بالتّعقّل الوطني
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة- على ما يبدو ان البعض في هذا الاقليم، لا يدرك حكمة التعقل الوطني الفلسطيني على نحو سليم، فلا يرى في هذا التعقل شجاعة، هي شجاعة الحليم، وصدق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حين قال "ليس الشديد بالصرعة (القوة) ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، ونحن الذين بالتعقل الوطني ما زلنا نمسك انفسنا عند الغضب، كلما تطاول البعض على قضيتنا وشرعيتنا الدستورية والنضالية بموقف أو كلمة، وعليه لا ينبغي لأحد ان يفهم ذلك بأنه ضعف فينا او جبن، ونحن والتاريخ يشهد بذلك أننا من صناع أساطير البطولة والشجاعة والفروسية، التي لا يشق لها غبار، في مختلف ساحات الصراع التي ما زلنا نخوض في سبيل حرية وتحرر شعبنا واستقلاله.
والتعقل الوطني الفلسطيني بشجاعة الحليم، هو تعقل المسؤول الذي يرى ان المصالح الوطنية العليا، تقتضي دائما الترفع عن الانفعال، او الخوض في مشاحنات ردود الفعل، فهو من يصنع الفعل ويترك للآخرين هذه الردود.
ولطالما أرسى التعقل الوطني، افضل قواعد العلاقات والتحالفات الشقيقة والصديقة لفلسطين القضية وحركة التحرر الوطنية، وقد ابدع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الاشقاء والاصدقاء معا، لكنه ظل ومازال وسيبقى كذلك حائطا عاليا امام كل محاولة تدخل لصياغة شؤونه الداخلية، حائطا يصد دونما انفعال او غضب.
وبكلمات أخرى لم ولن نكون يوما حائطا واطئا، ليتوهم البعض امكانية وسهولة القفز من فوقه، لعل اولومبياد الحلول الاقليمية والمؤقتة تقبل به متسابقا...!!! والى جانب ذلك، على "مؤتمرات التجميع" المدفوعة الأجر ان تدرك، وان كان هذا الادراك ممنوعا عليها، بحكم شروط التمويل وأوامره غير الوطنية، ان مماحكات ومشاغبات المتسابقين في ذلك الاولمبياد، لن تجعل من الحائط الوطني الفلسطيني حائطا واطئا، في الوقت الذي لن تؤلف لهذه "المؤتمرات" وادواتها شرعية ولا حائطا من اي نوع كان ..!!
لن نقول بعد كل ذلك ما يقوله المثل العربي البليغ احذروا الحليم اذا غضب، لأن في هذا المثل تهديد بالغضب لا نريده، لكننا وبالتعقل الوطني والقومي والانساني المحب نقول: ما هكذا تورد الابل يا سعد..!!.