المنامة: إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أراضي الـ48
المنامة - أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، ومركز إعلام الأمم المتحدة لبلدان الخليج العربي، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أراضي عام الـ48، وذلك في مقر الأمم المتحدة في العاصمة البحرينية المنامة.
وحضر الفعالية: ممثل وزارة خارجية البحرين، الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول الغربية بوزارة الخارجية، السفير ظافر العمران، والممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إياد أبو مغلي، ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لدول الخليج العربي سمير دربيع، كما حضر الفعالية السفراء العرب، على راسهم سفراء كل من: السعودية، وسلطنة عمان، والمغرب، والعراق، والسودان، وعدد من السفراء الأجانب على راسهم السفير الروسي، وممثلين عن بعض السفراء العرب والأجانب وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة، وشخصيات بحرينية وفلسطينية وعربية، وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية وممثلي وسائل الإعلام المحلية، حيث كان في استقبالهم سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، وطاقم السفارة.
وتعهد الممثل الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إياد أبو مغلي، في كلمة الأمم المتحدة، باستمرار منظومة الامم المتحدة بالعمل مع الفلسطينيين لاستعادة الشعب الفلسطيني كافة حقوقه وتحقيق استقلاله على أرضه والعيش بكرامة وحرية.
وقال أبو مغلي، إن منظومة الأمم المتحدة عملت على مساعدة السلطة الفلسطينية في بناء المؤسسات العامة الفلسطينية التي لديها القدرة اللازمة لممارسة وظائف الدولة، وحققت هذه المؤسسات مستوى أعلى من عتبة دولة فاعلة في القطاعات الرئيسة مثل إدارة الايرادات، والإنفاق، والتنمية الاقتصادية، وتقديم الخدمات والأمن والعدالة، كما تم تقريبًا القضاء على الأمية وتوفير مستوى عال من الرعاية الصحية، وأصبحت الضفة الغربية مكانًا أكثر أمانًا في ظل سيادة القانون بفضل التدريبات الأمنية والقضائية والإصلاحات.
وبين أن رعاية الأمم المتحدة لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تأكيد على موقفنا الراسخ من أجل إبقاء هذه القضية محورًا للاهتمام الدولي في ظل الصراعات العالمية في مشارق الأرض ومغاربها، وفي كل عام يعقد الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة ورئيس مجلس الأمن وكل العاملين في الأمم المتحدة، فعاليات للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتأكيد حقوقه، مشددًا على أن القرار رقم 2334 الصادر في 32 ديسمبر 2016 حول الاستيطان غير المشروع في القدس وباقي مدن فلسطين هو تأكيد على تضامن العالم أجمع من أجل حل هذه القضية العادلة بما يتناسب والقرارات الدولية ويحقق مبدأ الدولتين.
وتابع أبو مغلي: ونحن هنا اليوم ليس لإحياء ذكرى قرار أو لإظهار تضامنًا مع الشعب الفلسطيني فقط، بل لأننا ملتزمون بالعمل من أجل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية التي لن تكتمل إلا بإعطاء كل ذي حق حقه والاعتراف الكامل بالكيان السياسي والجغرافي والاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين وحق تقرير المصير لدولة يعيش على أمل العودة إليها أكثر من 12 مليون فلسطيني نصفهم مشردون في بقاع الأرض خارج حدود فلسطين والنصف الأخر منهم لاجئون داخلها تحت وطأة الاحتلال الوحيد المتبقي على وجه الكرة الأرضية.
وخلال كلمة مملكة البحرين، جدد الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول الغربية بوزارة الخارجية البحرينية السفير ظافر العمران، تأكيد البحرين موقفها الثابت والمبدئي الداعم للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه غير القابلة للتصرف، مذّكرا بالكلمة السامية التي وجهها بهذه المناسبة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف عبد السلام ديالو، والتي أكد العاهل البحريني فيها موقف المملكة الثابت والمبدئي من قضية الشعب الفلسطيني العادلة وتضامنها المبدئي والتام معه لنيل كافة حقوقه المشروعة.
كما أكد السفير العمران أن السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لمبادرة السلام العربية لعام 2002 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ودعا العمران إلى تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذه القضية المصيرية والتي تمسنا جميعنا، مؤكدًا ضرورة استئناف المفاوضات وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لتحقيق حل الدولتين.
وأشار إلى أن البحرين كانت قد أعربت عن دعمها للجهود الفرنسية التي بذلت خلال العام الجاري بهدف عقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، مشددًا على أن البحرين أكدت في هذا الشأن أن أي مبادرة دولية في هذا الخصوص ينبغي أن تفضي إلى حل الدولتين ووفقًا لما جاء في المبادرة العربية للسام لعام 2002.
وناشد العمران المجتمع الدولي وضع حد للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتحمل مسؤوليته الدولية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، كما استنكر باسم البحرين الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة على حرمة المسجد الأقصى، وعمليات الحفر والهدم والتخريب لأجزاء من الحرم القدسي والتي تشكل عدوانًا خطيرًا على مقدسات الأمة العربية والإسلامية ومنع رفع الأذان من المساجد.
كما أعرب العمران عن قلق البحرين من حملة الاستيطان الواسعة التي تتبناها الحكومة الاسرائيلية والهادفة الى محاصرة الفلسطينيين في "كانتونات" معزولة عن بعضها البعض وتحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة.
من جانبه قال السفير خالد عارف إن شعبنا الفلسطيني داخل أراضي عام 1948م، يواصل ممارسة حقه في الدفاع عن بقائه في مواجهة سياسات الطمس لهويته الوطنية.
وأضاف: فمنذ قيام الدولة العبرية، والأقلية العربية تعاني من التمييز العنصري فيما يخص حقها في السكن واستغلال موارد الأرض وفي البناء، وتعمل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تقليص الوجود العربي الفلسطيني وربما نفيه نهائياً من الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية من خلال سن قوانين لتكبيل هذه الأقلية.
وتابع السفير عارف، إن هناك انتهاكات كثيرة تمارس على الفلسطينيين؛ منها رفض استخدام اللغة العربية والإنكليزية إلى جانب العبرية كلغات رسمية للدولة؛ وترفض الوزارات تقديم أي خدمات باللغة العربية وتتجاهل أي وثائق مقدمة لها بالعربية؛ وتصر على إرفاق ترجمة عبرية لها علماً أن عدد الفلسطينيين يفوق المليون ونصف المليون بما يشكل 20 % من عدد السكان.
وأوضح السفير أنه خدمة للمشروع الصهيوني تصادر إسرائيل أكبر مساحة من أراضي الفلسطينيين في الجليل وفي صحراء النقب التي تواجه تطهيراً عرقياً بغيضاً باقتلاع 30 قرية عربية ومصادرة 800 ألف دونم من الأراضي.
وقال: إن العنصرية الاسرائيلية تتجلى بأبهى صورها بفرض شروط قاسية على ميزانيات البلدات العربية المتعلقة بالتربية والتعليم والثقافة وليس من نافلة القول أن نسبة الفقر بين المواطنين الفلسطينيين تصل إلى 55% مصحوبة بتراجع التنمية والخدمات.
وعلى الصعيد الديني، أكد السفير عارف أن إسرائيل تمنع دخول العرب المسيحيين والمسلمين إلى عدة أماكن مقدسة بسبب إغلاقها في وجوههم بحجج واهية مختلفة، وهناك استمرار لمنع رفع الأذان في عشرات المساجد ومنع دفن الموتى في الكثير من المقابر الإسلامية، وهناك حفريات يُعمل بها في الأماكن المقدسة وتجري ملاحقات للرموز الدينية القيادية ممن يعبرون عن آراء سياسية معارضة للسياسات الإسرائيلية.
وحيا سفير فلسطين صمود الفلسطينيين في القدس في وجه محاولات التهويد وفي الضفة الغربية المحتلة التي تقاوم نهب أراضيها لصالح المشروع الاستعماري الصهيوني وفي غزة جناح الوطن الآخر الذي يتعرض للحصار الخانق براً وبحراً وجواً.
ونوه السفير لمقولة الزعيم الخالد "ياسر عرفات" بأن فلسطين هي مفتاح السلام ومفتاح الحرب وما يردده الرئيس محمود عباس دائماً بأن القدس هي عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة وهي خط أحمر لا بل مئات الخطوط الحمر.
كما وحيا السفير خالد عارف مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، وأشاد بجهود الملك حمد بن عيسى آل خليفة الداعمة لصمود الشعب العربي الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله.