عبد الرازق حسين: فلسطين شاغلتي التي لا شغل لي سواها
معن الريماوي
يحزنه ما آلت اليه الأوضاع في فلسطين، من قتل، وتدمير، واعتقالات. يراقب عن كثب أحوال الأسرى داخل السجون، فهو القائل "أَاَنْتَ الأسيرُ بقيدٍ وثيقْ، وفي ظُلْمةِ السجنِ عبدٌ رقيقْ"، لا يترك جلسة أو حوارا ثقافيا إلا وتكون فلسطين جوهر حديثه.
كتب في شعره ما آلت إليه المناطق الفلسطينية، وعن مصائب النكبة التي تدل على حبه للوطن، ولم تخل معظم دواوينه الشعرية من الشوق لفلسطين، ووصف جمالها.
يقول "كيف يرى الإنسان عينيه، مدن فلسطين عيوني التي بها أرى، وسمعي التي بها أسمع، وقلبي التي بها ينبض، إنّها أنا.معظم كتاباتي الشعرية والقصصية تكاد تكون في وطني".
هو الشاعر والكاتب عبد الرازق حسين، من مواليد مدينة القدس عام 1949، مقيم حاليا في السعودية، ويعمل أستاذ الأدب العربي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن منذ أكثر من عشرين عاما، حيث قام بتدريس جميع المواد الأدبية، منها: الأدب العربي في جميع عصوره، والنقد الأدبي، والبلاغة العربية، ومصادر الأدب، والأدب وعلم النفس، والأدب المقارن، والحضارة الإسلامية، والتاريخ الأموي، والعباسي.
يواكب القضية الفلسطينية والقدس المنشأ في كل قصائده، منذ فترة الثمانينيات الى الآن.
نكبة 1948 ونكسة 1967، وسقوط ما تبقى من فلسطين بيد المحتل الإسرائيلي، وظهور الثورة المسلحة، السبب الرئيسي الذي أنار للشاعر طريق الشعر، وأمده بالزيت حسب وصفه، وبدأت كتاباته الشعرية هي "شاغلتي التي لا شغل لي سواها".
وكان لـ"وفا" الحوار القصير معه:
كيف بدأت بكتابة الشعر؟
بدأت علاقتي بالشعر مبكرة، فمنذ الصغر وأنا أهوى حفظه، وأردده وأنا أسير في طرقات بلادي، وأعبر حقولها وسهولها، وأصعد جبالها ورباها، وأهبط سفوحها، ووديانها، وربما بدأت أنظم بعض الانفعالات فيما يشبه الشعر، حتى وصلت إلى نهاية الإعدادية، فأحسست أنَّني اقتربت في بعض قطع قلتها. لكن هذه الحركة بدأت تخف في فترة الثانوية مع ميلي لقراءة الرواية، لدرجة شغلتني عن الشعر، ولكن نكسة 1967 وسقوط ما تبقى من فلسطين في يد المحتل، وخروجي إلى الأردن، وظهور الثورة المسلحة أعاد الفتيل لاشتعاله، وأمده بالزيت، وكان تخصصي في الجامعة في قسم اللغة العربية هو المنار الذي أنار لي طريق الشعر، وعلى الرغم من قلة الشعر المقول في هذه الفترة، إلا أن المحفوظ من الشعر في عصوره المختلفة كان كثيرا. وسرت في قصائدي أواكب قضيتي، وبخاصة في فترة الثمانينيات، وإلى الآن.
لماذا تكتب الشعر؟
قلت مرة في إحدى المقابلات: إن الشعر يكتبني، فالقصيدة لا تستأذن في الدخول علي، ولا أستطيع أن أفرض عليها هذا الدخول.
وإذا استطاع المرء أن يضع توصيفا لفرحه أو حزنه، فقد نستطيع أن نصف سبب كتابة الشعر، وسبب الكتابة يختلف عما تنتجه القصيدة من رؤى وأهداف، ولكن في النهاية أقول:
الشعر مثل مواسم المطر، فموسم: يتكاثف سحابُه، وتهلُّ شآبيبه، فيُخصبُ جنابُه، وتزهو شعابه، وتغرِّدُ بلابلُه.
وآخر: تنقشع غيومه، وتقلِعُ سماؤه، فييبس عوده، وتصمتُ سواقيه، وتُهاجرُ طيورُه.
وإذا أصررت على سؤالك فأقول: الشعر أنسي في وحشتي، ورفيقي في وحدتي، ودوائي لبلائي، ولساني الذي ينوب عني.
كيف ترى مدن فلسطين في كتاباتك؟
معظم كتاباتي الشعرية والقصصية تكاد تكون في وطني، ففي كل ديوان من دواويني تجد فلسطين ماثلة بأحداثها، ومدنها، ورجالها، وقد خصصت لها دواوين، مثل: "أغنية للزيتون"، و"إليكِ أُسْريَ بي"، و"من مذكرات قاتل محترف"، كما أصدرت ديوانًا للأطفال بعنوان "معًا إلى القدس".
اذكر لي دواوينك الشعرية:
لي عدد من الدواوين هي على توالي الصدور: (دوائر القمر، وأغنية للزيتون، وردوا الخيول، ومن مذكرات قاتل محترف، وإليكِ أُسْريَ بي، وارحل، وبوابة العشق، ومنامات شاعر).
هل حصلت على جوائز أو تم تكريمك؟
نعم حصلت على العديد من الجوائز الأدبية، منها: جائزة في القصة القصيرة لنادي القصيم الأدبي، وجائزة في القصة القصيرة لنادي أبها الأدبي، وجائزة أبها الثقافية لأدب الأطفال عن كتاباتي "رؤية في أدب الأطفال".
ـــــــــــــــ