مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

63 عاما في الكيّ...

المكوجي - بهجت زبلح

زهران معالي

بين أزقة البلدة القديمة في مدينة نابلس، تتسلل ألحان العندليب عبد الحليم حافظ إلى مسامع المتسوقين، من محل صغير داخل ممر ضيق عند نهاية سوق البصل الشهير، ينشغل فيه "أبو بهيج" أحد أقدم العاملين، بمهنة كي الملابس.

بهجت قاسم زبلح "ابو بهيج" (77 عاما)، تنقل في العمل منذ عام 1954 بين عدة محلات لكيّ الملابس، بعد أن امتهن العمل لدى أمهر العاملين فيها منذ كان بعمر 14 عاما، بعد أن أنهى مرحلة الإعدادية.

يشير ابو بهجت لـ"وفا"، إلى أنه رفض العمل بمهنة والده (تبييض النحاس) كما حال سكان المدينة التي تتناقل فيها المهن بين الأجيال، فاختار العمل بكي الملابس؛ كونها أكثر سهولة ومتعة من غيرها.

اعتاد على الاستيقاظ فجرا كل يوم، يصلي ويذهب لعمله في السابعة صباحا، يعدل مزاجه بالاستماع لألحان فريد الأطرش وأم كلثوم وملحم بركات وتناول رشفات من القهوة مع نفس تمباك، قائلا "التمباك مثل الدواء أتناوله ثلاث مرات يوميا".

ثلاثة وستون عاما مرت على "ابو بهجت" في المهنة، حرص خلالها على تطوير أدوات عمله، فمن المكواة التي كانت تسخن على "بابور الكاز" وصولا لمكواة البخار التي تعمل على الكهرباء، ولا يزال زبلح يبهج زبائنه بمهارته.

ولزبلح سر خاص في كي ياقة القميص، فيوضح أنه لكي تبقى صلبة ومحافظة على رتابتها كان يستخدم خليط النشا قديما، إلا أن استخدام المكواة الكهربائية حل تلك المشكلة.

ويوضح أن محله يمتلئ بالزبائن من مدينة نابلس وقراها قديما، إلا أن ذلك تراجع قليلا بفعل التطور التكنولوجي وتوفر مكواة في أغلب البيوت. مشيرا إلى أن فصل الصيف وفترة الأعياد والمناسبات يزداد أعداد الزبائن، في حين تقل النسبة في فصل الشتاء.

ويرى زبلح الذي يتميز بثيابه الشبيهة بلباس السبعينيات الكلاسيكي، أن مهنة "المكوجي" من المهن القديمة في نابلس التي كان يعمل بها الكثير من أبناء المدينة، ومهنة تراثية يجب الحفاظ عليها.

ولا يزال زبلح يحتفظ بمكواة من الحديد الصلب تعود لستينيات القرن الماضي تعمل على "بابور الكاز"، كإرث لمهنة كي الملابس، كما يحتفظ بعلاقات ملابس خشبية يعتبرها أفضل بكثير مما يصنع اليوم.

ويضيف "قديما كان يحتاج محل كي الملابس لثلاثة عمال أو أكثر، لكن اليوم في ظل التطور التكنولوجي عامل واحد يكفي".

ويرى زبلح أن القماش قديما كان ذا جودة أعلى وأفضل، إلا أن الأقمشة اليوم "ستك، ومصنوعة من النايلون"، في إشارة إلى تراجع جودة المنتجات الحديثة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024