رصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في تقرير لها، التحريض والعنصرية ضد الفلسطينيين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة الواقعة بين 30 كانون الأول 2016، ولغاية 5 كانون الثاني 2017.
ويستعرض التقرير الحالي الذي يحمل الرقم "319"، عددا من المقالات والأخبار التي تحمل في طياتها، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومقولات، وادعاءات وأفكارًا تحريضية وعنصرية، نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويشمل التقرير أبرز المقولات التحريضية والعنصرية المنشورة في وسائل الاعلام المركزية خلال الفترة المذكورة أعلاه، والتي تهدف في مجملها الى شيطنة ونزع الانسانية عن الفلسطينيين، العرب والمسلمين عامة، ووصمهم بأوصاف سلبية وتعميمها عليهم جميعا. كما تهدف المواد العنصرية التحريضية المنشورة في وسائل الاعلام الإسرائيلية المركزية إلى التشديد على دونية الفلسطيني، العربي والمسلم، مقابل فوقية العرق اليهودي. كل ذلك يصب في محاولات انكار حق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم التاريخي وشرعنة احتلالهم وتبرير كل الممارسات العنيفة ضدهم.
ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 2.1.2017 مقالة كتبها د. إيلي كوهين قال فيها: "الفلسطينيون الذين كبروا وتدربوا وحصلوا على الأموال، الحماية والملجأ من الشعب السوري، هم ذاتهم من يذبحون هذا الشعب. لسبب ما هذه الحقيقة لا تحظى بانتباه العالم، الذي يتحدث فقط عن "الفلسطينيين المساكين في اسرائيل" ويغمض عينيه كي لا يرى قتل الشعب الحاصل في سوريا، على بعد بضعة كيلومترات من اسرائيل، وعن مساهمة الفلسطينيين به".
ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 3.1.2017 مقالة كتبها د. رؤوبين باركو قال فيها: "أبو مازن ايضا، مثل سابقه، لا يتحمل مسؤولية الرفض التاريخي، والاعتداء وعمليات الماضي. وأمام كل فشل دموي يبدأ الفلسطينيون من جديد. ومثلما في زمن عرفات، تُسمع الآن في الشرق الاوسط دعوات "وقعوا مع أبو مازن على الاتفاق، لأنه لا بديل له" قبل موته. لأنه اذا لم يُستجب له فهو سيلغي الاعتراف بإسرائيل ويعود الى طريق الارهاب الذي هو المشروع الريادي الفلسطيني العالمي الوحيد".
ونشر موقع "إن آر جي" مقالة كتبتها المحامية دانا نوف بتاريخ 4.1.2017 التي ادعت ان ما قام به الجندي هو عمل صائب لأنه اطلق النار على "مخرب" لا على شخص بريء: "لا يمكن ان نخلق وضعا يخاف فيه جنود جيش الدفاع الاسرائيلي الذين يخرجون الى الميدان ويواجهون مخربين قتلة من المحاكمة العسكرية اكثر من المخرب نفسه الذي جاء لإيذائهم".
ونشر موقع "آن آر جي" مقالة كتبها ايلي براك بتاريخ 4.1.2017 ادعى من خلالها ان "قتل المخرب هو طهارة السلاح": "يجب علينا الا ننسى، انه وخلافا لحالات سابقة التي ادين فيها جنود بقتل الفلسطينيين، هذه المرة الحديث لا يدور حول شاب بريء او متظاهر مشاغب، انه مخرب جاء لقتل الجنود. لكن قتل المخرب هو طهارة السلاح. لان المخرب الذي جاء للقتل عقابه الموت".
ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" بتاريخ 5.1.2017 مقالة كتبتها سمدار، شير التي أيدت من خلالها تصرف الجندي الذي اطلق النار على الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف: "من اجل ان يفي بوعده لوالدته بالعودة سلاما الى بيته كان عليه ان يتصرف بسرعة. هو استجاب للآية "من جاء لقتلك اسبقه واقتله" التي تربى عليها".
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 5.1.2017 مقالة كتبها بوعاز بيسموت دافع من خلالها عن الجندي القاتل اليئور أزاريا قائلاً: ""تذكرون جملة جولدا مئير الشهيرة؟ "عندما يحل السلام، مع الوقت، سنسامح العرب على أنهم قتلوا أبنائنا، ولكن الأصعب هو مسامحتهم على إجبارهم لنا على قتل أبنائهم". إليئور أزاريا ليس بطلًا وليس قاتلًا، ولكنه "ابننا كلنا"، أو على الأقل معظمنا. على الأقل بالنسبة لي".
نشرت صحيفة "معاريف" بتاريخ 5.1.2017 مقالة عنصرية كتبها الاعلامي المعروف، بن كسبيت، قال فيها: "في المجتمع الفلسطيني أساسات اجرامية كثيرة جدا، وهو يغرق بالدم ويقدس القتلة. نحن نُصاب بالصدمة حين يسمون شوارع وميادين على اسماء "شهداء". نحن نغتاظ حين يدفعون الرواتب للسجناء – القتلة في السجن الإسرائيلي. إذًا لماذا، يا رب العالمين، نصر على أن نكون مثلهم؟ فجعل اليئور أزاريا بطلا، هو فلسطنة المجتمع الإسرائيلي. هذا بالضبط ما يفعله اعداؤنا، بلا تمييز، بخلاف القيم والقواعد الاخلاقية الكونية. هذا خط الفصل الذي يفصل بيننا وبينهم".
صحيفة إسرائيل اليوم: "الفلسطينيون قتلة يذبحون الشعب السوري"
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 2.1.2017 مقالة تحريضية عنصرية ضد الفلسطينيين كتبها د. إيلي كوهين. وزعم كوهين أن اللاجئين الفلسطينيين "تحولوا من ضيوف إلى قتلة" وأنهم هم من "يذبحون الشعب السوري".
وقال: "القادة الفلسطينيون على اختلافهم عملوا على مدار التاريخ على عقد تحالفات غير ناجحة لم تجلب لهم نفعًا. هكذا على سبيل المثال، التحالف الأول لمن كان المفتي المقدس، أمين الحسيني، مع أدولف هتلر والرايخ الثالث. الحسيني قرر عقد تحالف مع النازيين كي يحارب فرنسا وبريطانيا أملاً بأن يفوز الألمان بالحرب العالمية الثانية ويتحول هو إلى زعيم العالم العربي. لكن النازيين خسروا والغرب لم يسارع لمسامحة الحسيني، ونتيجة لذلك نتج ضرر كبير للقضية الفلسطينية لأكثر من عقدين. ياسر عرفات أخطأ عندما دعم احتلال العراق للكويت عام 1990. الدعم الفلسطيني العلني للغزو العراقي أدى إلى معاناة مئات آلاف الفلسطينيين الذين كانوا في الكويت وفي الخليج الذين دفعوا ثمن دعم عرفات للديكتاتور صدام".
وأضاف: "موقف أبو مازن في مسألة سوريا ضبابي، وهو حريص على أن لا يدين أو يدعم نظام الأسد. يبدو أن ابو مازن استخلص العبر من التاريخ، ولكن- يتبين أنه يوجد اليوم عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يقاتلون من أجل ديكتاتور دمشق ويضحون بأنفسهم من أجله. هؤلاء الفلسطينيين، الذين ذهبوا إلى سوريا، يذبحون الشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته. وهكذا تحول الضيف إلى قاتل".
وقال: "لقد وقف العديد من القادة الفلسطينيين في الجانب غير الصحيح للتاريخ وفي الجانب غير الصحيح للأخلاق، خاصة أولئك الذين يحاربون الشعب السوري المسكين. الفلسطينيون الذين كبروا وتدربوا وحصلوا على الأموال، الحماية والملجأ من الشعب السوري، هم ذاتهم من يذبحون هذا الشعب. لسبب ما هذه الحقيقة لا تحظى بانتباه العالم، الذي يتحدث فقط عن "الفلسطينيين المساكين في اسرائيل" ويغمض عينيه كي لا يرى قتل الشعب الحاصل في سوريا، على بعد بضعة كيلومترات من اسرائيل، وعن مساهمة الفلسطينيين به".
صحيفة إسرائيل اليوم: "الإرهاب هو المشروع العالمي الريادي الوحيد للفلسطينيين".
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 3.1.2017 مقالة تحريضية عنصرية كتبها، د. رؤوبين باركو، زعم من خلالها أن "الإرهاب هو المشروع الريادي الفلسطيني العالمي الوحيد"، وأن على إسرائيل "عدم التنازل عن القدس كاملة وعدم الانسحاب من المناطق المحتلة لأن أفعال الفلسطينيين السيئة سوف تستمر"، كما زعم.
وقال: "الطريق الملتوية لأبو مازن تذكر بالمثل العربي القائل “تغيير جيد لسابقه الجيد”. الرئيس الفلسطيني السابق، عرفات، أدار المفاوضات مع اسرائيل حسب المبدأ الذي أورثه لأبو مازن “خُذ وطالب بالمزيد”. ومثل عرفات يفعل أبو مازن ورجاله في غابة العبثية العالمية ما يريدون، يوجهون التصويت في الامم المتحدة ويقطفون ثمار اللاسامية العالمية. كل اقتراح تم وضعه أمام عرفات من اجل السلام تم رفضه. وكانت في حوزته صيغة للمزيد من الابتزاز، ولوح بمسدسه على المنصة في الامم المتحدة وضرب بغصن الزيتون الموجود في يده ضد جميع الاقتراحات التي تم تقديمها له. حل مشكلة اللاجئين؟ “فقط العودة الكاملة الى فلسطين حسب قرار 194″ (مثلما قال وزير الخارجية الفلسطيني المالكي في هذا الاسبوع). تقسيم البلدة القديمة في القدس؟ “لا، كلها لي”.
وأضاف: "أبو مازن ايضا، مثل سابقه، لا يتحمل مسؤولية الرفض التاريخي، والاعتداء وعمليات الماضي. وأمام كل فشل دموي يبدأ الفلسطينيون من جديد. ومثلما في زمن عرفات، تُسمع الآن في الشرق الاوسط دعوات “وقعوا مع أبو مازن على الاتفاق، لأنه لا بديل له” قبل موته. لأنه اذا لم يُستجب له فهو سيلغي الاعتراف بإسرائيل ويعود الى طريق الارهاب الذي هو المشروع الريادي الفلسطيني العالمي الوحيد".
وقال: "في الوقت الذي يقتل فيه ملايين الاشخاص ويغتصبون ويهربون من منطقتنا، والمساجد والكنائس التي يتم تفجيرها فوق رؤوس المصلين، فان كيري وقادة مجلس الامن يتجاهلون هذه الكوارث ويفضلون بشكل أبوي الاهتمام بأمننا وسلامتنا. هل يجب أن يتصرف الأب هكذا. على خلفية قرار الامم المتحدة ضد اسرائيل وخطاب كيري في مؤامرة تم الاعداد لها بذريعة "الدفاع عن إسرائيل من نفسها"، فرح أبناء "فلسطين". ورام الله فرحت وضجت. وفهمت اسرائيل أن المثل العربي القائل "الصديق وقت الضيق" قد تم الغاؤه، والآن يسود في منطقتنا المثل القائل "لن يضرك أحد سوى صديقك".
وأضاف: "مثل الخطوط الحمراء لأوباما في سوريا، تُرسم بالدم خطوط "الدفاع عن اسرائيل" بقرار 2334 وخطاب كيري التي تعتبر أن اراضي اسرائيل "التوراتية" والتي تم احتلالها من الاردن في العام 1967 وشرقي القدس "اراضي فلسطينية محتلة". القدس العتيقة التي أنشئت على أيدي ملوك اسرائيل قبل النبيين محمد وعيسى، ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية التي لم يسبق أن قامت أو احتُلت، وأن الفلسطينيين لن ينفذوا الارهاب. لأنه في كل اتفاق مستقبلي سيستمر الفلسطينيون بأفعالهم السيئة، لذا، على اسرائيل الانسحاب فقط من المناطق التي تقررها، وألا تقوم بتقسيم عاصمتها العتيقة، الارث الخالد لإسرائيل قبل الاسلام ايضا، لصالح شعب تم اختراعه الآن ودولة لم تنشأ بعد. إن نقل السفارة الامريكية الى القدس واستيعاب اللاجئين العرب في الدول العربية (ومنهم الفلسطينيون) سيضع حداً لهذا الوهم الفلسطيني".
موقع "إن آر جي": شرعية للقتل
في اعقاب محاكمة الجندي الاسرائيلي الذي اطلق النار على الشاب الفلسطيني الجريح عبد الفتاح الشريف نشر موقع "إن آر جي" مقالة كتبتها المحامية دانا نوف بتاريخ 4.1.2017 التي ادعت ان ما قام به الجندي هو عمل صائب لأنه أطلق النار على "مخرب" لا على شخص بريء.
وقالت: " جيشنا هو جيش اخلاقي ولطهارة السلاح قيمة عالية. لكن مع كل الاحترام، فالذي قُتل ليس اسيرًا او عربي بريء اراد عبور الحاجز. اطلاق النار كان على شخص حاول قبل لحظات ان يقتل ابرياء دون تردد. والجندي الذي كان في حالة اضطراب، تصرف بعد ان رأى المخرب يقوم بطعن زميله. لا يمكن ان نخلق وضعًا يخاف فيه جنود جيش الدفاع الاسرائيلي الذين يخرجون الى الميدان ويواجهون مخربين قتلة من المحاكمة العسكرية اكثر من المخرب نفسه الذي جاء لإيذائه".
كما نشر موقع "آن آر جي" مقالة كتبها ايلي براك بتاريخ 4.1.2017 ادعى من خلالها ان "قتل المخرب هو طهارة السلاح".
وقال: "يجب علينا ان لا ننسى، انه خلافا لحالات سابقة التي ادين فيها جنود بقتل فلسطينيين، هذه المرة الحديث لا يدور حول شاب بريء أو متظاهر مشاغب، انه مخرب جاء لقتل الجنود. مثير للاهتمام ماذا كان سيحدث لو انتهت هذه الحادثة بمقتل جندي. هل ستتم محاكمة ازاريا؟ منذ سنوات وجميع الناس اصحاب الاجندات واضحة يحاولون ادخال مصطلح "طهارة السلاح" الى رؤوسنا. ويقولون لنا ان اطلاق النار يكون عند حدوث خطر واضح وقائم. لكن قتل المخرب هو طهارة السلاح. لان المخرب الذي جاء للقتل عقابه الموت".
صحيفة "يديعوت احرونوت": "من جاء لقتلك اسبقه واقتله"
نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" بتاريخ 5.1.2017 مقالة كتبتها سمدار شير، التي ايدت من خلالها تصرف الجندي الذي اطلق النار على الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف.
وقالت: "من اجل ان يفي بوعده لوالدته بالعودة سالمًا الى بيته كان عليه ان يتصرف بسرعة. كل ثانية لها قيمة. ماذا كان عليه ان يفعل بهذه اللحظة المصيرية؟ ان يقوم بإرسال رسالة نصية لرئيس منظمة بيتسلم؟ ان ينتظر الفحص الطبي؟ ان يطلب مصادقة مكتوبة؟ هو دافع عن نفسه وعن رفاقه. وايضا هو استجاب للآية "من جاء لقتلك اسبقه واقتله" التي تربى عليها.
كما نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 5.1.2017 مقالة كتبها، بوعاز بيسموت، تبنى من خلالها مقولة جولدا مئير بأن "العرب هم من يجبرون الإسرائيليين على قتلهم".
وقال: "إنها قصة حزينة عن "ابننا جميعًا" (وليعذرني قائد أركان الجيش) الرمز إليئور أزاريا، الذي أدين أمس في المحكمة العسكرية بالقتل- قتل مخرب. المحكمة أدانته، ولكن الجمهور برّأهُ. لأنه وفي الواقع المجنون الذي نعيشه، من الصعب علينا قبول أن المخرب ضحية وجندي الدفاع الاسرائيلي مذنب. حتى عائلة الضحية "المسكين"، عبد الفتاح الشريف- الذي أراد فقط قتل اليهود في ذلك الصباح الشتائي، سوية مع رفاقه- كانت غير راضية عن الحكم لأنها أرادت أن يُدان أزاريا بالقتل العمد. فعلاً إنها وقاحة".
وأضاف: "تذكرون جملة جولدا مئير الشهيرة؟ "عندما يحل السلام، مع الوقت، سنسامح العرب على أنهم قتلوا أبنائنا، ولكن الأصعب هو مسامحتهم على إجبارهم لنا على قتل أبنائهم". إليئور أزاريا ليس بطلًا وليس قاتلًا، ولكنه "ابننا كلنا"، أو على الأقل معظمنا. على الأقل بالنسبة لي".
ونشرت صحيفة "معاريف" بتاريخ 5.1.2017 مقالة عنصرية كتبها الإعلامي المعروف، بن كسبيت، انتقد من خلالها عنف الاحتجاجات الاسرائيلية على ادانة الجندي اليئور ازاريا زاعمًا أنها "اقتداء وتقليد لإجرام المجتمع الفلسطيني الغارق بالدم"، وأن "اليهود يتفوقون أخلاقيًا على الفلسطينيين".
وقال: "غادي غادي احذر، رابين يبحث عن رفيق"، هذا ما هتف به أعضاء عصابة "لافاميليا" امام قاعة قاعدة قيادة الأركان في تل ابيب صباح الخميس. المسؤولية عن هتاف المعركة هذا ليست ملقاة على زعران كرة القدم اولئك بل على من يندفعون على ظهورهم. المذنب هو من حرر النمر. فالزعامة يفترض بها أن تشق الطريق، ان ترسم الحدود، او توجه الخطى. في إسرائيل 2016، تندفع الزعامة مع التيارات الاكثر عكرة. رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم ينبس ببنت شفه طوال النهار كله. يحتمل أن يكون انتظر ما سيصدر على لسان ابنه، الذي لم يلاحظ بعد الميل السائد في الشبكات الاجتماعية. فقط في الثامنة الا خمس دقائق مساء، قبيل نشرات الاخبار، تفضل برفع بوست إلى الفيس بوك والاعراب عن تأييد لمنح العفو لاليئور أزاريا. آه، نعم، وكذلك "يدعو إلى إبداء المسؤولية تجاه الجيش الإسرائيلي، قادته ورئيس الاركان".
وأضاف: "رئيس وزراء لا يقف على الفور، بصوت واضح وعال، إلى جانب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي، إلى جانب قيادة الجيش الإسرائيلي، إلى جانب هيئة من ثلاثة قضاة في المحكمة العسكرية، هو رئيس وزراء غير جدير بتولي منصبه لحظة واحدة أخرى. ليس فيّ شماتة تجاه اليئور أزاريا. لا يوجد قلب لا يتفطر على مشهد حالة الجندي ذي الوجه الصبياني والابتسامة الخجولة. في القصة التي أمامنا أزاريا هو الضحية المأساوية. فلو لم يحاط بمحامين طامعين بالنشر وسياسيين فارغين وطامعين بالسلطة، لكان يمكن له أن يخرج بسلام نسبي من الوضع الذي علق فيه. كان يحتاج ببساطة لان يقول الحقيقة: لا اعرف ما حصل لي، فقدت السيطرة، رأيت رفيقي يُطعن، صعد الدم إلى رأسي، علقت في وضعية لم انجح بالسيطرة عليها، وانتهى. وما كنا لننجر إلى رقصة الشياطين منفلتة العقال التي جررنا اليها، ما كنا سنكتشف ما اكتشفناه، وأزاريا كان سيحصل على سنة سجن فعلي، يقضي نصفها ويذهب إلى البيت.
ولكن أزاريا فقد السيطرة على مصيره، احيط بالانتهازيين والمنافقين ممن آمنوا بأن بوسعهم أن يثنوا ما حصل هناك، ومن الجهة الاخرى ارتكبت أيضا بضعة اخطاء في السلوك العسكري (وان لم تكن جوهرية). في السطر الاخير، كلنا خسرنا".
وقال: "واحد من اولئك الذين رقصوا أمس على الدم وزايدوا علينا أخلاقيا هو النائب احمد طيبي. وواحدة من اولئك الذين اجابوه كانت عنات بيركو من الليكود. هذا ما غردته، ردا على إحدى تغريدات الطيبي: "خلافا للمجتمع الإسرائيلي، فإن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع حكمه الاخلاقي مشوه وبشكل عام يقوم على اساس فكرة الاسود والابيض. النائب الطيبي هو آخر من يزايد علينا اخلاقيا". هذه فرصة نادرة للتماثل مع ما قالته النائبة باركو. بالفعل، في المجتمع الفلسطيني أساسات اجرامية كثيرة جدا، وهو يغرق بالدم ويقدس القتلة. نحن نُصاب بالصدمة حين يسمون شوارع وميادين على اسماء "شهداء". نحن نغتاظ حين يدفعون الرواتب للسجناء – القتلة في السجن الإسرائيلي. إذًا لماذا، يا رب العالمين، نصر على أن نكون مثلهم؟ فجعل اليئور أزاريا بطلا، هو فلسطنة المجتمع الإسرائيلي. هذا بالضبط ما يفعله اعداؤنا، بلا تمييز، بخلاف القيم والقواعد الاخلاقية الكونية. هذا خط الفصل الذي يفصل بيننا وبينهم".
ان حقيقة أن في دولة إسرائيل وفي الجيش الإسرائيلي لا تطلق النار للقتل على من هو ملقى على الارض ولا يشكل تهديدا، هي تفوقنا الاكبر عليهم. هذه الحقيقة تلقت أمس تأكيدا متجددا بالإجماع في المحكمة العسكرية، ولكنها سحقت وجرفت في تيار عكر من جمهور محرض، عطش للدماء، يكره العرب كراهية موت ولكنه يسعى إلى الاقتداء بقيمهم وبسلوكهم. هذا، وليس العرب أنفسهم، هم التهديد الاكبر على الوجود، التفوق النوعي والاخلاقية للدولة اليهودية. في هذا المجال كان لنا حتى وقت اخير مضى تفوق حاسم على اعدائنا. يبدو أن ليس بعد اليوم".