في الأغوار.. حتى الأغنام لم تسلم من اعتداءات المستوطنين
الحارث الحصني
لا ترتبط اعتداءات المستوطنين بحق مواطني الأغوار بأوقات محددة، فالأمر يعتمد ضمنيا على تواجد الطرفين في مناطق كثيرة بالأغوار الشمالية.
ظلت الطرق التي كان يقصدها الرعاة نحو المراعي سابقا آمنة نسبيا، حتى بدأ المستوطنون منذ أشهر بوضع قواعد معرشات وبركسات على قمم بعض الجبال في الأغوار، ومنع الرعاة من رعي مواشيهم في المناطق القريبة، كما حدث بالأمس حين اعتدى مستوطنون تواجدوا في خلة حمد شرق طوباس، على رعاة الأغنام المنتشرين على سفوح الجبال القريبة من الخربة، ما أدى إلى نفوق رأس غنم وإصابة عدد آخر.
"كنت عائدا عند الثالثة عصرا من رعي الأغنام، وقد وصلت قرب خيامنا.. أقل من كيلو متر تفصلني عن مضارب والدي، عندما تفاجأت بوجود مستوطنين اثنين يمتطيان جواديها، ويحملان السكاكين والعصي"، قال محمد رسمي، الذي كان يرعى أغنامه أمس.
يمتلك محمود عواد "أبو رسمي"، وهو والد الشاب محمد (400) رأس من الأغنام، يعتمد عليها بشكل كلي في حياته، ومنذ أشهر يتعرض وأبناءه لمضايقات متعددة من قبل المستوطنين، بعد أن هدم الاحتلال خيامه العام المنصرم.
تنشط هذه الأيام المشمسة والدافئة حركة رعي الأغنام في الأغوار، وتقابلها عمليات استيلاء على مئات الدونمات يقوم بها المستوطنون في عدة مناطق منذ أشهر.
يقول محمد عواد في العقد الثالث من عمره، إن المستوطنين هددوه بإيذائه وقتل المزيد من الأغنام إذا لاحظوه مرة أخرى في تلك المنطقة.
"كنت أرعى بعيدا عن الأراضي التي استولوا عليها سابقا (...)، قدرت المسافة بأكثر من (7) كيلو مترات، وحين وصلوا عندي، وأنا قريب من خيامنا، هددوني بعد نقاش طويل وطلبوا مني العودة غربا، لكنني رفضت"، يضيف محمد.
وتابع: في تلك الأثناء، قدم ما يقارب عشرة مستوطنين آخرين، وبدأوا برشق الأغنام بالحجارة، وطاردوها نحو كيلو مترين، وقد قتلوا واحدة وأصابوا اثنتين .
يصر رسمي عواد، وهو الابن الأكبر لمحمود، على رعي أغنامه في المراعي القريبة من خيامهم المحاذية لمعرشات المستوطنين الذين اعتدوا على الأغنام بالأمس.
ويوضح محمود أن السبب في إقدامه على رعي أغنامه بالقرب من الأراضي التي استولى عليها المستوطنون، هو البحث عن أغنامه المفقودة.
الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية، عارف دراغمة قال لــ"وفا": إن ما حصل يندرج ضمن سياسة متواصلة يقوم بها المستوطنون في الأغوار؛ من أجل طرد المواطنين من مكان سكنهم واقامتهم.