بورصة مؤتمرات..!
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
كأنه موسم لمؤتمرات النميمة، وخطابات الشعارات البالية، بجائحة الغل التي لا تزال منذ سنوات طويلة تحاول النيل من الشرعية الفلسطينية، الوطنية والدستورية والنضالية، التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية، الكيان السياسي لشعبنا الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد.
أو كأنها بورصة جديدة لتداول اسهم الكلمات الخائبة والنابية بحق الشرعية الفلسطينية، بل هي على الاغلب كذلك، وهي تتوالى بتمويلات محمومة، لتطرح اسهم هذه البضاعة الفاسدة، بهذيان متصاعد يصور لها ولها فحسب، امكانية تسويق هذه البضاعة بين اوساط شعبنا الفلسطيني، لترضى بأصحابها تاليا اسواق الحلول الاقليمية المؤقتة، حلول التدمير الممنهج، برعاية اليمين الاسرائيلي المتطرف، للمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والاستقلال، الساعي الى دحر الاحتلال، وقيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران، وبعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الاممي 194.
لا شرعية إلا عند أهلها، وأهلها هم الفلسطينيون الذين يواصلون الاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي، ويواجهون سياساته العنيفة على ارض الصراع يوميا، بالمقاومة الشعبية المشروعة، وبالبناء والتعمير والتطوير، وبالحراك السياسي الشجاع والبليغ على الصعيد الدولي، والذي اثبت قرار مجلس الامن رقم 2334 على نحو خاص، ان له قوة الفعل الذي لا يؤسس فحسب، ولا يراكم المزيد من مقومات الحل العادل للقضية الفلسطينية ليصبح هذا الحل ممكنا فقط، وانما يكرس اساسا حضور فلسطين على الخارطة السياسية، كدولة لا بد ان تحظى باستقلالها.
ولا شرعية إلا عند مالكي مقوماتها ومؤسساتها الواقعية الفاعلة، القانونية والوطنية، بتاريخهم النضالي، وتضحياتهم العظيمة التي رسختها اطارا وكيانا، لا يقبل التقسيم ولا الشرذمة، ولا الوصاية ولا التدخل في شؤونه الداخلية، لضمان استقلالية قراره الوطني، وسلامة مسيرته التحررية.
الشرعية هنا عند قيادتها القابضة على القرار الوطني المستقل، كقبض المؤمن على جمرة ايمانه، الشرعية هنا عند حامية المشروع الوطني، والتي تواصل الاشتباك مع الاحتلال في مختلف ساحات الاشتباك، ببرامج عمل نضالية، تتكامل لاجل تحقيق هدفين اساسيين، التحرير والبناء معا وسويا.
والحق لسنا نخشى على الشرعية الوطنية، من بورصة المؤتمرات المحمومة فهي أكبر من أن تهددها خطابات موتورة واحلام مريضة ولأن هذه البورصة وفي احسن حالاتها ليست الا كمثل طلقة طائشة، قد تؤذي اسماعنا قليلا بصخب صوتها المزعج، ولكنا، ولأننا من الذين لا يتجاهلون الواقع والوقائع، ندرك انه لا بد من التصدي لهذا الصوت المزعج، بان نعلي صوت الوحدة الوطنية، وحدة الشعب والوطن بقواه الوطنية والاجتماعية كافة، وان نعلي هذا الصوت بفعاليات شعبية وفصائلية منوعة وواسعة، لاسيما ان الصوت المزعج يحاول بث الفرقة بين صفوف ابناء شعبنا للنيل من هذه الوحدة، في الوقت الذي يريد فيه للانقسام البغيض تواصلا كي لا تعود الوحدة الوطنية الى كامل عافيتها، ولكي نعلي صوت الوحدة الوطنية نقول آن الاوان لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، عقد مؤتمر الشعب والقضية والمشروع الوطني، لتجديد اطر مؤسساته الشرعية في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لتمضي مسيرتنا التحررية قدما نحو تحقيق كامل اهدافها العادلة والمشروعة تحت راية الشرعية وبقيادتها الحكيمة، عندها سنرى نهاية مخزية لموسم مؤتمرات البورصة المحمومة ويبقى ان نقول لاصحاب هذه "المؤتمرات" ما يقوله المثل الشعبي عندنا "جاجة حفرت على راسها عفرت".