منهاج موحد لرياض الأطفال قريبا
رام الله- وفا- علاء حنتش- سيصبح لرياض الاطفال في فلسطين منهاج موحد بعد سنوات طوال من الانتقائية في اختيار المادة التعليمية وطريقة التعليم والتعلم.
هذا ما كشف عنه مدير عام التعليم العام في وزارة التربية والتعليم العالي أيوب عليان، أن العام الدراسي المقبل سيشهد إصدار مناهج موحدة لرياض الأطفال، انسجاما مع رؤية ورسالة الوزارة.
وقال لـ"وفا": تم العمل على إعداد وثيقة الإطار العام لمناهج مرحلة رياض الأطفال في شطري الوطن، وحاليا نتابع بعضها والعمل جار لإخراج دليل لمربيات الاطفال قبل بداية العام الدراسي الجديد المقبل، وسيتضمن الدليل كل ما سيعطى للطالب من معارف ومهارات وسلوك.
وأضاف: نحن رؤيتنا كوزارة أن التعليم ما قبل المدرسة حق يجب توفيره لأطفال فلسطين، ورسالتنا أن نوفر آليات تعلم وتعليم لجميع أطفال فلسطين، بمشاركة جميع الجهات التي تعنى بمرحلة ما قبل المدرسة.
وتابع: نسبة الالتحاق لغاية اللحظة في مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الاطفال في فلسطين 55% في سن 5-6 سنوات، ونحن نهدف إلى رفع النسبة لتصل تقريبا إلى 70% خلال الخمس سنوات المقبلة، وهذا يترتب عليه الزام رياض الاطفال بمنهاج وطني موحد، وهذا المنهاج يجب أن يكون مرتبطا بإجراءات منح الترخيص لرياض الاطفال.
وأردف: من أجل تفعيل الشراكة ما بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المحلي والمؤسسات الدولية نسعى لطوير كفاءه وقدرات المربيات وتطوير البنى التحتية لرياض الأطفال، والتوجه نحو تفعيل دور الهيئات المحلية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني ليقوموا بدورهم من أجل رفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال، وتقديم تعلم وتعليم نوعي، والارتقاء بنوعية التعليم والتعلم على أسس علمية وابداعية.
واوضح عليان أن هذه الخطوة تأتي لأن حياة الطفل في هذه المرحلة تتأثر تأثرا عميقا، وبالتالي اذا كانت بداية حياته إيجابية سيؤثر ذلك في نموه بشكل سليم وينعكس على الاسرة والمجتمع.
وأضاف: إن رعاية الطفل والعناية به من كافة الجوانب حق من حقوقه التي دعت إليها الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي عززها قانون الطفل الفلسطيني، والتغلب على التحديات التي تواجه الطفل في ظل المتغيرات الاجتماعية الحالية.
وتابع: لدينا ضعف في قدرة المربيات، وهذا المقترح سيضع هؤلاء أمام اختبارات وبناء قدرات ليكن قادرات على تقديم التعليم للأطفال، والحد من العشوائية في هذا القطاع لذلك نحن نريد تنظيم وتركيز الجهود الوطنية بهذا الاتجاه.
وحول خطوات العمل على الأرض للوصول الى منهاج موحد، بين عليان أن الوزارة التزمت من قبل 3 سنوات تقريبا بفتح رياض أطفال حكومية في المدارس في المناطق النائية والمهمشة، وصل عددها هذا العام الى 94 روضة حكومية. وسنرفع العدد في العام المقبل الى 194 بإضافة 100 صف تمهيدي جديد.
وأضاف: أنشأنا ثلاثة مراكز في الضفة (الشمال والجنوب والوسط) وهي عبارة عن روضة أطفال حكومية ومركز تدريب وتطوير لمربيات رياض الاطفال.
وتابع: حسب الخطة التي ننطلق منها، عندنا تفكير باعتماد صف تمهيدي في كل المدارس من صف أول للرابع، ومن اجل ذلك عملنا على اطلاق الاستراتيجية الوطنية للتنمية والتدخل في مرحلة الطفولة المبكرة من عام 2017-2022، بمشاركة وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية.
وأكد عليان أن الوزارة ستركز خلال المرحلة المقبلة على قيام الهيئات المحلية بمسؤولياتها بدعم وإنشاء رياض اطفال، ما يترتب عليه توفير في الاجور والتكاليف وتشغيل أيدي عاملة وتعدد الخيارات امام اولياء الامور.
وأضاف: حتى اللحظة توجد 37 روضة تديرها البلديات من اصل 1132 روضة في الضفة المرخص منها 949 بشكل رسمي، حيث نعمل مع المحافظات لتصويب وضع رياض الاطفال غير المرخصة من الناحية القانونية، لا سيما أن الجزء الأكبر منها يقع في مناطق (ج).
من جهتها اعتبرت منسقة البرامج في جمعية المصادر والطفولة المبكرة نهاية شاهين أن الخلل حاليا في رياض الأطفال من ناحية المنهاج، حيث إن لكل روضة كتابا متخصصا مثل كتاب للرياضيات وكتاب عربي وكتاب انجليزي، وتعتمد على هذه الكتب كأساس ولم تكن مرجعية واضحة لرياض الاطفال، وكانت كل روضة تختار كتبها حسب ما تراه مناسبا وليست موحدة، وأن بعض الكتب كانت فوق قدرات الأطفال، وبعضها لا يعكس واقع المجتمع الفلسطيني.
وقالت: "الكثير من المربيات يركزن على الجانب المعرفي الذي يعتمد على الحفظ والتلقين، وكن يبتعدن عن التعلم النشط فبالتالي أصبح الطفل ينمو في جانب معرفي مع اغفال الجانب الاجتماعي والاخلاقيات والقيم واكتساب مهارات حياتية".
وأضافت: فيما يتعلق بالواقع الفلسطيني فإن كل روضة تتأثر بالبيئة المحيطة، وهذا مرتبط بثقافة المربية ومحيطها، وينعكس في أساليب التعلم والتعليم على الأطفال.
وبينت شاهين أنه تم قطع شوط فيما يتعلق بتوحيد المنهاج بالاستناد على الاستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة ومسودة معايير معلمات رياض الاطفال والاطار العام للطفولة المبكرة.
وقالت شاهين: يتم الآن العمل على إيجاد آليات للبدء في العمل لوضع منهاج مرحلة رياض الأطفال، حيث سيشمل كافة الانشطة والفعاليات التي يتم تقديمها للأطفال في الروضة.
وأردفت: ما نسعى له هو إطار موحد لرياض الاطفال ينسجم مع نظريات التطور والتعلم في الطفولة المبكرة وملاءمتها مع واقع الطفل الفلسطيني، وفي النهاية تؤثر على نمو الطفل وتكوين شخصيته.
وتابعت: المنهاج سيعتمد على الشمولية والتكاملية في المجالات النمائية للطفل وتشمل المعرفة من الجانب العقلي والجانب الانفعالي- الاجتماعي والجانب الحسي– الجسماني، فهذه الثلاث مجالات تكمل بعضها البعض، وعندما نتحدث عن منهاج سيكون دليلا للمربية ونماذج للعمل مع الأهل ونماذج أوراق عمل وكل ما تحتاجه المعلمة كمرجعية لعملها.
واختتمت: المنهاج يجعل الطفل يعيش مرحلة الطفولة المبكرة كماهي بشكل طبيعي، لأن الطفل في مرحلة غياب منهاج، سيعتبرها مرحلة إعداد للمدرسة وبالتالي ثقافة المعلمات هي أن الطفل في هذه المرحلة يجب أن يعرف يقرأ ويكتب حتى يذهب للمدرسة، مع إغفال أن مرحلة الطفولة المبكرة هي حجر الأساس في بناء شخصية الطفل وتنوع خبراته.
يذكر أن مجلس الوزراء أقر في جلسته قبل الأخيرة الإطار العام لقطاع رياض الأطفال، بما يشمل الإلزامية المنهاجية لقطاع التعليم ما قبل المدرسي، بحيث يتم إصدار مناهج موحدة لهذه المرحلة التعليمية، وصولا إلى تحقيق الإلزامية الشاملة.