأعياد مسلمين ومسيحين رغم الجدار والحواجز التي تخنقها وتشكل عائقا امام الانفتاح والتواصل بسهولة.. لكنها تستمر في الامل والحلم.
ولليوم، ترى "امين" انها لم تحقق حلمها الاكبر بان تكون صوت فلسطين اينما تذهب وتغني "الاوبرا" على اهم المسارح العالمية وان تفتح الابواب امامها وامام كل الموهوبين.
ترنم "امين" للسلام، للحب، وللأمل وفي داخلها تعرف انها ترنم لعشق خاص... بيت لحم.