كارثة بيئية جنوب قلقيلية تهدد كل حي
عيد ياسين
تدفق مياه مجاري مستعمرة "شعار بتكفا"، إلى أراضي ووادي قريتي بيت أمين وعزون العتمة والقرى المجاورة في جنوب قلقيلية، يتسبب بكارثة بيئية وصحية كبيرة يشتكي منها الأهالي.
ومستعمرة "شعار بتكفا" أقيمت على أراضي عزون العتمة عام 1981، وتوسعت فيما بعد على مئات الدونمات من أراضي القرية والقرى المجاورة لها.
تلك المشكلة تتكرر سنويا حين تختلط مياه الأمطار مع مياه المجاري، وتغمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التابعة للقريتين تحديدا، مما يؤثر سلبا على المزروعات المكشوفة والمروية والحمضيات التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد لعشرات العائلات هناك.
وقال سكرتير مجلس قروي عزون العتمة عبد الكريم أيوب لـ"وفا"، إن مياه المجاري تتدفق على الوادي الواقع ما بين قرى بيت أمين وعزون عتمة وعزبة سلمان بطول يزيد عن 2 كم باتجاه الغرب من الوادي، مما يشكل مستنقعات وبرك مياه عادمة يتسبب عنها تلوث بيئي وروائح كريهة ويكثر فيها انتشار البعوض والحشرات، إضافة إلى تأثيره على المياه الجوفية خاصة وأن هذه الأراضي زراعية خصبة يزرع فيها الزيتون والحمضيات ومختلف أنواع المزروعات التي تدر دخلا على المواطنين .
وأضاف "نحن نتواصل مع الجهات المختصة في السلطة الوطنية خاصة الشؤون المدنية والوزارات المختصة من أجل إيجاد الحلول السريعة لهذه المشكلة التي تهدد صحة الإنسان والحيوان والنبات".
وقال مدير سلطة جودة البيئة في محافظتي طولكرم وقلقيلية عصام قاسم، إن محافظة قلقيلية مستهدفة من قبل الاحتلال تحديدا في مجال البيئة، ويتمثل ذلك في عدة محاور بدأت خلف الجدار العنصري لتمتد فيما بعد إلى مناطق أخرى خارج الجدار، حيث يتم التخلص من النفايات السائلة للمستوطنات على الأراضي الزراعية في عزون عتمه وجينصافوط وغيرها، إضافة إلى عمليات تهريب النفايات بين الفينة والأخرى من المناطق المحتلة عام 1948، مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤثر سلبا على صحة المواطنين في محافظة قلقيلية بشكل خاص والوطن بشكل عام، سيما أن قلقيلية بلد زراعي يتم تسويق منتجاتها في كافة أرجاء الوطن.
وأضاف أن "مشكلة عزون عتمة تشكل نموذجا للعنصرية الإسرائيلية، فقد تم وقبل حوالي سنتين نقل آلاف الأطنان من النفايات من داخل المناطق المحتلة عام 48 إلى الجهة الجنوبية الغربية للقرية تحت حراسة ما يسمى الادارة المدنية، وأيضا نقل مجاري المستوطنة التي تصب في الوادي المحاذي للقرية بكميات كبيرة، الأمر الذي ينتج عنه انسياب هذه المياه الى ساحة المدرسة الوحيدة في البلدة، مما يحرم الطلبة من استخدام الساحات والملاعب، كونها تشكل مكرهة صحية تؤثر على حياة الطلاب والهيئة التدريسية".
ولفت قاسم إلى أنه في الآونة الأخيرة بدأ المستوطنون يتخلصون من هذه المخلفات السائلة في الوادي الممتد بين الأراضي الزراعية، وذلك بعد الاحتجاج والمراسلات التي تمت بخصوص ما يجري في منطقة المدرسة وبعد زيارة العديد من الوفود الدولية للمنطقة وخاصة ممثلي الصليب الأحمر بعد بتزويدهم بتقرير مصور حول ما يجري.
وأوضح أن ما يجري في هذه المنطقة (الوادي)، يشكل مكرهة صحية وبيئية تؤدي الى تلويث الهواء والماء والتربة وانتشار مسببات الأمراض ويعرض المواطنين والأطفال في المنطقة إلى أمراض مجهولة وخطيرة.
وأضاف قاسم أن "سلطة البيئة تتابع كل هذه الاشكاليات بصورة دقيقة باتجاهين، الأول مع وزارة الشؤون المدنية التي نضعها باستمرار بصورة هذه التجاوزات مطالبين إياها بإنهاء هذه الكارثة، والثاني التواصل مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة وخصوصا برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ونقل كل التجاوزات الإسرائيلية إلى المحافل الدولية لفضح هذه الممارسات".
واستهجن قاسم تصرفات ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية في مواجهة التلوث البيئي، "حيث تعتبر سلطات الاحتلال مكب "صوفين" في المنطقة مصدر تلوث يعرض حياة المواطنين الإسرائيليين للخطر، وبالمقابل يطلقون العنان للمستوطنة لاستباحة الأرض والبيئة الفلسطينية وتعريض حياتهم للخطر".
وأكد أن سلطة البيئة "ماضية في عملها على الأرض لتوثيق كافة الانتهاكات الإسرائيلية، من أجل تقديم هؤلاء إلى محكمة الجنايات الدولية على جرائهم تجاه الشعب الفلسطيني".