فلسطين 2016 ..اقتناص الجوائز الأدبية وغنى المشهد الثقافي
يامن نوباني
الرواة ربعي المدهون، وابراهيم نصر الله، ويحيى يخلف، والكاتب مازن معروف، أربعة وجوه أدبية حققت لفلسطين فخرا غير مسبوق في تاريخ الجوائز العربية والإقليمية.
ففي أبو ظبي، أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية فوز الروائي الفلسطيني ربعي المدهون عن "مصائر: كونشيرتو الهولوكوست والنكبة"، بجائزة البوكر 2016، في حفل افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في شهر نيسان، وكانت القائمة القصيرة المرشحة للبوكر ضمت أيضا رواية "مديح لنساء العالية" لمحمود شقير.
ولد المدهون في عسقلان 1945، ويعمل في الصحافة ويعيش في لندن، والجائزة التي حصل عليها بلغت قيمتها 60 ألف دولار أميركي، إضافة الى الترجمات.
وفي تظاهرة أدبية عربية كبيرة، أعلنت جائزة "كتارا" للرواية العربية في آب الجاري، فوز الروائيين الفلسطينيين يحيى يخلف عن روايته "راكب الريح"، وإبراهيم نصر الله عن روايته "أرواح كليمنجارو".
إلياس خوري، الذي كان من بين الفائزين الخمسة بـ"كتارا" عن روايته "أولاد الغيتو"، والتي توثق لأحداث مهمة ويغوص من خلالها في مناطق جديدة تتعلق بالنكبة الفلسطينية وتداعياتها.
وقبل أن يرحل العام 2016، فاز الكاتب الفلسطيني مازن معروف بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، في الكويت، وهذه هي الدورة الأولى للجائزة، وفاز بها معروف عن مجموعته القصصية "نكات المسلحين"، وهي المجموعة الأولى لمازن معروف. ويحصل الفائز على 25 ألف دولار قيمة الجائزة عدا عن الترجمة للفرنسية والانجليزية.
فلسطين في المعارض الدولية للكتب.. أدب غزير وإبداع شبابي
كانت فلسطين جوهرة معرض عمان الدولي السادس عشر للكتاب 2016، والذي عقد في الفترة ما بين 28 أيلول و8 تشرين الأول الماضي، بعد أن حلّت عليه كأول ضيف شرف على المعرض، منذ تأسيسه.
وتضمنت مشاركة فلسطين على 11 فعالية وندوة، ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: القدس، والشباب، والمنفى. وفيه أطلق ووقع العديد من الشعراء والكتاب والروائيين الفلسطينيين، أحدث إصداراتهم الأدبية، الصادرة عن دور نشر مختلفة ومهمة، في فلسطين والأردن والوطن العربي.
فوقعت عائشة عودة كتابيها "تمثلاً للشمس"، و"أحلام بالحرية"، وطارق عسراوي كتابه "رذاذ خفيف"، الصادر عن مكتبة كل شيء في حيفا. وجهاد صالح موسوعة "رواد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين"، الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ووقعت نادية حرش "في ظلال الرجال" الصادرة عن دار ابن رشد في القاهرة، ونوال حلاوة "السيدة زبيدة"، الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وأطلق المتوكل طه "رامبير .. حفلة تنكرية"، الصادرة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، و أطلقت صونيا خضر "باب الأبد" الصادرة عن دار الفارابي للنشر والتوزيع في لبنان.
وأطلقت سامية العطعوط "بوذيا حافي القدمين" الصادرة عن دار أمجد للنشر والتوزيع في الأردن، وخالد الحروب "حبر الشمس" الصادرة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع، و مهيب البرغوثي "مختبر الموت" عن دار الأهلية للنشر، ووقّع الروائي سامح خضر "الموتى لا ينتحرون الأهلية للنشر.
وضمن فعاليات المعرض العربي والدولي للكتاب الـ60، المقام في العاصمة اللبنانية بيروت، وقّع عدد من الكتاب والروائيين الفلسطينيين مجموعة من إصداراتهم الأدبية، حيث وقّع الروائي والكاتب مروان عبد العال روايته "60 مليون زهرة"، والكاتب صلاح صلاح كتابه "من ضفاف البحيرة الى ضفاف الثورة"، والروائية وداد طه رواية "حرير مريم"، والكاتب ماهر الشريف "فلسطين في الكتابة التاريخية العربية".
معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب.. الأغنى منذ البدايات
تعد مشاركة 160 ضيفا مثقفا ومبدعا عربيا وفلسطينيا في معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، الذي أقيم في رام الله في الفترة ما بين السابع والسابع عشر من أيار، ومشاركة 400 دار نشر، ونصف مليون كتاب، سابقة في تظاهرة معارض الكتب الدولية التي أقامتها فلسطين في السابق.
ويعد ما عقد الضيوف من فعاليات ومشاركات في مختلف المدن الفلسطينية، إنجازا ثقافيا ووطنيا فلسطينيا، مكّن المواطن والمثقف الفلسطيني من التعرف على المبدع العربي عن قرب، وايضا نقل المبدع العربي إلى ملامسة ومعاينة الواقع للمواطن والمبدع الفلسطيني.
وتزامن المعرض بشكل مخطط له كذلك مع ذكرى ميلاد توفيق زياد ووفاة حسين البرغوثي وذكرى النكبة، وكان لكل من هذه الذكريات نشاطات مرافقة هدفت إلى ترسيخ إبداعات هذه الشخصيات في الوعي الفلسطيني.
جوائز ثقافية محلية
على المستوى المحلي، أعلن في تشرين الثاني الماضي أسماء الفائزين بجائزة القدس للثقافة والإبداع، حيث فاز المتوكل طه بجائزة "عثمان أبو غربية للإبداع المقاوم"، كما فاز بجائزة "القدس للثقافة والإبداع "الفنان أحمد قعبور، والكاتب مروان عبد العال، والشاعرة أنيسة درويش، أما الجائزة التقديرية فحصل عليها خليل حسون، ورشدي الماضي، وعبد الفتاح القلقيلي، وشفيق حبيب.
وفي اذار 2016 أعلن عن انطلاق يوم الثقافة الوطنية والذي جرى ربطه بيوم الأرض، ضمن أكثر من 72 فعالية امتدت لـ17 يوما وشملت كافة محافظات الوطن من 13-31 آذار.
إصدارات فلسطينية في الشتات ونشاطات ثقافية محلية
صدر عن "منشورات المتوسط / ميلانو"، ديوان "مشاة نلتقي.. مشاة نفترق" للشاعر الفلسطيني / السوري رائد وحش، وعن دار نوفل (هاشيت أنطون) في بيروت صدر لليانة بدر، رواية "الخيمة البيضاء" ، أنور حامد "والتيه والزيتون"، وصدرت عن دار الساقي في بيروت رواية "تذكرتان إلى صفّورية"، للكاتب الفلسطيني سليم البيك.
فاز فيلم "فلسطين ستيريو" للمخرج رشيد مشهراوي بجائزة أحسن فيلم عربي في "مهرجان نيودلهي السينمائي الدولي" في دورته الخامسة، كما فاز فيلم «ن وزيتون» للمخرجة امتياز دياب بجائزة أفضل فيلم في مهرجان "سردينيا" العالمي بإيطاليا. كما وصلت "قصر الأميرة بهرج" لأحلام بشارات الى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، عن فرع "أدب الطفل".
وشهد 2016 انطلاق فعاليات "قلنديا الدولي" الثالث، تحت شعار "هذا البحر لي"، وبتنظيم 16 مؤسسة ثقافية ومشاركة حوالي 200 فنان محلي وعالمي، وانطلقت الفعاليات في حيفا بالتزامن مع غزة، وبيروت، وعمان، ولندن، واستمرت حتى 31 تشرين الأول الماضي، في القدس، ورام الله، وبيت لحم.
وخلال العام 2016 جرى إطلاق وتوقيع نحو 50 إصدار أدبي في متحف الشاعر محمود درويش، اضافة إلى عرض عشرات الأفلام السينمائية، والأمسيات الموسيقية، ونقاشات الكتب، والأمسيات الشعرية والندوات الفكرية، ومعارض الفن التشكيلي.
وفي بيت مريم، دار لعرض الفن التشكيلي، عرضت لوحات لاثنين وثلاثين فناناً تشكيليًّا، وكان من بينهم عرب، وفنانون من فلسطين التاريخية، وغزة، وأيضا من الشتات. كما قدم 78 فناناً وفنّانة عبر وسم «الذاكرة_البصرية_الفلسطينية» صوراً لمئات الأعمال الفنية، وقد اختير من بين هذه الأعمال 134 عملاً فنياً، لتُعرض تحت عنوان «رمّان» في الذكرى الـ68 للنكبة.
خسارات ثقافية إبداعية فلسطينية وعربية
وكانت أبرز الخسارات الثقافية الفلسطينية للعام 2016، رحيل الأديب سلمان ناطور، المولود في دالية الكرمل بحيفا عام 1949، والذي ألّف في الرواية والمسرح والقصة: «ما وراء الكلمات»، و«أنت القاتل يا شيخ»، و«خمارة البلد»، و«ساعة واحدة وألف معسكر»، و«ستون عامًا في رحلة الصحراء»، أما الثلاثية الأبرز فهي «ذاكرة»، «سفر على سفر»، «انتظار».
كما رحل الفنان السوري الجنسية فلسطيني الانتماء نذير نبعة، المولود عام 1938 في حي المزة بدمشق، وانخرط نبعة في صفوف حركة فتح وصمم لها العديد من الملصقات السياسية والوطنية، أهمها: شعار العاصفة، الذي ما زال حيا إلى اليوم.
ورحل عن عالمنا العربي الكاتب والمترجم العراقي حسين الموازني في المانيا، والمولود عام 1954 في العمارة بالعراق، وله عدة روايات بالألمانية والعربية، كما رحل المفكر العربي السوري الكبير صادق جلال العظم، في برلين، ومن كتبه المتعلقة بالقضية الفلسطينية: النقد الذاتي بعد الهزيمة (عن نكسة عام 1967)، دراسات يسارية حول القضية الفلسطينية، الصهيونية والصراع الطبقي.
كما حمل 2016 رحيل الشاعر التونسي الكبير محمد الصغير "أولاد أحمد" (61 عاما)، الذي اشتهر بعشقه لفلسطين، وكان مناضلا ضد الاستبداد والقهر في كل مكان في العالم.
_