فيدرالية أبو مرزوق.. كما يفعل همجيو "داعش" بأبناء آدم - موفق مطر
الرد الفعلي الاسرائيلي على قرار مجلس الأمن الدولي 2334 لم يكن بأشكال الغضب والجنون والغطرسة وتحدي العالم التي ابرزها نتنياهو وأعضاء من حكومته المتطرفة وحسب، بل بما جاء على لسان موسى أبو مرزوق القيادي في حماس الذي قال بالفيدرالية بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة كحل للانقسام، بما يعني ان ابو مرزوق يقترح التقسيم والانفصال، لدولة فلسطين التي اعترف بها العالم بالأمس القريب دولة تحت الاحتلال بما فيها القدس الشرقية.
لم يقل لنا أبو مرزوق رغم رفضنا المطلق لكل ماجاء في كلامه للمحطة التلفزيونية عن الفيدرالية عن مكانة القدس في هذه الفيدرالية؟! ولم يقل – ولا نريد سماعه يتحدث بهذا الشأن أبدا - عن طبيعة النظام السياسي الذي سيحكم هذه الفيدرالية، لكن ما أراد ابو مرزوق قوله قد وصلنا: ان حماس تعمل على الانفصال، وانشاء دويلتها الخاصة في القطاع، ليقول نتنياهو للعالم ها هي دولة الفلسطينيين المستقلة في قطاع غزة! خاصة وان ابو مرزوق افصح عن رفض حماس - في حديثه المشؤوم هذا - عقد المجلس الوطني في رام الله المحتلة، وكأن غزة تتمتع باستقلال وحرية وسيادة غير مسبوقات في تاريخها!!.
لا يحق لحماس المدعوة دائما لدخول البيت الفلسطيني بأمان وسلام أن تسعى لتدميره، وتفكيكه لصالح دولة الاحتلال، ولا يحق له وضع التهديد باغتيال المصالحة الفلسطينية في كفة ميزان، ووضع مسألة الوحدة الوطنية المتمثلة بانعقاد المجلس الوطني واستنهاض الحالة الفلسطينية والانتصار للمشروع الوطني في الكفة الأخرى، فهو قد هدد بانهاء مساعي المصالحة اذا قررت القيادة ونجحت في ضمان عقد المجلس الوطني في رام الله، وكان الرجل يظن ان المصالحة بين عائلتين او قبيلتين، فهذا لعمرنا تحقير مقصود وممنهج، وتفكير مترجم من العبرية الى لغة حماس ولكنتها الاخونجية التي ما زالت شعوب الدول العربية تعيش آثار عبثيتها في مقدرات ومستقبل وحدتها ارضا وشعبا – وأنا أعني ما أقول – وطعنة في الصدر، وليس من الخلف لمعاني الوحدة الوطنية، لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها السيادية القانونية الشرعية، فأبو مرزوق لم يغدرنا ولم يفاجئنا، لكن بعض الحياء السياسي كان يجب ان يكون متوفرا بعد رسالة خالد مشعل رئيس مكتب حماس السياسي في المؤتمر العام السابع لحركة فتح والتي تعاملت معها الحركة من باب الأمل بامكانية عودة الوعي لحماس والانضمام فعلا لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وبعد طقس من التفاؤل عم اجواء الشارع الفلسطيني بامكانية طي صفحة الانقسام والاتجاه نحو مصالحة وطنية، تبنى على قاعدتها استراتيجية العمل الوطني وصياغة برنامج مواجهة مع الاحتلال بعد تثبيت المركز القانوني لقضية الفلسطينية، وتغير قواعد الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاسرائيلي، فاذا بالرجل يبعث برسالة الى خالد مشعل مفادها: "انقع رسالتك الى حركة فتح واشرب ماءها"، حتى اني قد اشرت لأخ كان بجانبي وانا استمع لرسالة مندوب خالد مشعل في المؤتمر السابع ان الرسالة تعبر عن خالد مشعل وليس عن حماس، وصدق استنتاجنا هذا ما جاء في كلام ابو مرزوق الذي سرعان ما حول كلام مشعل الى زبدة ذوبتها شمس النهار!!!.
الفيدرالية في مفهوم ابو مرزوق تعني اطلاق سهم مسموم على ابصار وبصيرة الأحرار في العالم الذين ثبتوا في القانون الدولي ان الاستيطان الاسرائيلي اليهودي في الأرض الفلسطينمية المحتلة عام 1967 باطل ولا شرعي وانتهاك للقانون الدولي، وان القدس قد استبدلتها حماس بضمان أمن وسلامة قادتها في قطاع غزة واستمرار مشروع دويلتها الانفصالية.
فيدرالية ابو مرزوق الحمساوية بكل بساطة تعبير آخر ومحاولة يائسة وحاجة من جماعة الاخوان المسلمين المنهزمة مشاريعهم في اقطار عربية، الى نوع من الانتصار فلم يجدوا الا فلسطين ليغدروا بقضيتها، وشعبها وقائد حركة تحررها الوطنية، حتى أني لرى نتنياهو في اوج سعادته في هذه اللحظات وهو يستمع لقيادي في حماس عن كيفية ذبح الدولة الفلسطينية التي نناضل لانهاء الاحتلال عن اراضيها وتقطيعها كما يفعل همجيو داعش بأبناء آدم.