مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

رّسام البحر

زكريا المدهون

على رصيف ميناء غزة البحري، يجلس الفنان التشكيلي الشاب أسامة أبو حمرا، يوميا لساعات طويلة ليرسم بريشته وأقلام الفحم لوحات من خيال الطبيعية التي طالما عشقها منذ نعومة أظافره.

أبو حمرا (27 عاماً) يخرج من بيته في حي النصر غرب مدينة غزة الساعة الثامنة صباحا سيرا على الأقدام، حاملا أدوات الرسم قاصدا الميناء الذي لا يغادره الا بعد غروب الشمس بساعتين.

أسامة ليس خريج كلية الفنون الجميلة كما يقول، بل تتلمذ على يد الفنان التشكيلي الكبير ابن مخيم جباليا فتحي غبن. يهوى أسامة الفن منذ صغره فقد كان متميزا ومبدعا في مادة الرسم خلال دراسته والتي ساعدته كثيرا على اتقان حرفة الفن التشكيلي، إضافة الى هواية التصوير الفوتوغرافي. أمس كان أسامة منهمكا برسم صورة لامرأة من وحي خياله على قطعة من "الزلط" قذفتها مياه البحر على الشاطئ بمناسبة يوم الأم، والتي يتم بيعها بمبلغ زهيد بعد تجهيزها.

الفنان الشاب دفعته الظروف الاقتصادية وانعدام فرص العمل في غزة، الى اللجوء إلى شاطئ البحر لالتقاط رزقه، مشيرا الى أنه يرسم على وجوه الأطفال مقابل ثمن الألوان التي يشتريها من جيبه الخاص.

ويعاني سكان قطاع غزة (2.2 مليون نسمة) من أوضاع حياتية سيئة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد من الزمن، ما أدى الى ارتفاع نسبة البطالة الى حوالي 50%

"أقوم بهذا العمل على ميناء غزة منذ خمسة أعوام حتى بات كل من يرتاد المكان يحفظني" قال أبو حمرا لـ"وفا"، مؤكدا، أنه بات لا يستغني عن القدوم الى هنا حتى وصل الى "درجة الإدمان" بيد أنه لا يرتاح في أي مكان أخر.

ويعّد ميناء غزة البحري متنفسا طبيعيا للغزيين للهروب من واقع وصعوبة الحياة.

 يحاول هذا الفنان مثل غالبية شبان الشريط الساحلي قتل أوقات الفراغ والروتين اليومي الناتجة عن انعدام فرص العمل، منوها الى أنه مقابل رسوماته التي تأخذ جهدا ووقتا طويلا يحصل على عائد مادي قليل. وقال: "إنه رسم صورا لأبي عمار وأحمد ياسين وأبي جهاد والشقاقي وأبي علي مصطفى وغيرهم من الشهداء والقادة، إضافة الى أصدقائه ومواطنين آخرين".

وطرق أبو حمرة كما يقول جميع الأبواب للحصول على فرصة عمل دائمة دون جدوى، لكنه حصل فقط على عمل ليوم أو ساعات في مؤسسات غالبيتها تعنى بالأطفال للرسم على وجوههم."

وعن عدد اللوحات التي رسمها، أشار الى أنه رسم منذ بداية انطلاقته قبل سبعة أعوام، أكثر من عشر لوحات زيتية بمختلف الأحجام، وأيضا حوالي مائة وخمسين لوحة لشخصيات ومناظر طبيعية بقلم الفحم، لافتا الى أنه شارك في العديد من المعارض الفنية المحلية ويأمل أن يشارك في معارض خارجية يحول الحصار بينه وبينها.  ورسم الفنان أبو حمرة لوحات جسدت معاناة الغزيين والخراب والدمار جراء الحروب الثلاثة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024