علم سبسطية يؤرق المستوطنين
بسام أبو الرب
على إحدى التلال المرتفعة في المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس، يرفرف علم فلسطين بعد ان نصبت سارية مخصصة له يصل ارتفاعها الى 16 مترا، في الوقت الذي حصلت فيه فلسطين على عضوية دولة مراقب في الامم المتحدة عام 2012.
العلم اصبح يشكل هاجسا يؤرق المستوطنين في مستوطنة "شافي شمرون" القريبة من المنطقة، الامر الذي قلب المشهد رأسا على عقب، بأن صار رفع العلم الشغل الشاغل لقوات الاحتلال هناك؛ من خلال استهدافه وإزالته اكثر من مرة، ثم امتد الأمر الى تفجير واقتلاع السارية لأكثر من 17 مرة خلال الشهور الماضية.
محمد عازم أمين سر حركة فتح، عضو مجلس بلدي سبسطية، يقول "إن فكرة سارية العلم جاءت عندما توجه الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الأول/ نوفمبر عام 2012، واعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كعضو مراقب، وذلك ضمن مبادرة رفع العلم على المناطق المرتفعة في أنحاء الضفة".
ويضيف "ان ردة فعل الاحتلال جاءت سريعة وبضغوطات من قبل المستوطنين لإزالة العلم بعد أيام من رفعه، لكن أصبحت القضية تدخل في إطار الإصرار والتحدي، وتم رفع العلم مرة أخرى وعقب ست ساعات من إزالته".
ويشير عازم إلى أن الأمر اتخذ منحى آخر فصارت البلدة تشهد اقتحامات يومية من اجل إزالة العلم، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات، أصيب خلالها عددا من الشبان وجرى اعتقال 12 شابا خلال الست شهور الماضية".
ويتابع "ان شبان البلدة اخذوا يبتكرون أساليب تمنع اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة؛ من خلال حفر الطرق ووضع العراقيل أمام مركباتهم، وفي كل مرة يفجرون او يقتلعون السارية يتم نصب غيرها بإمكانيات بسيطة".
ويقول، "احد ضباط المخابرات الاسرائيلية اتصل هاتفيا بي، وقال لي "بدي اربيك"، وطلب حضوري لمقابلته، وكان محور التحقيق هو رفع العلم الفلسطيني في المنطقة الاثرية التي يتذرع بأنها في مناطق مصنفة "ج".
ويضيف "بعد ذلك طلب مني التعاون من اجل الوصول إلى حلول للبدء في عملية ترميم في المنطقة الأثرية، رغم تهديده باعتقالي بأية لحظة".
ويوضح عازم أن البلدية "تتعرض لضغوطات من قبل قوات الاحتلال من اجل العمل في المنطقة الأثرية دون الرجوع إليها، وممكن أن تباشر قوات الاحتلال بالعمل خلال نيسان المقبل حسب التوقعات، ومن المتوقع أن تكون مواجهة عنيفة، خاصة في ظل ما يطرحه الاحتلال من شق طرق توصل إلى المنطقة الأثرية؛ الأمر الذي يعني مصادرة المزيد من الأراضي واقتلاع مئات أشجار الزيتون الرومية المزروعة منذ مئات السنين".
ويشير إلى أن قوات الاحتلال كانت قد اقتلعت أعمدة كهرباء وضعت خصيصا لإنارة الموقع الاثري.
ويؤكد أن كل محاولات الاحتلال تأتي في اطار السيطرة على المنطقة الاثرية، وهم يسوقون على انها احدى المناطق الاثرية في اسرائيل.
يذكر ان قوات الاحتلال كانت اقرت قانونا في العام 1967، يحظر رفع العلم الفلسطيني ويمنع إنتاج أعمال فنية تتكون من ألوانه الأربعة، وكانت تعاقب كل من يرفعه وتجلى ذلك خلال انتفاضة الحجارة التي اندلعت في العام 1987، حيث استشهد عدد من الشبان وجرى اعتقال آخرين بتهمة رفع العلم على اعمدة الكهرباء واسطح المنازل والتلال.
وبعد توقيع اتفاق أوسلو سمح برفع العلم الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية، وفي 22/12/2005 صدر قانون حرمة العلم الفلسطيني رقم 22 لسنة 2005 يحدد ألوان العلم ومقاييسه، وكيفية احترامه وأين يرفع، والعواقب لمن يخالف أحكام القانون.