في مكتبة بسمة شيخو
أدب وثقافة
2016-12-26 | 10:29
8151يامن نوباني
ليست المكتبات مجموعة كتب، مصفوفة بانتظام على رفوف، أو موزعة على زوايا خشبية في أركان البيت، ولا هي الفوضى التي نشاهدها في طريقة حياة مثقف ما، حيث تظهر الكتب في غير مواضعها المعتادة، فوق التلفاز، تحت السرير، خلف الباب، وأماكن أخرى غريبة.
يقول الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل: كل مكتبة هي سيرة ذاتية. وترى الكاتبة الكويتية بثينة العيسى أن المكتبة هي مكان الأمكنة، المكان الذي ينبغي أن تضيع فيه، لتجد نفسك.
تستضيف "وفا" في حوارها الثقافي "في مكتبة" شخصيات ثقافية ليتحدثوا عن مكتباتهم.
بسمة شيخو من مواليد دمشق 1986، تعمل محاضِرة لمادة التصميم في جامعة دمشق، تكتب في مجال النقد التشكيلي، ولها ثلاث مجموعات شعرية: "عبث مع الكلمات" "شهقة ضوء" "آخر سكان دمشق". وكتاب "التصميم الداخلي في رياض الأطفال وأثره على نفسية الطفل وسلوكه".
كان لـ"وفا" الحوار التالي مع بسمة شيخو:
كيف بدأت مكتبتك؟
من كتب أبي، بدأت منذ عمرٍ صغير نسبياً بالسطو على بعض الكتب التي كانت تجذبني عناوينها، وتكديسها بالقرب من كتبي المدرسية.
وفي مرحلة لاحقة بدأت باقتناء بعض الكتب الخاصة إلا أن أصبحت مكتبتي جديرة بأن يدور الزمان وأجد بعض كتبها في مكتبة أبي!
كم تحوي مكتبتك من الكتب؟
ما يكفيني لئلا أملّ أبداً إن بقيت عاماً أو أكثر في غرفتي
ماذا تعني لك مكتبتك؟
لا جواب واضح لدي، لكنني أرتاح بوجودها، البيت الذي لا يحتوي مكتبة يفتقد شيئاً من روحه، المكتبة قادرة على منح المكان حميمية خاصة، كأنك في قهوة بصحبة الكثير من الأصحاب الأصوات تزدحم حولك، تحتار لأي طاولةٍ تجلس ومن تحاور هذه الليلة.
المكتبة تجعل كلمة وحيد خالية من المعنى.
هل تضعين كتبا على رفوف عالية، لا تريدين لأحد أن يلمسها؟
لا، إلا إذا كان المكان الفارغ الوحيد هناك، كتبي متاحة للجميع، أحب مشاركة ما أقرأ مع أهلي ضمن البيت الواحد، عادةً لا أعير الكتب التي أحب، وللأمانة والتي لا أحب أيضاً.
حسب امبرتو ايكو , يجب أن تحمل المكتبة صفات اللا متوقع, والمصادفة، هل تحمل مكتبتك ذلك؟
الكثير من الكتب اقتنيتها عن طريق المصادفة وهي مفضلة عندي أكثر من الكتاب الذي أسجل اسمه على ورقة وأبحث عنه.
واللا متوقع حاضر وأقصد بذلك أن من يراقب مكتبتي يجد ما يستغرب وجوده، أملك كتباً تخالف قناعاتي وأقرأوها بعناية، لذا أفهم جيداً المختلفين عني.
كيف هي علاقتك في إهداء الكتاب؟
أحبّ هدايا الكتب، لكن بشرط ألا يكون اختيارها اعتباطياً
عندما أهدي كتاباً أختاره بعناية وأكون متأكدة أنه سيُفرح المتلقي والذي يشترط به طبعاً أن يحب القراءة، وإلا فإن الشتائم لن تفارقني ولن تكف أذني اليسرى عن الطنين.
حدثينا عن مكتبة صديق؟
لي صديق باحث، مكتبه عبارة عن كتب منتشرة في كلّ مكان، المخطوطات النادرة والكتب القديمة ترقد تحت غبارٍ كثيف، أينما تحركت ستتعثر بكتاب. أحياناً أرغب بأن أكون وقحة وأطلب منه أن يوصي لي ببعض الكتب بعد موته!
ولكنني لم أفعل هذا بعد
هل تحلمين بكتب غير التي تمتلكينها؟ ما العائق؟
لم يعد الحلم بكتاب موجوداً مع وجود الانترنت والقدرة على تحميل كم هائل من الكتب خلال وقتٍ قصير، عندي من الكتب الالكترونية ما يحتاج لعمر نوح حتى يتم قراءتها.
لكن أحياناً لا يكون الكتاب متاحاً الكترونياً، وأنتظر معرض الكتاب لأحصل عليه إن لم يكن متوفراً في دمشق.
كتاب –أو أكثر- حميمي جدا تحتفظين به في مكتبتك؟
لكتاب "سمرقند" لأمين معلوف مكانة عالية في نفسي، كلّ فترة أعود إليه
قصة طريفة حدثت معك لها علاقة بكتاب؟
ربما من الطريف أن أجد والدي يبحث بين كتبي عن كتابٍ أضاعه، دون أن يعبأ بقسمي بأني لم أستعره أبداً... والمفاجأة أنه عادة ما يجده هناك ونضحك طويلاً.
هل سبق وسرقت كتابا؟
استعرت كتباً ولم أعدها، هل هذه سرقة؟
أهم كتاب تمتلكينه؟
حوادث دمشق اليومية للبديري الحلاق، بالنسبة لي هو الأهم لأنني اشتريته من مكتبة كتب قديمة وحصلت على نسخة قديمة منه، عندما أتصفحه أشعر بالفرح، وذلك شأن عدد كبير من كتب أبي، أهميتها ليست بقيمتها المعرفية أو الفنية فقط بل بكونها جزءاً من تاريخ العائلة وذكرياتها.
سعر أغلى كتاب اشتريته، وأرخص كتاب؟
أشتري بعض الكتب الرخيصة خاصة الصادرة عن وزارة الثقافة فهي تكون مدعومة أي أنها تباع بسعر أقل من التكلفة، 50 سنت كان سعر كتاب نقدي مهم ل بوريس ميلاخ.
والكتب الغالية عادةً تكون تلك القديمة التي يتحكّم صاحبها بسعرها مستغلاً لمعة الفرح بعينيك وأنت تنظر للكتاب في يده.
ما هي اهتماماتك في نوع الكتب؟
الكتب الفنية والتي تتعلق بجماليات الفن ونظرياته ومدارسه النقدية هي المفضلة عندي، بعدها تأتي الكتب الأدبية من شعر ورواية وميثولوجيا.
بعد الموت أين ستذهب مكتبتك؟
لم أفكر بذلك لا بالموت ولا بمصير كتبي بعدي، أتمنى أن تصل لمن يقدّر قيمتها، ربما سأتبرع بها لمكتبة عامة إن أحسست ألا أحد سيستفيد منها اللهم إلا إذا قرروا حرقها والتنعم بالدفء.
