حكومة الاحتلال تطلق حملة استيطانية مسعورة فور تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الاميركية
اعداد : مديحه الأعرج
شكل فوز الرئيس الامريكي ترامب لاسرائيل فرصة لتعزيز سياستها الاستيطانية مستغلة الوعود التي اطلقها خلال حملته الانتخابية عندما اعلن أنه سيتخلى عن معارضة الرئيس السابق باراك أوباما للبناء الاستيطاني وهو موقف أسعد حكومة رئيس الحكومة الاسرائيلية اليميني بنيامين نتنياهو، اضف الى ذلك تعيينه لديفيد فريدمان وهومؤيد قوي للمستوطنين سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، حيث كان رئيسا لجمعية أصدقاء بيت إيل الأمريكية التي تجمع أموالا للمستوطنة .
وما ان تم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الاميركية ، حتى اعلنت حكومة اسرائيل عن عشرات المخططات الاستيطانية في القدس المحتلة وباقي ارجاء الضفة الغربية . فبعد يومين على تنصيب ترامب اعلنت خططا لبناء مئات من المساكن الجديدة في القدس الشرقية وأبلغ نتنياهو كبار وزرائه أنه سيرفع القيود على البناء الاستيطاني في جميع المناطق : "يمكننا البناء حيث نريد وبقدر ما نريد."و حدد مكتب نتنياهو بعض المناطق في الضفة الغربية لبناء الوحدات الجديدة لكن ليست جميعها في كتل استيطانية، وقال نتنياهو في تغريدة له على تويتر : "اتفقت مع وزير الدفاع على بناء 2500 منزل جديد في "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية)- نحن نبني وسنواصل البناء". وذكر بيان وزارة الأمن أن 100 من المنازل الجديدة ستكون في بيت إيل وهي مستوطنة تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنها حصلت على تمويل من أسرة جاريد كوشنر زوج ابنة ترامب، والذي عينه الرئيس دونالد ترامب مستشار للبيت الأبيض .
وهكذا صادقت لجنة التنظيم والبناء في بلدية الاحتلال في القدس بعد يومين من أداء دونالد ترامب اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة، على مخطط لبناء 566 وحدة سكنية في مستوطنات 'رمات شلومو'، و'راموت'، و'بسغات زئيف' المقامة على أراضي للفلسطينيين شرقي الخط الأخضر، كما صادق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، على بناء 2500 وحدة سكنية في مستوطنات بالضفة الغربية وعلى تسويق اراضي لبناء 909 وحدات اسكان فورا، ودفع اجراءات التخطيط في لجان التنظيم لبناء 1642 وحدة اخرى ، حيث تمت المصادقة على بناء 552 وحدة في مستوطنة "جبعات زئيف"، 78 في "الفي منشيه"، 87 في "بيتار عيليت"، 90 في "معاليه ادوميم"، 63 في "اريئيل"، 21 في "افرات" و18 في "إلكناه". اما وحدات البناء التي سيتم دفع مخططاتها في لجان التنظيم، فتضم 81 في "عيتس افرايم"، 100 في "جبعات زئيف"، 86 في "كوخاب يعقوب"، 4 في "هار جيلو" (جبل ابو غنيم)، 292 في "تسوفيم"، 154 في "اورانيت"ـ 899 في "اريئيل"، 6 في "شعاري هتكفا" و20 في "بيت ايل". وجاء من مكتب وزير الامن ان غالبية الوحدات الاسكانية تقوم في كتل المستوطنات، دون تحديد لما تعتبره حكومة اسرائيل كتلا استيطانية ، من بينها حوالي 100 وحدة في "بيت ايل".
اما في مجلس المستوطنات في "يهودا والسامرة"، فقد اعتبروا قرار نتنياهو وليبرمان "مخيبا" وادعوا ان البناء الذي صودق عليه "لا يلبي الاحتياجات" فيما كشف تحقيق ميداني لجمعية 'عير عميم' النقاب عن الشروع بتنفيذ 9 مخططات استيطانية شرق الخط الأخضر والتي كانت مجمدة في عهد الرئيس السابق أوباما، حيث تأتي هذه المخططات في سياق مشروع 'القدس الكبرى'، بحيث سيمتد الزحف الاستيطاني فوق الأراضي الفلسطينية على مشارف القدس ،ولعل أبرز هذه المخططات، ، بناء 2600 وحدة سكنية للمستوطنين شرق بلدة بيت صفافا، بهدف خلق تواصل جغرافي بين المستوطنات وربطها بالقدس وفرض وقائع على الأرض تحول دون تقسيم المدينة مستقبلا بحال تم التوصل لأي تسوية سياسية ما بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.ومخطط آخر تم تجميده بالسابق، هو بناء 1100 وحدة سكنية ووحدات سياحية في الحي الاستيطاني 'جفعات همطوس'، حيث تم إخراج المخطط إلى حيز التنفيذ بعد أن صودق عليه في لجنة التنظيم والبناء اللوائية بالعام 2013، وسيمكن هذا المشروع من التواصل الجغرافي بين مستوطنة 'معاليه أدوميم' والقدس، حيث من المتوقع الشروع ببناء المخطط بالفترة القريبة.وفي جبل أبو غنيم سيتم بناء 1500 وحدة سكنية في مستوطنة 'هار حوما'، وهو المخطط الذي أعد بالعام 2009 وتم تجميده، إلا أن الحكومة جددته تخطيطه وتوسيعه.
وفي شرق المدنية المحتلة، يتحرك مخطط يضم 3700 وحدة استيطانية و2100 شقة فندقية وسياحية، حيث أنجزت قبل سنوات أعمال البنى التحتية للمشروع الذي تم تجميده وتتطلع الحكومة الإسرائيلية للشروع به قريبا.وشرق الخط الأخضر المتاخم للقدس المحتلة، وتعتزم الإدارة المدنية تحريك المخطط الذي تم إيداعه لدى ما يسمى 'الإدارة المدنية' في العام 2012 ويضم 3426 وحدة استيطانية على حساب الوجود لبدو فلسطين بالمكان.و شق الشارع الاستيطاني المتاخم لجدار الفصل العنصري بمساره بالقرب من رأس العامود ليتم ربطه بالحي الاستيطاني 'كدمات تسيون'.
وفي السياق ايضا تم الكشف عن مخطط إسرائيلي لإقامة مستوطنة جديدة فوق مطار القدس المقام على أراضي قرية قلنديا شمال القدس المحتلة، بهدف توسيع المنطقة الصناعية "عطروت" في مطار القدس، وسيفصل بالكامل مدينة القدس عن مخيم قلنديا، وكفر عقب عن مدينة رام الله، ويقضي نهائيا على مطار القدس بالبناء على أجزاء منه وعلى أطرافه، والعمل على ابتلاع مساحات واسعة شمال المدينة المقدسة، وهذا المشروع الإستيطاني يبدأ بإقامة ثمانية آلاف وحدة استيطانية ،حيث أوعز رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات إلى طواقم التخطيط في البلدية بتقديم مخطط شامل لإقامة المستوطنة الجديدة بجانب المنطقة الصناعية المسماة "عطروت" . وحسب توجيهات رئيس بلدية الإحتلال؛ سيشمل المخطط بناء ثمانية آلاف وحدة استيطانية تخصص لـ"التيار الحريدي الديني"، بالإضافة إلى منطقة صناعية وتجارية تقابل الحي الاستيطاني الذي سيلتهم مساحة واسعة من المطار. ومنطقة المطار المستهدفة بهذا المشروع الاستيطاني تقع بجانب قرية قلنديا -التي شهدت عمليات هدم واسعة لمنازل المواطنين نهاية شهر تموز/يوليو الماضي- وعلى بعد بضع مئات أمتار من مخيم قلنديا وكفر عقب، بالقدس المحتلةوذكرت البلدية أنها أصدرت تعليمات عبر وزارة الداخليةالإسرائيلية بتحويل ملكية قطع أراض بمساحة دونم مصنفة منطقة صناعية إلى منطقة سكنية، كما أعطت تعليماتها بالتخطيط إلى منطقة صناعية وتجارية، مقابل الحي الاستيطاني الجديد، بهدف توفير أماكن عمل وتشغيل لسكان المستوطنة في المستقبل.
وقالت وزيرة القضاء اييلت شكيد خلال مشاركتها في مؤتمر معهد دراسات الامن القومي في تل ابيب، ان هناك هدف اهم بالنسبة لها من الحديث عن ضم" معاليه ادوميم"، وهو الحديث عن ضم "غوش عتصيون "كله. وقالت ان "بلدات الغوش اقيمت قبل وقت كبير من بدء الحديث عن حدود 67، والان علينا فرض القانون الاسرائيلي هناك، وانشاء تسلسل في المواصلات ومن ثم تسلسل اقليمي بين غوش عتصيون والقدس".
اما نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، فقالت خلال مؤتمر بار ايلان بأن "75% من الجمهور يؤيدون ضم غوش عتصيون ومعاليه ادوميم. هذه فرصتنا للقول: نحن نؤيد السيادة. فرض السيادة بالتدريج على غلاف القدس ومن ثم على" يهودا والسامرة" هو جزء من حقنا على هذه الارض".
وفي تصريحات ليست ببعيدة عنها ايضا ما قاله رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبيل افتتاح جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوعية بانه مستعد لاعطاء الفلسطينين دولة غير مكتملة ” ناقصة ” بعد ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى اسرائيل في أي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين ، ما يعكس بوضوح أن نتنياهو لا يختلف كثيرا عن زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي طالب بضم مناطق C (وفقًا لتعريفات اتفاقيات "أوسلو")، أي 60 بالمئة من الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967. ، ودعا الى ضم مستوطنة معاليه أدوميم - المقامة على أرض بلدة أبو ديس في محيط القدس الشرقية المحتلة - الى إسرائيل، بينما أعلن أفيغدور ليبرمان أنه مع التغيّر الرئاسي في واشنطن "نعود الى الحياة الطبيعية في ""يهودا والسامرة"، على حد تعبيره، كما دعا وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس من حزب "الليكود"، لضم عشرات المستوطنات القريبة من القدس المحتلة، من بينها مستوطنة "معاليه أدوميم".
وتم الكشف ايضا بان وزارة التعليم الاسرائيلية وما يسمى مجلس المستوطنات "بنيامين" وهو عبارة عن مجلس المستوطنات في منطقة رام الله- يقومان بتمويل بؤرة غير قانونية اقيمت على تل مجاور" لكفار ادوميم". و ان البؤرة المقامة على "تلة 387" بالقرب من شارع رقم 1، الذي يربط القدس "بمعاليه ادوميم"، تدار من قبل جمعية "الراعي العبري" التي تقدم خدمات لوزارة التعليم، من خلال المساعدة بتأهيل "فتية التلال". وتستجلب جمعية "الراعي العبري" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية في أحيان كثيرة فتيانا ليعملوا في بؤر استيطانية في الضفة، خصوصا في البؤرة الاستيطانية المذكورة قرب "معالية ادوميم"، رغم أن المساكن الاستيطانية في هذه البؤرة عبارة عن بيوت من القصب والطين وتعتبر حتى وفقا لقانون "الادارة المدنية" غير قانونية وصدر بحقها أمر هدم وإزالة.وتعمل جمعية "الراعي العبري" د