بهجة الميلاد تسطع في مهد المسيح
بيت لحم- وفا- عنان شحاده- مع بزوغ فجر جديد، سطعت بهجة الميلاد على مدينة السلام، مهد المسيح بيت لحم وهي تفتح حضنها لاستقبال القادمين إليها من شتى ربوع الأرض؛ للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد، حسب التقويم الشرقي.
وتعيش مدينة بيت لحم أجواء البهجة والفرحة نفسها التي واكبت عيد الميلاد حسب التقويم الغربي، حيث تكتسي حلتها المعتادة من زينة باهيه لشوارعها وأحيائها.
وكان حاضرا في ساحة المهد الراحل المطران ايلاريون كابوتشي الذي توفي في بداية العام الجاري، عندما علقت له صورة كبيرة على واجهة مركز السلام الذي يتوسط الساحة.
وتحدثت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون عن أمل المسيحيين وأبناء شعبنا وعن هذه المناسبة بقولها:" في موسم أعياد الميلاد المجيدة تتحد صلواتنا من أجل السلام والعدالة في فلسطين والعالم، وسنصلي من أجل أن يكون 2017 عام إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كما قال الرئيس محمود عباس".
وأضافت: نأمل بأن يخرج جميعالمعتقلين من سجون الاحتلال وأن يعود المبعدون إلى وطنهم، وأن تنتهي معاناة الجرحى، وأن يحل السلام على هذه المنطقة".
وتابعت بابون" اليوم من بيت لحم، نبعث رسالة سلام إلى العالم، ونصرخ جميعا، " لا نريد سوى العدالة، وأنه آن الأوان أكثر من أي وقت مضى لإنهاء معاناة شعب ولد وعاش على أرض فلسطين منذ الأزل بناها بيده، ويؤكد على وجوده فيها إلى الابد، ويكفينا أننا نحمل رسالة هي أعظم رسالة على وجه البشرية، وهي المحبة".
وبدوره، ذكر مدير عام شرطة محافظة بيت لحم العقيد الحقوقي علاء الشلبي، أن الشرطة وضعت خطة عمل تنفيذا لتعليمات مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، لتأمين احتفالات المواطنين، بالتنسيق والتعاون مع مكتب الرئيس وحرس الرئيس وقيادة المنطقة، والأجهزة الأمنية، إضافة إلى كبار رجال الدين في الكنائس الأربع الروم الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس، والأقباط، والأحباش، وبلدية بيت لحم وجميع المؤسسات المعنية.
وضاف: أُخذت منذ الصباح الباكر إجراءات أمنية تتناسب مع قدسية العيد، كما ستؤمن الشرطة حركة المواطنين المعتادة.
وأشار إلى أنه تم تقسيم محيط ساحة المهد وشارع العمل الكاثوليكي إلى مقاطع، ووضع حواجز لإغلاق جميع المداخل والطرق الفرعية المؤدية إلى ساحة المهد أمام حركة المركبات الخاصة والعمومية، باستثناء مركبات الأمن والطوارئ والمركبات التي تحمل تصاريح خاصة للوصول إلى محيط ساحة المهد وموقف الأرمن جنوب كنيسة المهد.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية الأب عيسى مصلح لـ”وفا" إن أعياد الميلاد هي مناسبة دينية وطنية لكل أبناء الشعب الفلسطيني وهو ما يجسد النموذج الحي على أرض الواقع القائم على التآخي والمحبة.
وتابع: "نحن دعاة سلام، لا نريد العنف بل نتوق إلى الحرية التي أعطيت لنا من رب العالمين، وبالتالي لا يعقل أن يبقى هذا الشعب تحت وطأة الاحتلال، وبناء عليه رسالتنا ستكون رسالة المحبة والسلام وسنصلي من أجلها ونبقى متشبثين بذلك، فهذا حق شرعي لنا كفلسطينيين".
وأضاف مصلح: إننا في هذه الاحتفالات الدينية الوطنية نجدد العهد والوفاء لفلسطين والدماء الزكية، بأننا لن نرحل، فنحن أصحاب العهدة العمرية، وسنبقى صامدين على ارضنا رغم الجراح والآلام.
كما أعرب العديد من السياح الأجانب عن سعادتهم العارمة وهم في رحاب مهد المسيح.
وبهذا الصدد قال السائح الايطالي ماتيو ساندري القادم من مدينة "فيرونا": لدي سعادة عارمة وأنا أتواجد في مدينة بيت لحم التي يتمنى أي مسيحي في العالم القدوم إليها ومشاركة سكانها احتفالات أعياد الميلاد، بصراحة أنا مبسوط جدا لمجرد أنني متواجد في بيت لحم، وأنا المس حقيقة الأجواء الحقيقية لمظاهر الميلاد ".
وأضاف رغم الصعوبات التي ألمسها على أرض الواقع بالنسبة للإنسان الفلسطيني لكنني أشعر أن هناك فرحة وبهجة تغمرهم، وأنا قبل الدخول إلى بيت لحم كنت متخوفا مما كان يثار عن خطورة الوضع، لكن الصورة تغيرت الآن، فهي هادئة وآمنه.