راشد حسين.. أربعون عاما على الرحيل
زهران معالي
في الثاني من شباط 1977، كانت نهاية مؤسس شعر المقاومة الفلسطيني راشد حسين، في ظروف غامضة ومريبة، وذلك داخل شقته شرقي مانهاتن في نيويورك، إلا أن شعره بقي نورا يشع في عتمة الذاكرة.
قبل أربعين عاما، عاد حسين من غربته ليدفن في مسقط رأسه قرية مصمص بمنطقة المثلث في أراضي عام 1948، التي ولد فيها عام 1936، بعد أن سمح الاحتلال بذلك، تاركا خلفه إرثا شعريا مثّل مدرسة في الشعر المقاوم والثورة للأجيال من بعده.
"للحب نحو القلب درب واحد.. ولموطني في القلب مائة مدخل"، "سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر.. إن الشعوب إذا هبت ستنتصر"، بيتين من شعر حسين المقاوم، نقشا على شاهد قبره ويرددهما الفلسطينيون في أغلب مناسباتهم.
وتلقى حسين تعليمه في حيفا والناصرة وأم الفحم، وانطلقت موهبته الشعرية في سن مبكرة، وأصدر ديوانه الشعري الأول وهو في العشرين من عمره.
وللشاعر حسين العديد من الدواوين الشعرية التي تمرد خلالها على الاحتلال الإسرائيلي ورفض فيها حكمه العسكري، ومنها (مع الفجر 1957، صواريخ 1958، أنا الأرض لا تحرميني المطر 1976)، وصدرت أعماله الشعرية في عدة طبعات بعد رحيله.
وعرف عن الشاعر حسين نشاطه السياسي، فقد كان من مؤسسي حركة الأرض في أراضي عام 1948، وهي من أوائل الحركات الفلسطينية التي مارست الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعمل في مجال التدريس لمدة ثلاث سنوات، إلا أنه فصل من العمل بسبب نشاطه السياسي، فعمل محررا لمجلة الفجر والمرصاد والمصور حتى مغادرته البلاد للولايات المتحدة عام 1967.
وشارك عام 1971 في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية بدمشق، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية، وفي مكتب " وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا " بدمشق، ثم انتدب للعمل لصالح وكالة "وفا" في نيويورك عام 1977.
ـــ