الفيس بوك في خدمة الاسرى الفلسطينيين ووسيلة تواصلهم مع العالم الخارجي
استمرارا للحملة الإسرائيلية الهادفة لإظهار الأسرى الفلسطينيين وكأنهم يعيشون في جنة عدن دون رقيب ولا حسيب او سجان يقمعهم وامعانا بالتحريض عليهم لزيادة شروط اسرهم قسوة وتعسفا نشرت صحيفة معاريف الاسرائيلية الناطقة بالعبرية في عددها الصادر امس "الاربعاء" تحقيقا موسعا تناولت فيه حياة الاسرى داخل زنازينهم مستندة في ذلك على رصد منظم قام به مراسلها عميت كوهن لاعمدة موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " العائدة لبعض الاسرى حسب ادعاء الصحيفة التي اقرنت تحقيقها بمجموعة من الصورة التي استقتها من على صفحات الفيس بوك لتأكيد ما ذهبت اليه من وصف "جميل" لحياة الاسرى .
بين ايديكم التحقيق كاملا دون تصرف او تعليق :
قبل ثلاثة اسابيع نشر الاسير هيثم بطاط على صفحته الخاصة على موقع الفيس بوك فلما قصيرا "يوتيوب" تحت عنوان " خذوني للجهاد " تضمن اغنية باللغة العربية مخصصة لدعم المتمردين في الشيشان ، وبعد عدة دقائق من نشر الفلم علقت والدته على ذات الصفحة بالقول "ابني المحبوب ، انها اغنية رائعه، عليوم ربنا يفرجها عليك بكرة الصبح وعلى جميع الاسرى ".
من الصعب قليلا ان تصدقوا ، لكن صفحة الفيس بوك التابعة للاسير البطاط كتبت من داخل غرفته في السجن الاسرائيلي وكذلك يتم تزويدها بالمواد والمنشورات بشكل دائم ومتكرر من داخل ذات الغرفة .
يبلغ البطاط من العمر 27 عاما ويقضي فترة عقوبة لا تقل عن ثلاثة مؤبدات بعد ادانته بارسال انتحاري لتنفيذ عملية في بئر السبع ونشر على صفحته دون خوف صورا التقطاها داخل السجن بينها صورة مشتركة جمعته مع الاسير سعيد شلالدة المدان بطعن وقتل الاسرائيلي شوشان نورائيل عام 2005 في منطقة بتونيا بالقرب من رام الله واسم شلالدة يظهر في قوائم الاسرى الذين وافقت اسرائيل على اطلاق سراحهم مقابل شليط فيما اذا جرى الاتفاق على صفقة التبادل .
وفي صورة اخرى يظهر البطاط مع زميل اخر له في الغرفة ويطلق عليهم اسم "خلية الشهيد اياد البطاط " تيمنا باسم الناشط الحمساوي الذي اغتالته اسرائيل عام 1999 في منطقة الخليل
صفحة الفيس بوك التابعه للبطاط ليست الوحيدة من نوعها التي تصدر من داخل السجون حيث اظهرت متابعة "معاريف " وجود الكثير من الصفحات والاعمدة التابعة لاسرى فلسطينيين الذين يستغلون ثورة الانترنت من خلال اجهزة الهاتف الخلوي المتطورة التي يحملونها والتي تمنحهم امكانية الولوج للشبكة العنكبوتيه واجراء محادثات مصورة عبر الفيديو .
وتتبع صفحات الفيس البوك اثبت انتشار الظاهره لدرجة ان الاسرى باتوا ينشرون هوياتهم واسمائهم الشخصية دون خوف .
ومن خلال امكانية الاتصال هذه انكشفت شروط الاسر المريحة التي يتمتعون بها والتي سبق لمعاريف ان كشفتها عام 2008 .
مثلا على صفحة الفيس بوك التابعة للاسير سائد عمر تظهر مجموعة صور توثق الوجبات الباذخة التي يتناولها الاسرى .
سائد عمر من سكان نابلس ، ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومحكوما بالسجن لمدة 19 عاما وثق من خلال الكاميرا الاسرى وهم يقومون بحشوا الدجاج بالارز وفي النهاية عرض "المنتج " بعد الانتهاء من اعداد الوجبة وطاولة فاخرة جلس عليها زملائه في الغرفة لتناول الطعام وكتب على صفحته قائلا "اموت وسلاحي بيدي لا ان احيا سلاحي بيد عدوي ".
خرجت قضية شروط اعتقال الاسرى الفلسطينيين لدائرة النقاش العام منذ اختطاف الجندي غلعاد شاليط وبعد محاولات لتشديد هذه الشروط عاد الاسرى لمشاهدة التلفاز خاصة القنوات الفضائية العربية المختلفة وعادوا لتلقي الاموال " الكنتينه" وبهذا يمكنهم شراء الطعام والشراب الذي يحبون ويرغبون به وتصلهم الاموال من السلطة الفلسطينية عبر المنظمات الفلسطينية المختلفة .
ويوجد لدى الاسرى الكثير من وقت الفراغ لذلك بامكانهم استكمال تعليمهم الجامعي الاساسي وكذلك التعليم العالي والحصول على الدرجات الالكاديمية .
ومن الواضح للاسرى بانهم يتلقون كل هذه الشروط الرائعة بشرط ان يحافظوا على الهدوء لذلك يمتنعون على الاقل بشكل علني عن كل نشاط ذات طابع "ارهابي " ولا يمنحون ادارات السجون اية ذريعة او حجة لحرمانهم من الامتيازات الكبيرة التي يتمتعون بها .
انترنت سريعه
يستخدم الاسرى في السجون الاسرائيلية هواتف تعمل من خلال شبكات الخلوي الاسرائيلية ويزداد الطلب على الهواتف ذات تكنولوجيا "3G " " الانترنت السريع " واضافة لدخول السريع وذات النوعيه الجيدة تمنح هذه التكنولوجيا الاسرى امكانية اجراء محادثات فيديو مع العالم الخارجي مثلا : حين توفي والد احد الاسرى الذي روى القصة لفضائية "العربية " قام احد اصدقائه في الخارج بارسال فلم كامل عن الجنازة الى داخل غرفته عبر جهاز البلفون فيما استخدم سجين اخر تكنولوجيا الفيديو للقيام بعملية مشتريات " شوبينغ " حيث قام ابناء عائلته بعرض الملابس مباشرة من الدكان حتى يختار ما يناسبه وماذا يريد ويحب وحين وصلت العائلة للزيارة احضرت معها الملابس التي اختارها .
ان الاستخدام العلني لموقع الفيس بوك وتكنولوجيا الفيديو تحمل في ثنايها مخاطر كبيرة حيث قامت مجموعة من الاسرى فيما مضى بتشغيل خلية " ارهابية " تعمل خارج السجن بهدف تنفيذ عمليات اختطاف بشكل اساسي .
في وقت مضى اجبر الاسرى الفلسطينيون على اختراع طرق بدائية حتى يتسنى لهم نقل المعلومات الى خارج الاسوار او اليوم فيكفي ان ينضم الاسير الى محادثة عبر " التشات " في موقع الفيس بوك او ارسال رقم ورسالة عبر الهاتف الخلوي دون عناء وبكل سهولة ويسر .