الأغوار: تزايد وتيرة الاستيلاء على الأراضي بأساليب جديدة
الحارث الحصني
صار الحديث عن استيلاء المستوطنين على مساحات واسعة من المناطق الرعوية في الأغوار الشمالية منذ أشهر، هو الشغل الشاغل لسكان المنطقة، لكن خلال اليومين الماضيين، أصبح هؤلاء المستوطنون يتبعون اساليب جديدة في الاستيلاء على الأراضي بعد أن بدأوا بمد حبال حول تلك الأراضي.
ويبدو أن مد المستوطنين لهذه الحبال هو إشارة إلى رسم حدود جديدة للأراضي التي يسيطرون عليها.
بداية الأمر كان عندما وضع المستوطنون حجارة عند أطراف تلك الأراضي التي استولوا عليها، بعد طرد الرعاة الفلسطينيين منها.
"منذ قدوم المستوطن الذي أقام عريشة في الحمة، بدأت أشاهد حجارة موضوعة بعضها فوق بعض على شكل هرمي عند أطراف الأراضي القريبة من خيمته (...)، مرة كنت بالقرب من تلك الأراضي فجاء مستوطنان وطرداني وهدداني بعدم الاقتراب منها". قال شامخ مصطفى، وهو أحد رعاة الأغنام في الأغوار.
يوميا، يُشاهَد المستوطنين وهم يرعون أغنامهم على قمم الجبال وفي المراعي التي استولوا عليها.
في اليومين الماضيين، بدأ المواطنون يشاهدون مستوطنين قرب مستوطنة "روتم" وهم يضعون حبالا حول مناطق رعوية استولوا عليها.
يؤكد ذلك الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية، عارف دراغمة.
وقال محمود عواد الساكن في الحمة "سمعت أنهم بدأوا في اليومين الماضيين بوضع حبال حول المراعي القريبة من مستوطنة روتم، يمكن أن يفعل ذلك المستوطنون القريبين من خيامي".
وأكد مراد أبو محسن ذلك قائلا:: "منذ يومين بدأت أشاهد مستوطنين يمدون حبالا من مستوطنة البروش المحاذية للشارع العام باتجاه "روتم" .. إنهم يستولون على مساحات واسعة من المراعي". وأضاف أن هؤلاء المستوطنين طردوه وهددوه بعدم الاقتراب من هذه الأراضي.
ولا تبعد مستوطنة "روتم" سوى بضع كيلومترات جنوب الحمة، التي بدأ المستوطنون بالاستيلاء على المراعي الرعوية فيها منذ أشهر.
وأعرب مختصون عن خشيتهم أن تكون هذه الحبال تمهيدا لوضع سياج حول مئات الدونمات التي استولى عليها المستوطنون.
وتعد الأغوار الشمالية من أكبر المناطق الرعوية في فلسطين، وتقدر مساحة الأراضي الرعوية المفتوحة الممتدة من نهر الأردن حتى طوباس بـ 165 ألف دونم، حسب إحصائية مديرية الزراعة في طوباس.
"كانت قبل أكثر من عشرين يوما علامات بالحجارة حول المراعي التي استولوا عليها، طلبوا مني عدة مرات عدم الرعي مجددا فيها وهددوني أيضا، اليوم صارت تلك الحجارة حبالا"، يصف أبو محسن، وهو أحد رعاة الأغنام في الأغوار.
"نخشى أن تكون هذه الحبال بداية لوضع أسيجة حول الأراضي التي يستولي عليها هؤلاء المستوطنون"، قال دراغمة الذي يتابع الأحداث اليومية في مناطق كثيرة من الأغوار الشمالية. وأضاف: نشك أن هؤلاء المستوطنين هم نفسهم المتواجدون في خربة "مزوقح".
"إنها مساحة كبيرة (..)، تقدر المسافة من مستوطنة "بروش" حت "روتم" بــثلاثة كيلومترات" يقول دراغمة.
وفي الفترة الأخيرة زاد الحديث عن انتهاكات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال في الأغوار الشمالية.
وتنتشر في الأغوار الشمالية أكثر من سبع مستوطنات ومعسكرات إسرائيلية.