الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

جدول الكهرباء يربك ربات البيوت في غزة

 سامي أبو سالم

الروتين اليومي لربات البيوت في غزة من خبز، وغسيل، وكيّ، وتدريس أطفال، مرهون بجدول الكهرباء، الذي تُختزل فيه ساعات وصل الكهرباء تدريجيا، في ظل أجواء فصل الشتاء الباردة.

فمع انخفاض درجات الحرارة، يزداد استهلاك الكهرباء، ما يزيد من نسبة العجز الذي تعاني منه محطة التوليد، منذ أن قصفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، قبل ما يزيد عن 10 سنوات.

اعتادت رائدة عبد الكريم (39 عاما) من شمال غزة، أن تبرمج وقت غسيل الملابس وفقا لجدول الكهرباء، ولكن حساباتها لم تعد تجدي نفعا، فالكهرباء لم يعد لها موعد محدد.

"أنتظر جدول الكهرباء من أجل الغسيل، أحيانا أصحو الساعة الثانية فجرا"، تقول رائدة، أم لثمانية أطفال. ولضمان إفاقتها وقت الكهرباء توصل المذياع في القابس الكهربائي، وترفع صوته كي يجبرها على النهوض في حال وصل التيار، وتتمنى رائدة أن تستخدم خيار "قطن" في الغسالة، فهذا الخيار يحتاج لقرب الساعتين، وهذا أمر شبه مستحيل لأن الكهرباء متقطعة، لذا تختار خيارات في الغسالة أخرى أوفر وقتا.

أما ريم أبو فرج (37 عاما) من وسط قطاع غزة، تقول "إن من أسوأ تجاربها مع الكهرباء هي خَبز العجين، وهي "مضطرة"، لأن أولادها لا يفضلون الخبز التجاري.

اعتادت ريم أم الأطفال السبعة "أن تحضّر العجين وفقا لجدول الكهرباء، فإذا كان موعدها الساعة السادسة صباحا، فإنها تحضره الساعة الخامسة، وهلم جرا، ولكن الأمر بات صعبا الآن، وتذكر أنها عجنت وجبة بعد أن برمجت توقيت عملية الخَبز، ولكن الكهرباء ظلت منقطعة، فاضطرت لوضعها في "الفريز"، الذي لا يزال يحتفظ ببعض البرودة.

عاد التيار الكهربائي، فبدأت بالخبَز فانقطع التيار ثانية، فأعادت العجين إلى "الفريزر"، ثم عاد التيار ثانية، وانقطع. "تكرر الأمر ثلاث مرات خلال ساعتين، وتلف العجين، وألقيت به في القمامة"- قالت ريم بغضب.

وتتجنب ربات البيوت عملية الخبز بالفرن المنزلي الذي يعمل بالغاز، لأن الغاز المُستخدم بات من السلع التي تمر في أزمة شبه مزمنة أيضا، لذا يوفّرنه للطبخ، ويستخدمن الطنجرة (الخبازة) الكهربائية.

ولكن بعض العائلات يحظون بفرن قديم تم تجديده في حيّهم للخَبز مقابل أجر مالي، وذلك بعد أن جدّد العديد من الغزيين أفرانهم، بعد أن أهملوها زهاء عقدين على الأقل.

ويقول سالم القانوع (27 عاما) من بلدة جباليا، شمال غزة، إنه عاد للعمل في الفرن "صنعة والده"، بعدما ازداد الطلب، بسبب أزمة الكهرباء.

سها مصباح تعمل موظفة في إحدى الوزارات، تقول "إن إحدى تحديات الكهرباء هو تغسيل الأطفال باستخدام الدُّش، فهذا الطقس بات من الماضي، وكذلك مشكلة تدريسهم، سيما وامتحانات نهاية الفصل الدراسي بدأت.

"ليس هناك ماء ساخن للدُّش، أضطر لتسخين ماء في وعاء كبير، وتغسيلهم بالكِيلة...لقد عدنا للوراء" قالت سها.

ولتدريس أطفالها تقول "إن الإضاءة البديلة (الليدات) [مصابيح صغيرة تُستخدم ببطارية احتياطية] تضعف مع طول ساعات الانقطاع، وتصبح الرؤية صعبة، كذلك البرد يعرقل الدريس أيضا.

"أشعر بالتجمد وكذلك أطفالي الثلاثة، لا أستطيع تدريسهم إلا ونحن نتلحف بالبطانيات، وهذا يعرقل التدريس".

وتقول إنه من الصعب استخدام بدائل الطاقة لتشغيل أي أجهزة حرارية مثل المدفأة، وسخان المياه، لذا ترتجف، والأطفال، في ساعات الصباح، عندما يستخدمون الماء قبل التوجه للمدرسة.

"أذكر ألبست طفلتي بسرعة، وذهبت إلى المدرسة، ولكن مع قرع الجرس اكتشفت أنني ألبستها الملابس بالشقلوب (بشكل معاكس)".

ووفقا لجدول الكهرباء المعمول به حاليا في قطاع غزة، يحظى المواطنون بـ 12 ساعة قطع على الأقل، مقابل 4 ساعات وصل أو أقل، بشكل تناوبي بين المربعات السكنية.

وتحاول ختام العاصي (42 عاما) الاستفادة من كل لحظة تحظى فيها بالكهرباء، فتعمل على "برمجة" زياراتها الاجتماعية وفقا لجدول الكهرباء، فمن المستحيل أن تفقد دقيقة كما تقول.

"عندما أود أن أزور أقارب أو أصدقاء لمناسبة ما، أتعمد زيارتهم عندما لا يكون لدينا كهرباء... والجميع يفعل ذلك".

وتذكر ختام أنها كانت ستزور إحدى صديقاتها لتهنئتها بمولودها الجديد، ولكن فجأة وصل التيار الكهربائي، فاعتذرت، وأجلّت الزيارة.

البرد القارس "الغريب" معضلة أشارت إليها فاطمة العريني (44 عاما) من شمال غزة، تقول "إنها تخشى على أطفالها، سيما طفلها الرضيع من الصقيع".

وتغفو فاطمة أم لستة أطفال، "نص نومة" مترددة على أطفالها بين الفينة، والأخرى، للتأكد من أنهم يتغطون بشكل جيد.

"نسمع في الأخبار أن أطفالا يموتون من البرد، هذا أمر يفزعني، وبدائل الكهرباء صعبة"، قالت فاطمة.

وترفض إشعال بعض النيران التي لا تحل المشكلة، "كيلو الحطب بـ2 شيقل، وهذا باهظ، بجانب أنه من الخطر تدفئة الغرف بالحطب، أو الفحم، فليس لها من مناص سوى السهر، والمزيد من البطانيات.

ولقى 3 أطفال أخوة مصرعهم حرقا في غزة أيار الماضي، بسبب احتراق منزلهم، جراء استخدام الشموع، ولقي العشرات حتفهم حرقا، أو اختناقا، أو جراء صعقات كهربائية، في حوادث نتجت عن انقطاع التيار الكهربائي- حسب مصادر طبية.

وعبر مواطنون عن استغرابهم من أن درجة الحرارة في بيوتهم، منخفضة أكثر منها في الشارع.

وهنا تشير سها مصباح التي تعلّق جهاز لقياس درجة حرارة الجو (تيرمومتر) في بيتها، أن درجة الحرارة في البيت أقل من الشارع بمعدل درجتين على الأقل.

وتصل متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء في السهل الساحلي الفلسطيني الذي يضم قطاع غزة إلى 12 درجة مئوية، حسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

ولكن دائرة الأرصاد الجوية، أشارت في توقعاتها "إن درجات الحرارة أقل من معدلها السنوي بخمس درجات خلال المنخفضات الجوية خلال كانون أول الماضي".

وللنظام العمراني في غزة دور في أن يشعر السكان بالبرد الشديد، فتكدس المنازل بجانب بعضها، سيما في المخيمات والأحياء غير الجديدة، لا يتيح للشمس بتدفئة الجدران، وطرد الرطوبة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة داخل البيوت، كما يقول المهندس الانشائي سامح النيرب.

وأضاف النيرب "أن معظم البيوت تفتقر للعزل الحراري الخارجي، فهي غير مغطاة بطبقتي الإسمنت "القصارة"، وثقافة كساء الحجر شبه غائبة في غزة.

"عدم وجود العزل يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة، ناهيك عن غياب أنظمة التدفئة المركزية،" قال النيرب.

وفي تصريح لها على صفحة "الفيسبوك" أواخر الشهر الماضي، قالت شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة "إن احتياج القطاع في ظل الأجواء الباردة يصل إلى زهاء 450 ميغاوات، في حين المتوفر فقط 185 ميغاوات، والكهرباء المتوفرة حاليا لا يمكن ترجمتها لجدول دقيق، ومحدد".

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024