الباذنجان البري يهدد السلة الغذائية لمحافظة سلفيت
علا موقدي
بات انتشار عشبة الباذنجان البري في سهل دير بلوط في محافظة سلفيت، يهدد بالقضاء على المحاصيل الزراعية.
"الباذنجان البري" عشبة مسممة وضارة بالأرض والنبات والحيوان، وهي من أكثر الأعشاب انتشاراً في العالم، وتنافس المحاصيل الزراعية على الغذاء والماء والضوء، وتتسبب بتسميم الماشية، ويصعب مكافحتها لتعمق جذورها بالتربة وقدرتها الكبيرة على التكاثر.
وقال مدير مديرية الزراعة بمحافظة سلفيت ابراهيم الحمد، إن العشبة انتقلت الى سهل دير بلوط مع الأتربة والأسمدة غير المعقمة القادمة من إسرائيل، وانتشرت نظراً لتوفر البيئة والمناخ المناسبين لنموها.
وأضاف أن عشبة الباذنجان البري من الأعشاب المعمرة سريعة الانتشار، ويصل ارتفاع الشتلة منها إلى 90 سم بساق اسطواني وشائك وأوراقها خضراء داكنة، معنقة ذات زغب وأشواك، ويصعب خلع جذورها بسهولة، وتنافس كافة المزروعات التي بجانبها على المواد الغذائية الموجودة في التربة.
وأشار إلى أن بذور العشبة تنتشر من خلال قنوات الري والأتربة من الحقول والمناطق المصابة، وصوف الأغنام والمعدات الزراعية.
ورأى صادق عوده من الإغاثة الزراعية، أن خطورة العشبة تكمن في أنها ذات مجموع جذري قوي ومتعمق بالتربة، لعمق قد يصل إلى 3 أمتار ولديها مقدرة فائقة على تحمل الظروف البيئية المختلفة وتدوم حيوية البذور لفترة زمنية تصل لعشر سنوات، وتمتد فترة ظهور العشبة وفترة إزهارها من بداية فصل الربيع وحتى أوائل فصل الشتاء.
وأضاف أن العشبة تنافس المحاصيل الزراعية في الغذاء والماء والضوء، ما يؤدي إلى انخفاض انتاج المحاصيل الزراعية التي تنمو فيها العشبة كما ونوعا، كما تعتبر عائلا للكثير من الأمراض والحشرات.
وأكد مدير دائرة مكافحة الآفات في وزارة الزراعة احمد فطوم، أنه يمكن مكافحة العشبة بالطرق الميكانيكية، من خلال إجراء فلاحات عميقة على كامل الأرض الموبوءة، وجمع كافة أجزاء النبات بعد الفلاحة وحرقها، أو قلع جذورها يدويا في الحقول المزروعة قبل وصولها إلى مرحلة الإزهار.
وأشار إلى أن هناك طرقا وقائية تحد من انتشار هذه العشبة، كتنظيف الآلات الزراعية قبل مغادرة المناطق المصابة، وعدم نقل الأتربة والأسمدة العضوية من مناطق مصابة إلى مناطق سليمة، وتجنب ادخال الأغنام في المناطق الموبوءة عندما يكون النبات في مرحلة الإثمار او من خلال الطرق الكيميائية، وهذه الطريقة تحتاج لدراسات وتجارب موسعة.
ورأى مهندسون زراعيون أن بقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرار انتشار العشبة في سهل دير بلوط يشكل كارثة حقيقية، بحيث لا يستطيع أحد زراعة محصول زراعي واحد فيه.