"إلي ما بدك إياه.. غيرك بستناه" مبادرة في مواجهة العوز في الخليل
أمل حرب
"إلي ما بدك إياه.. غيرك بستناه".. مبادرة أطلقتها جمعية النشاط النسوي في مدينة الخليل، تقضي بإعادة الانتفاع من الأثاث والأجهزة القديمة التي ترغب العائلات بتجديدها داخل منازلها، مقابل الانتفاع منها للعائلات الأكثر عوزا والتي لا تمتلك القدرة على شرائها جديدة.
تقول ميسون القواسمي من جمعية النشاط النسوي، مطلقي الحملة، "المبادرة جاءت من مشهد على الطريق: سجاد، وقطع موكيت، وأدوات كهربائية، وصوبات، وأغطية ملقاة على الأرض بجانب الحاويات في مختلف شوارع مدينة الخليل، استغنت عنهما العائلات بعد تجديد فرش منزلها".
وتتساءل القواسمي: "كم من عائلة فقيرة تحتاج لهذه الأشياء؟ ولكن بوضعها في هذا المكان تحرج العائلات من أخذها والانتفاع بها، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة لمعرفتنا بوجود الكثير من العائلات التي تريد توزيع ما لا تحتاجه، ولكن ليس لديها معرفة كافية بالعائلات المحتاجة إلى هذه المساعدة".
وتابعت: قررنا أن نكون وسطاء لفعل الخير كجمعية نسوية بتنظيم التبرعات من العائلات المتبرعة الى العائلات المحتاجة، من خلال لجنة تقوم بحصر أسماء العائلات المحتاجة واهم احتياجاتها.
وبينت انه تم الإعلان عن الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للجمعية، ومن ثم عبر الإذاعات المحلية التي تفاعلت بشكل كبير مع الحملة سواء المتبرعين او المنتفعين.
وأشارت إلى الصعوبات التي واجهت الجمعية في جمع التبرعات، نظرا لعدم وجود مكان لجمع هذا الأثاث، خاصة الثقيل منها مثل الفرشات، والخزائن، والكنب، والأسرّة، ما استدعى زيارة محافظ الخليل الذي وعد بتوفير مكان لتخزين التبرعات في حال نجحت المبادرة واحتاجت الكميات لمكان لخزنها حتى تصل إلى محتاجيها. أما التحدي الثاني فكان التحقق من حالة العائلات المحتاجة، وكيفية تأمين توصيل التبرعات العينية إليها، مشيرة إلى أن الجمعية تلقت طلبات مساعدة من خارج المدينة أيضا، من بلدة دورا وقرية بيت الروش، وغيرها من قرى محافظة الخليل.
وأضافت، إن اغلب المتبرعين للحملة كانوا من النساء، ربما لأنهن الأكثر شعورا باحتياجات النساء، مشيرة إلى أن معظم التبرعات والصدقات تكون عادة عبارة عن طرود غذائية وليست مواد وأغراض تحتاجها هذه العائلات من فرش للبيت وأدواته المهمة، لافتة إلى أن عدد طالبي المساعدة في تزايد والقائمة زادت عن 500 عائلة محتاجة لتبرعات تقيها برد الشتاء.
أم لخمسة أطفال، تقول لـ"وفا"، "الله يعلم بالحال، المساعدات التي نحصل عليها من الشؤون الاجتماعية لا تسد الاحتياجات الأساسية.. الأطفال يحتاجون إلى الملابس لتدفئتهم بالشتاء، وارضية المنزل بحاجة الى الفرش الذي يحول دون تحولها لما هو اشبه بثلاجة في هذه الأوقات من العام"، شاكرة كل من يمد يد المساعدة للعائلات الفقيرة والعفيفة، والتي تخجل من طلب المساعدة بشكل صريح، مطالبة بتطبيق مثل هذه المبادرة في كل الاماكن.
عائلة مماثلة مكونة من خمس بنات يعيلهم أب كبير في السن، تقيم بالقرب من البؤر الاستيطانية وسط الخليل، دعت من جانبها بالخير للقائمين على الحملة، وقالت: "دفيت البيت بالسجاد الذي وصلني من إحدى العائلات والأغطية التي كنت بأمس الحاجة اليها، شاكرة كل من شعر بهم وقدم مساعدة حتى لو كان مستغنى عنها، فهي تلزمهم وجاءت في وقتها".
وأضافت "التكافل الاجتماعي بين الناس بذرة خير بها أجر كبير وسعادة للمتبرع والمحتاج في آن واحد، أدعو الله ألا تنقطع هذه القيمة الاجتماعية ويبقى الخير بين الناس".
الجمعية التي تمكنت، حتى الآن، من مساعدة مئات الأسر المحتاجة للأثاث المنزلي، تعمل بهمة كبيرة وكلها أمل بجمع أثاث إضافي لمساعدة الأسر المحتاجة.