الخليل القديمة تغرق بمياه الأمطار
جويد التميمي
منذ عدة أعوام، يعاني سكان وتجار وزوار البلدة القديمة في الخليل في فصل الشتاء، جراء غرق العشرات من المحلات التجارية والمساكن ومعظم شوارع وأزقة وأحياء البلدة بمياه الأمطار، التي تصب فيها من كل حدب وصوب، لوقوعها في منطقة منخفضة، تتوسط أحياء وجبال عدة في مدينة الخليل.
أثناء جلوسه أمام محله الذي يبيع فيه الخضار والفواكه وقد غرق بمياه الأمطار، قال التاجر نادر تيسير فنون (45 عاما) لــ"وفا": وضع مأساوي يعيشه تجار ومواطنو وزوار البلدة القديمة بسبب تساقط الثلوج ومياه الأمطار التي تصلنا انسيابا من على بعد عدة كيلومترات، من أنحاء وأحياء وشوارع عدة في المدينة، "شتاؤنا مر وثلجنا قاتم لا بياض فيه".
وأضاف: البنية التحتية غير مؤهلة بالشكل الصحيح، وهي غير قادرة على استيعاب المياه المتدفقة. الاحتلال يغلق أزقة ومداخل وبوابات في البلدة القديمة، لكن البلدية والجهات الرسمية تتحمل مسؤولية إنقاذنا من الغرق، عملت البلدية وأنجزت في هذا المجال ونثمن جهود طواقمها، لكن السرعة في إنجاز العمل مطلوبة. نحن مصرون على البقاء، لكن توفير مقومات الصمود يجب أن توفر لنا لتعزيز صمودنا.
وقال فنون إن بلدية الخليل تعمل منذ عدة أعوام على إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية في الخليل القديمة، "لكن نحن نغرق منذ سنوات وحتى اليوم. يعرقل الاحتلال عمل البلدية ولجنة إعمار الخليل، لا بد من حلول لهذه المشكلة التي تؤرق عيشنا وتزيد من آلامنا".
وقال الحاج سمير جمجوم، الذي يبيع الألبان منذ سنوات طويلة في متجره الواقع على مدخل البلدة القديمة، "لا أعلم من المسؤول عن هذا الغرق الذي يلحق بنا منذ عدة أعوام في فصل الشتاء.. مللنا الحديث بهذا الشأن في كل عام، ينبغي على بلدية الخليل والغرفة التجارية ولجنة الإعمار وكافة مؤسساتنا الوقوف إلى جانبنا ومساندتنا لإعمار البلدة القديمة وإعادتها الى سابق عهدها تعج بالمواطنين".
وطالب الحاج الستيني، الجهات المختصة بضرورة وضع خطط مجدية للنهوض بواقع الخليل العتيقة لحمايتها من التهويد، مشيرا إلى أن البلدية منذ 5 شهور تقريبا، شرعت بالعمل بشكل جدي لتهيئة البنية التحتية ووضع أنابيب لتصريف مياه الأمطار، وقال "في الأيام القليلة الماضية شاهدنا عملا متواصلا على مدار 24 ساعة تقريبا، لتهيئة البنية التحتية. نأمل إنجاز هذا الأمر لأهميته بالنسبة لنا، ولحماية متاجرنا ومساكن المواطنين من الغرق".
وحسب قسم الإعلام في البلدية، فإن طواقم البلدية أتمت استعداداتها على كافة الأصعدة لاستقبال المنخفض الجوي، وتتابع عن كثب البلدة القديمة التي تتعرض كل عام للفيضانات في أزقتها، نتيجة ممارسات الاحتلال التي تحول دون تجهيز بلدية الخليل البنية التحتية فيها.
وأكد قسم الإعلام أن طواقم البلدية راقبت شبكات الصرف الصحي، وعملت على تسليك بعضها نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وتجمع المياه في بعض أحياء المدينة ومنها البلدة القديمة، كما انتشرت آلياتها في مواقع مختلفة شملت الشوارع الرئيسية والحيوية ومداخل المستشفيات، تحسباً لإغلاق طارئ قد تسببه الثلوج المتوقعة، وعملت طواقم الكهرباء في البلدية على تفقد المحولات الرئيسية في البلدة القديمة وكافة أرجاء المدينة، تحسباً لأي خلل قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وأكد رئيس بلدية الخليل داود الزعتري، استعداد البلدية لتلبية أية نداءات من المواطنين وجاهزية طواقمها لتقديم المساعدة كدور هام وأساسي للبلدية، داعياً المواطنين الى أخذ الحيطة والحذر وأقصى سبل السلامة تحسباً لأي حوادث طارئة، متمنياً السلامة للجميع، سواء في البلدة القديمة أو غيرها من أحياء المدينة.
وأشار الزعتري إلى أن طواقم البلدية تعمل على مدار الساعة، مؤكدا استعدادها المسبق للزائر الأبيض، وأهاب بالمواطنين خاصة في البلدة القديمة، عدم التردد والتواصل مع أقسام البلدية المختلفة، مبينا أن كافة الاحتياجات والآليات والطواقم أعدت للعمل على مدار الساعة، من أجل راحة المواطنين وتوفير بيئة آمنة لهم.