"ملتمين ع الخير"
ضحى سعيد
نجحت مجموعة شبابية من سكان بلدة الخضر جنوب بيت لحم، قبل عدة سنوات بإطلاق مبادرة شبابية نقلت مفهوم وفكرة العمل الخيري والتطوعي من العمل "الموسمي" الى سلوك يومي، وذلك في اطار مبادرة "ملتمين ع الخير".
اليوم، وبعد 3 سنوات ما زالت المبادرة مستمرة لتحقيق اهدافها التي انطلقت لأجلها، فبعد ان كانت حملة او مبادرة لتأمين "طرود الخير" لجمع مواد تموينية غذائية لأكثر من 180 عائلة في محافظة بيت لحم في شهر رمضان المبارك، استمرت وتوسعت في عملها واصبحت تضم اكثر من مبادرة متنوعة لتغطية احتياجات ومتطلبات فئات اوسع من المجتمع.
مؤسس الحملة محمد العموري اوضح لـ"وفا"، ان المبادرة بدأت بفكرة بسيطة من مجموعة من الشباب بهدف التواصل اكثر مع المجتمع.
ويضيف "اخترنا ان نكون اقرب للأسر المحتاجة والفقيرة وايضا الاطفال الايتام وذوي الاعاقة لتأمين ولو جزء بسيط من احتياجاتهم".
وبين العموري ان مبادرة "ملتمين على الخير" حددت اهدافها منذ اليوم الاول لإطلاقها، للتأكيد على البعد والجانب الانساني والاجتماعي في مجتمعنا، وتعزيز روح الانتماء والعمل الخيري والتطوعي، لا سيما لدى فئة الشباب.
ويتابع "بدأنا من "طرود الخير" وحافظنا على استمراريتنا من خلال مبادراتنا وتنوع الفئات التي نستهدفها، فكانت مبادرة "كسوة العيد" لعدد من الاطفال الايتام في المحافظة، ثم مبادرة "شتاء دافئ" لتأمين احتياجات الأسر الفقيرة من وسائل التدفئة والبطانيات والملابس الشتوية، اضافة الى النقلة النوعية في مبادراتنا، التي نقوم من خلالها بترميم منازل لعائلات فقيرة تفتقد مصدر دخل لها وتمكنا من ترميم 17 منزلا حتى اللحظة، تشمل البنية التحتية وحجر البناء والتمديدات الكهربائية بجهود متطوعين وعمال بناء.
وحول عمل فريق المبادرة، بين العموري، ان المبادرة لديها لجنة مسح اجتماعي تتواصل مع الاسر في الميدان وتحدد احتياجاتهم، وبناء على المعطيات يتم التواصل معهم مع مراعاة الحرص على استهداف الاطفال الايتام وذوي الاعاقات الجسدية، الذين لا يستطيعون العمل بسبب اعاقاتهم، كذلك الاسر التي لا يوجد لها معيل ليتم تقديم ما يتم جمعه من تبرعات سواء مواد عينية وغذائية وكهربائية ومواد تنظيف وملابس، اضافة الى توفير بعض الادوية خاصة المرتفعة الثمن، وتغطية اقساط جامعية لعدد من الطلاب في الجامعات في حال توفر تبرعات ومساعدات نقدية، وكذلك تنظيم عدد من الفعاليات الترفيهية، مشيرا الى ان المبادرة نظمت منذ انطلاقتها 3 مخيمات صيفية للأطفال الايتام.
وشدد العموري على ان جميع المبادرات التي نظموها لم تكن لتنجح وتستمر الا بجهود فاعلي الخير والمتطوعين الشباب الذين يحرصون على التواص معنا، اضافة الى العديد من المؤسسات والجمعيات التي فتحت ابوابها لنا وآمنت بمبادرتنا.
وكأي فكرة في بدايتها قال العموري: "واجهنا بعض التحديات، فبداية عملنا انطلقنا من الرصيف ولم يكن لدينا مقر، لكن مع الوقت بدأنا نلمس ثقه من المجتمع المحيط بنا وزاد حجم المساعدات، وفتحت بلدية الخضر ابوابها لنا بالشراكة مع مؤسسات اخرى وهذا ليس غريبا على شعبنا، فالتعاون والخير ليسا مفاجئين، ولطالما عودنا مجتمعنا على هذا السلوك ونحن عززنا ذلك وابوابنا مفتوحة للمتبرعين، بحيث يتأكدون من وصول مساعداتهم لمستحقيها وتوثيق ما نقوم به مع مراعاة عدم اظهار اسماء العائلات او اسماء المتبرعين وهذا مبدأ اساسي في عملنا.
وعلى المستوى الشخصي اكد العموري ان "ملتمين ع الخير" من اكثر التجارب الملهمة له ويقول: "بعد خروجي من الاسر كنت بحاجة الى التواصل اكثر مع المجتمع وخلال عملنا رأينا الكثير من الحالات الصعبة والمؤلمة وهو الذي استفزنا اكثر للاستمرار، وربما ننجح بأن نكون ملهمين لغيرنا لبداية فكرة او مبادرة جديدة".
وتابع: "نسعى اليوم الى تحقيق الهدف الاكبر لحملاتنا، وهو ايجاد او خلق مشاريع تشغيلية للأسر المحتاجة لا سيما للنساء والاشخاص ذوي الاعاقة لمساعدتهم على تأمين مصدر دخل ثابت". ويضيف "نجحنا مع عدد قليل من العائلات حتى اللحظة، مشددا على دور وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة المبادرة التي اثرت بشكل ايجابي للتعرف اكثر على الاسر المحتاجة والوصول الى شريحة اكبر، وخلق حالة من الثقة مع المجتمع المحلي وقال: "ملتمين ع الخير" تؤكد مبدأ اللمة والمشاركة والعمل بروح الفريق والجماعة، وهذا ما نحن بحاجة له اليوم.
ha