بحث: أكثر من 60 ألف محرض إسرائيلي ضد الفلسطينيين على شبكة الإنترنت
منشور كل 46 ثانية ضد العرب على الشبكات الاجتماعية
أكثر من 675 ألف منشور عنصري وتحريضي خلال العام 2016
حيفا- نشر مركز حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، نتائج مقلقة لبحث أجراه يرصد العنصرية والتحريض في منشورات الناشطين الإسرائيليين على الشبكات الاجتماعية، وتظهر النتائج تفاقم العنصرية وتفشي الكراهية والتحريض ضد العرب والفلسطينيين.
ويكشف البحث أن 60 ألف متصفح إسرائيلي كتبوا على الإنترنت منشورًا عنيفًا واحدًا على الأقل ضد العرب، حيث وجد 675000 منشور عنصري أو تحريضي كتب ضد العرب على الشبكات الاجتماعية في العام 2016، بمعدل منشور كل 46 ثانية، غالبيتها على "فيسبوك"، أي ضِعف ما كان عليه العدد في عام 2015، والذي نشر فيه 280000 منشور مشابه.
ويشير البحث إلى انعكاس التصعيد الذي تمارسه القيادات الإسرائيلية والإعلام الرسمي، حيث ترتفع نسبة العنصرية والتحريض في المحتوى الإسرائيلي على الإنترنت كلما زاد التحريض من قبل القيادات الإسرائيلية، وظهر هذا جليا حين اتهم المواطنون العرب بإشعال الحرائق في إسرائيل في تشرين الثاني 2016، وحين أثارت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف، ضجتها ضد الشاعر محمود درويش ومغني الراب تامر نفار، في حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائي جنوب إسرائيل احتجاجًا على أداء نفار أغنية من كلمات درويش، أو عند اندلاع قضية الجندي اليئور أزاريا قاتل عبد الفتاح الشريف في الخليل، ودفاع الشارع والقيادات الإسرائيلية عنه.
وتفيد النتائج أيضا، أن جمهور البحث يتلقى معرفته عن العرب والفلسطينيين بالأساس من الإعلام الإسرائيلي، حيث إن منشورات العنصرية والتحريض موجهة في أغلبها ضد سياسيين فلسطينيين، والذين يكثر ذكرهم في وسائل الإعلام ومن قبل السياسيين الإسرائيليين، حيث حصلت النائب في الكنيست حنين زعبي على الحصة الأكبر من الشتائم والتهديد والتحريض على القتل، بمعدل 60 ألف منشور، يليها النائب أحمد الطيبي بـ40 ألف منشور، ثم الرئيس محمود عباس بـ30 ألفا، والنائبان أيمن عودة وباسل غطاس ب15 ألف منشور، بالإضافة إلى فريق أبناء سخنين لكرة القدم ب14 ألف منشور.
وينشر مركز "حملة" نتائج هذا البحث، في ظل حملة إسرائيلية للصق تهمة التحريض بالفلسطينيين، تم خلالهما اعتقال ناشطين عرب وفلسطينيين وإغلاق حسابات على صفحات الإعلام الاجتماعي، كما تواصل ضغطها على كل من "فيسبوك" و"غوغل" تجبرهما بنقل بيانات المستخدمين إليها، وسنت قوانين لإخضاع الشبكات الاجتماعية لسياساتها ومصالحها.
ويرى مركز "حملة" أن إسرائيل ومن خلال هذه الممارسات بدأت فعليا بممارسة الاحتلال ليس على الأرض فقط بل في الواقع الرقمي أيضا، حيث يوجد في المحاكم الإسرائيلية أكثر من 200 ملف جنائي مفتوح ضد ناشطين عرب وفلسطينيين بتهمة التحريض على الانترنت، بينما لا يُسمع عن أي ملف يفتح بحق الإسرائيليين المحرضين، وكأن هناك ضوء أخضر لاستمرار وزيادة التطرف في الواقع الافتراضي أيضًا، ما ينذر بأن هذه الظاهرة وإسقاطاتها مستمرة ولن تتلاشى في المستقبل القريب.
وقال مدير مركز "حملة" نديم الناشف: هذا التقرير مرآة نضعها أمام المجتمع الإسرائيلي وقياداته المحرضة، ورسالة إلى صناع القرار في الشبكات الاجتماعية المختلفة، بأن تتوقف عن السياسات المنحازة والازدواجية، وأن تتعامل مع استباحة الدم العربي على صفحات مستخدميها بجدية وحزم، وبمستوى المخاطر الناجمة عن هذا التحريض. فليس لدى "فيسبوك"، بحسب قوانينها، ما يبرر بقاء 60000 صفحة إسرائيلية تحريضية فعالة في الشبكة.
يذكر أن البحث أجراه مركز "حملة" من خلال شركة "فيجو" الإسرائيلية المتخصصة برصد الإعلام الاجتماعي؛ وهي شركة فرعية تابعة لشركة "يفعات" لمراقبة الإعلام، حيث أحصت الشركة أكثر من 100 كلمة مفتاحية بالتقاطع مع شتائم وكلمات تحريض مألوفة عبر برمجيات متقدمة، لتوصل لمركز "حملة" هذه الصورة المرعبة.