الحرمان وإحكام الخناق القاسم المشترك بين تجمعات بيت إكسا والنبي صموئيل وحي الخلايلة
القدس المحتلة- وفا- علاء حنتس- "ممنوع الدخول" واحد من قواسم مشتركة عدة في المعاناة تجمع قريتي بيت إكسا والنبي صموئيل وكذلك حي الخلايلة شمال غرب مدينة القدس المحتلة، لتصبح التجمعات الثلاث معزولة جغرافيا واجتماعيا.
وتحرم قوات الاحتلال المواطنين من الانتقال إلى هذه التجمعات، لأنها تحصر الأمر بسكانها، إلا لمن حظي بإذن من الارتباط الإسرائيلي بالدخول إليها وهي المسألة ليست بالسهلة.
منع الدخول لم يقتصر البشر، إذ طال الأشجار أو المعدات اللازمة لتنفيذ مشاريع زراعية فيها لتعزيز صمود ساكنيها، وبخاصة في هذا الموسم الذي ينتظره الفلاحون بفارغ الصبر لزراعة أرضهم والاستفادة من المشاريع المجانية المقرة لهذه المناطق.
وفي هذا الصدد، أكدت مديرة زراعة القدس فيحاء نجم، أن هذه المناطق تعيش حالة من القتل البطيء نتيجة عزلها من قبل قوات الاحتلال، ومنع وإعاقة تنفيذ المشاريع الزراعية والخدمات الحكومية بشكل عام.
الاحتلال يهدد القطاع الزراعي:
وقالت نجم: ممارسات الاحتلال ومنعها دخول المختصين والمرشدين الزراعيين ومنع إدخال الأشتال والمعدات اللازمة لتنفيذ المشاريع، ما يهدد مستقبل الزراعة والحياة بشكل كامل في هذه المناطق، ويؤثر على الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين في مسعى من الاحتلال بتفريغ هذه المناطق من ساكنيها.
وحول الأراضي الزراعية في هذه المناطق أوضح مدير الدائرة الفنية بزراعة القدس علي علقم، أن المساحات المزروعة في قرية النبي صموئيل تبلغ 230 دونما مقابل520 دونما غير مزروعة من اجمالي مساحة القرية التي تصل 1500 دونم.
وأضاف: هذه القرية تستفيد من مشروع تخضير فلسطين منذ سبع سنوات وعملنا أربع آبار تم هدم اثنين منها بحجم 120 كوب، وحاليا نحاول مواصلة تنفيذ مشروع الآبار لكن الاحتلال يحول دون ذلك.
وأردف: أما بخصوص بيت إكسا فيوجد تقريبا 285 دونما مزروعة، وقرابة 600 دونم غير مزروعة من إجمالي المساحة التي تصل حوالي 4000 دونم.
وقال علقم: نفذنا عندهم بعض المشاريع منها استصلاح 120 دونم وتأهيل واحد كيلو متر طريق زراعي بالتعاون مع الاغاثة الزراعية، إضافة إلى مشروع تخضير فلسطين كل عام.
وفيما يتعلق بحي الخلايلة بين أن الاراضي المزروعة 150 دونما، وهناك حاجة لاستصلاح قرابة 300 دونم، حيث تم تأهيل 20 -25 دونم خلال العام المنصرم رغم المعيقات الموجودة.
إعاقة الاستصلاح ومنع شق الطرق:
وأوضح علقم أن قرابة 1450 دونما "بور" أي غير مستصلحة موجودة في هذه المناطق، وهي أراضي زراعية يعيق الاحتلال تأهيلها وتنفيذ مشاريع استصلاح وشق طرق وحفر آبار فيها، ما يجعل المنطقة غير قابلة للتطور والتنمية.
وتابع: هذا بالضرورة ينعكس على الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، ما يجعلهم غير قادرين على التعايش مع ظروف المنطقة ويدفعهم للهجرة للمناطق والقرى المحيطة ما يعيق التنمية بكل اشكالها في هذه المناطق .
وقال: معوقات الاحتلال تتمثل في منع إدخال الشجر وحظر دخول المرشدين الزراعيين والبيطريين، ومنع إدخال معدات واليات زراعية ومنع توفير مصادر مياه لري المزروعات وحفر آبار مياه.
ولفت علقم إلى إعاقة الاحتلال تنفيذ مشروع شق طريق زراعي في بيت إكسا بخدم حوالي 400 دونم مهددة بالمصادرة وتقع خلف الجدار، مضيفا: وكان مقترح استصلاح 75 دونما، وإنشاء خمسة آبار بقيمة 150 الف دولار.
وأردف: عندما رسى العطاء على المقاول منع الاحتلال دخول العمال وتوقف المشروع الذي بدأ عام 2015، وكان المفروض أن ينتهي في شهر آذار عام 2016 وتم تمديده لأكثر من مرة ولم ينجز حتى اللحظة وتم تحويلة للمزارعين على أن يقوموا بتنفيذه.
إعاقة إيصال الأشتال للمزارعين:
من جهته، تحدث مدير جمعية النهضة الريفية في منطقة شمال غرب القدس محمد عياش على صعوبة الأوضاع في هذه المناطق بقوله: إن قوات الاحتلال تمنع المزارعين من الوصول إلى مزروعاتهم في الأوقات المناسبة لريها والاعتناء بها ما ينتج عنه موتها، لدرجة أن عملية إيصال الأشتال للمناطق خلف الجدار أصبحت وكأنك تهرب سلاحا.
وحول توزيع الاشتال هذا العام أجاب: إن الجمعية تمكنت من إدخال 2000 شتلة إلى بيت اكسا و500 إلى النبي صموئيل وفي لم نتمكن من إدخال الأشجار إلى حي الخلايلة.
وأكد عياش أن الاحتلال غير معني بالسماح للمواطنين بتعمير أراضيهم، لإيجاد مبررات لمصادرتها لانها ملاصقة للقدس.
المطالبة بدعم أكبر:
المواطنون في قريتي بيت إكسا والنبي صموئيل وحي الخلايلة أكدوا أن الاشتال المقدمة لهم مجانا من وزارة الزراعة وجمعية النهضة الريفية تسهم في تخضير الأراضي وتقليل المساحات غير المستصلحة، ما يسهم في منع امتداد الاستيطان في تلك المنطقة المستهدفة، والتي توصف بالبوابة الغربية للقدس المحتلة.
وأضاف المواطنون أنهم بحاجة لمزيد من المساعدات وباشتراك جمعيات أخرى؛ للعمل على زراعة الأراضي واستصلاحها بشكل أكبر، خصوصا أنه تم اتخاذ قرار لتنفيذ مشاريع استيطانية كبرى في تلك المناطق بإنشاء حدائق عامة وفنادق حسب ما أعلنت عنه حكومة الاحتلال مؤخرا.