الماشية في الأغوار بين الاستيلاء والمزادات العلنية
الحارث الحصني
هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها ما تسمى "الإدارة المدنية"، عن عطاء لمزاد علني لدواب استولت عليها قوات الاحتلال سابقا من مواطني الأغوار الشمالية، ففي العام الماضي أيضا أعلنت "الإدارة المدنية "، في ثلاث مزادات علنية عن بيع عشرات الدواب والماشية استولت عليها قوات الاحتلال الاسرائيلي وما يسمى بـ" موظفي الطبيعة".
والأغوار ذات التضاريس المتنوعة تحتم على ساكنيها اقتناء الماشية والدواب، لكن ظلت سياسة الاحتلال بالاستيلاء عليها عقبة أمام تلك العائلات.
بالأمس أعلنت الإدارة المدنية نيتها طرح عطاء لمزاد علني مقابل 32 دابة استولى عليها "موظفو الطبيعة"، مقسمة على النحو التالي: 25 حمارا، وجملا واحدا، و3 أبقار وعجلا وحيدا، وحصانين.
وجاء في الإعلان إنه في حالة لم يتم دفع الغرامات مقابل استرجاع الدواب المعلن عنها خلال يوم من تاريخ الإعلان، فستعمل الإدارة المدنية على طرحها في مزاد علني في السابع والعشرين من الشهر الحالي.
وفي كثير من مناطق الأغوار الشمالية، يعتمد المواطنون على تربية الماشية، ويعولون كثيرا على الحمير والجمال والأبقار في حياتهم. ويأتي استيلاء الاحتلال على دوابهم وفرض غرامات مقابل استرجاعها، كالقشة التي تقسم ظهورهم.
ولا تكاد تخلو خيمة من خيام المواطنين، من الحمير والأبقار، خاصة الذين يملكون الثروة الحيوانية ويعتمدون عليها.
وفي الأغوار أيضا هناك عائلات تربي الإبل والنوق، وبحسب المزاد العلني المطروح، فإن واحدا من الجمال مطروح للبيع أيضا.
ويعمل الاحتلال بشكل دوري في مناطق متفرقة من الأغوار، على الاستيلاء على الدواب والماشية التي يملكها المواطنون، ومن ثم يفرض غرامات باهظة لاسترجاعها، أو طرحها في عطاء مزاد علني لبيعها.
الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية، عارف دراغمة، قال في حديثه لــ"وفا"، إنه منذ أواخر عام 2015 حتى هذه الأيام، وصلت قيمة الغرامات التي دفعها المواطنون في الأغوار مقابل استرجاع دوابهم المستولى عليها، إلى حوالي 70 ألف شيقل.
وتتعدد الحجج التي تعطي الغطاء "لـلإدارة المدنية" بالاستيلاء على تلك الدواب، مثل اقترابها من معسكرات الاحتلال المنتشرة في الأغوار، أو سيرها بالقرب من طرق عسكرية، أو انتشارها في أراضٍ محمية.
"يطلب الاحتلال مبالغ باهظة مقابل استرجاع الدواب (..)، تخيل أنه يطلب 1000 شيقل مقابل استرجاع الحمار الواحد، و2500 شيقل مقابل استرجاع بقرة واحدة"، قال دراغمة.
وكانت هذه الدواب المعلن عنها في المزاد العلني الأخير قد استولى عليها الاحتلال نهاية عام المنصرم.
ومنذ أواخر عام 2015 حتى اليوم، استولى موظفو الطبيعة على أكثر من 60 بقرة، يضيف دراغمة.
ويعمل الاحتلال على تخدير الدواب التي يريد الاستيلاء عليها، لا سيما الضخمة منها كالأبقار والجمال، ومن ثم ينقلها إلى مكان بالقرب من قرية الجفتلك، وبعد شهرين من ذلك يعلن عن نيته طرحها في مزادات علنية لبيعها للتجار، في حال لم يدفع أصحابها غرامات لاسترجاعها، حسبما قال دراغمة.