من فلسطين إلى ترامب: لا لنقل السفارة
زهران معالي
في ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس، يتأمل الثمانيني يوسف عبد الجبار يافطات علقتها الفعاليات الوطنية في المدينة ضد مخطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب لمدينة القدس، قائلا "إذا تم قرار النقل، فهذا عمل جنوني ويؤكد أن ترامب مصارع، ولا يصلح للعمل السياسي".
ورغم التحذيرات الفلسطينية والدولية من خطر نقل السفارة لمدينة القدس، وآخرها تصريح الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بعد ساعات، باراك أوباما، بأن القرار قد يفجر الوضع، إلا أن ترامب الذي من المقرر أن يتسلم سدة الحكم في البيت الأبيض غدا الجمعة، يبدو أنه أكثر جدية من أسلافه الرؤساء الأميركيين الذين سبقوه بتحقيق تعهده بنقل السفارة لمدينة القدس.
ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية عن ترامب قوله: "نعم، أنا لم انس وعدي بخصوص القدس، وأنا لست من يخلف الوعد، أنا لا استطيع الانتظار لبدء العمل مع إسرائيل، ومع نهاية الأسبوع ستصبح علاقاتنا رسمية".
وتشهد المحافظات الفلسطينية اليوم وبينها مدينة نابلس، فعاليات ضخمة رفضا لمخطط ترامب "الكارثي"، حيث بدأت التجهيزات منذ الليلة الماضية وعلقت لافتات كتب عليها "نقل السفارة الأميركية هو وعد بلفور جديد، العالم يتقدم وإدارة ترامب تتراجع".
ويصف المواطن عبد الجبار قرار إدارة ترامب "بالعمل الخطير، فالقدس عاصمة للفلسطينيين، ونقل السفارة سيشعل ثورة، وسينسف حل الدولتين على أساس حدود عام 1967".
ويضيف "الإدارة الأميركية تدعي أنها راعٍ لعملية السلام، إلا أن الحقائق على الأرض تظهر أنها تقوم بعملية مراوغة ولا توجد قرارات لصالح الفلسطينيين".
ودعت محافظة نابلس ولجنة التنسيق الفصائلي والفعاليات الوطنية، كافة الموظفين والمواطنين لضرورة المشاركة في الوقفة المركزية للاحتجاج على نقل السفارة الأميركية للقدس؛ لدعم الموفق الفلسطيني ضد القرار الذي من شأنه أن يقضي على الحق الفلسطيني المشروع بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
ويتفق المواطن نضال عبد الرزاق (31 عاما) مع عبد الجبار، بأن إدارة ترامب "لا تبشر خيرا بالنسبة للفلسطينيين، وغير معنية بالسلام، ولا تريد حل للدولتين".
ويضيف عبد الرزاق "قرارات ترامب إذا تم تطبيقها تعطي ضوءا أخضر لحكومة نتنياهو المتطرفة في الفلتان بقراراتها العنصرية ضد الفلسطينيين".
الطالبة بكلية الإعلام في جامعة النجاح بشرى خصامة توضح أن قرار ترامب يؤكد التحيز الأميركي لصالح دولة الاحتلال، وان إسرائيل الولاية 51 بالنسبة لهم، في حين يقضي على حلم حل الدولتين، ويؤكد أن القدس عاصمة لإسرائيل.
وكان الرئيس محمود عباس دعا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي أنجيه دودا، في بيت لحم أمس، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى العمل على صنع السلام في المنطقة، وأعرب عن استعداده للعمل معه لتحقيق هذا الهدف.
وفي رده على أسئلة الصحفيين بخصوص نقل السفارة الأميركية للقدس، قال الرئيس عباس: سمعنا هذا الكلام من الرئيس الأميركي المنتخب ترامب، ولكن حتى الآن لم نسمع بشكل رسمي، لأننا نريد أن نسمع كلامه عند وصوله للبيت الأبيض.
وأردف: لكن مثل هذا الإجراء لو اتخذ فإنه سيدمر عملية السلام، وهذا إجراء غير قانوني، لأن نقل السفار سيكون الحادث الأول في التاريخ، حيث إن جميع دول العالم التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل سفاراتها في تل أبيب، ونقل السفارة الأميركية للقدس يجحف بالوضع النهائي للمفاوضات ويؤثر عليه، وهو يتماشى مع القرار غير الشرعي الذي اتخذته الحكومات الإسرائيلية بضم القدس الشرقية، وهي أرض احتلت عام 1967 وهي عاصمة دولة فلسطين، وهذا ما ورد في قرار مجلس الأمن 2334 وغيره من القرارات، ونحن ندعو الرئيس ترامب ألا يقوم بهذه الخطوة، حتى لا يعطل مسيرة السلام، ونرجو أن يستمع لذلك.