"أم الحيران".. وجه آخر للتطهير العرقي
صلاح الطميزي
سياسات القلع والتهجير التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف يوما بحق فلسطينيي الداخل منذ العام 1948، فهناك عشرة قوانين واضحة تنتهجها الحكومات الإسرائيلية، بدءا من قانون ما يسمى بأراضي دولة اسرائيل، وليس انتهاء عند قانون التخطيط والبناء لعام 1967.
آخر سياسات التهجير حدث فجر هذا اليوم في قرية أم الحيران في النقب، والتي يصارع سكانها البقاء في وجه الاستيطان ومخططاته الرامية لتهجير سكانها للمرة الثانية على التوالي، وذلك لإقامة مستوطنة إسرائيلية عليها.
ويواصل الاحتلال قتل الإنسان وتجريف الأرض وقلع الشجر، إلا أن المواطنين صامدون مرابطون في أرضهم، لن يرحلوا منها وسيقاومون سياسة الاحتلال التي تنتهجها عبر قراراتها المتطرفة ومشاريعها الاستيطانية، كمشروع "برافر" الذي شرعته في عام 2003 لترحيل سكان أم الحيران لإقامة مستوطنة حيران الدينية المتطرفة على أراضيها التي تبلغ مساحتها 3000 دونم.
الاستيطان التهم أراضي البلدة التي يريد الاحتلال تهجير سكانها لإقامة مستوطنة حيران اليهودية عليها، بعد أن هجر سكانها لأول مرة عام 1956 عندما كانوا يسكنون في الجهة الغربية من مدينة رهط، وأقام الاحتلال عليها بعد ترحيلهم ما يسمى "كيبوتس شوفال".
وتستهدف حكومة الاحتلال القرى في الداخل المحتل، وأم الحيران واحدة من هذه القرى التي قدمت اليوم المواطن والمربي يعقوب أبو القيعان شهيدا، بعد أن اقتحم مئات الجنود والجرافات العسكرية هذه القرية لهدم مساكنها وترحيل سكانها.
وقالت والدة الشهيد يعقوب التي ظهر على وجهها التعب والإرهاق من سنوات طويلة في مواجهة آلة البطش والهدم التي تستهدف القرية، إن نجلها الشهيد يعقوب لم يشكل أي خطورة على جنود وشرطة الاحتلال الذين قتلوه بدم بارد، لأنه وقف بوجه من جاء لهدم القرية.
وقال المواطن هشام أبو القيعان: "إن قوات الاحتلال اعدمت الشهيد يعقوب بدم بارد بعد أن اجبرته على تفريغ منزله من محتوياته، وأطلقوا النار عليه بشكل مباشر"، مشيرا إلى ان حكومة الاحتلال باشرت بعمليات الهدم ومحاصرة القرية وإغلاق كافة مداخلها، بعد أن فشلت في مفاوضاتها الرامية لترحيل السكان إلى منطقة أخرى لإقامة مستوطنة على انقاضها.
بدوره، استنكر رئيس اللجنة الشعبية لأهالي النقب يعقوب أبو القيعان، عملية الاعدام التي تعرض له قريبه اليوم، قائلا: "حكومة الاحتلال العنصرية تطبق سياسة التطهير العرقي ضد السكان الفلسطينيين في 45 قرية عربية، ولا تعترف بالوجود الفلسطيني فيها".
وأشار إلى أن السكان في كافة التجمعات العربية يصارعون الاحتلال وسياساته المتواصلة والرامية لاقتلاع الوجود الفلسطيني في النقب المحتل.
"لن تسقط النقب وأم الحيران، والبقاء في الأرض مقاومة"، عبارة رددها العضو العربي في الكنيست الإسرائيلية طلب الصانع من بين جموع الجنود الذين يحاصرون قرية أم الحيران، واعتدوا على النواب العرب والصحفيين والمؤسسات الحقوقية، ومنعوهم من الوصول الى المساكن التي هدمها الاحتلال.
وقال الصانع: "سنواجه عمليات التهويد والتطهير العرقي، ولن نسمح للاحتلال بتهجير سكان القرى الفلسطينية للمرة الثانية على التوالي، وعلى حكومة الاحتلال الاعتراف بهذه القرى الموجودة قبل الاحتلال الإسرائيلي" وسنعمل على مواجهة الاحتلال وسياسات الهدم الظالمة، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته ووقف سياسة الاحتلال العنصرية".
وثمن المتخصص في شؤون النقب ثابت أبو راس، الموقف الفلسطيني لسكان الداخل المحتل على وقفتهم لجانب سكان أم الحيران التي تشكل خط الدفاع الأول للقرى الفلسطينية في النقب المحتل.