على قدر أهل العزم
كتب: رئيس تحرير الحياة الجديدة- كل الذين خابت محاولات نيلهم من قيادة الرئيس أبو مازن ومكانته كحارس ورأس للشرعية الفلسطينية، الدستورية والوطنية النضالية، هم الذين راحوا يروجون أقاويل التشكيك واليأس والهزيمة عن قمة عمان العربية، لأنها ببساطة، القمة التي جعلها الرئيس أبو مازن، قمة فلسطين أولا، بصواب علاقاته العربية، الصواب المستند إلى فصاحة وشجاعة القرار الوطني المستقل، وحكمته السياسية، واناقته الاخلاقية، كما جعلها أيضا بحكم حراكه السياسي وبخطاه الراسخة في طريق الثوابت المبدئية، لكن وكما يقول شاعر العرب الأكبر المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر الكرام تأتي المكارم
وهؤلاء المشككون لا هم كرام ولا هم من أهل العزائم، وغير ذلك تعرفون قصة الثعلب الذي ما استطاع أن يطال عنقود العنب في أوان قطفه، فقال عنه وهو يجر أذيال الخيبة بأنه حصرم..!! وهذه هي حال هؤلاء الذين باتوا يروجون صورا وأقاويل عن قمة فلسطين أولا، لا صحة لها، ولا غاية غير التهويش والتشكيك والتشويه، وبأنها الحصرم الذي لا فائدة منه..!!
ولأنها أيضا قمة الوفاق والاتفاق العربي، بالتطلع الأردني الأصيل، ومن حيث انها حققت من بين أبرز ما حققت على هذا الصعيد، مصالحة لافتة بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتكريس وتعزيز التنسيق الفلسطيني الأردني المصري، لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، وفتح الطرق أمام حل الدولتين، لأن قمة عمان كذلك، وقد حققت ذلك فإن أعداء الوفاق والاتفاق العربي، لا يريدون لهذه القمة مكانا لافتا في التاريخ، ولا نصا يعترف بحقيقتها الايجابية، في الصحافة والإعلام..!! لكن لا حيلة عند هؤلاء غير سوء الفعل وسوء الظن والكلام، وكما يقول المثل العربي "اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم" وما اعتاده هؤلاء من توهم، ان نصوص التشكيك واليأس والهزيمة، يمكن لها أن تسوقهم بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية، ففي الوقت الذي يطعنون فيه بقمة عمان ومخرجاتها الفلسطينية، يذهبون كما في تسريبات صحفية، لإطلاق وثيقة سياسية، يقولون بأنها جديدة تعلن استعدادهم للتفاوض (دون طروحات المقاومة، وتخليا عنها بمنتهى الوضوح) ودون أي إشارة للمشروع الوطني الفلسطيني، ولا لمنظمة التحرير بطبيعة الحال، لأنهم بالوثيقة هذه يطرحون أنفسهم بديلا، ما زالت إسرائيل اليمين المتطرف تتمناه ليل نهار، الحديث هنا عن وثيقة يقال بان حركة حماس ستعلنها قريبا..!!
وإذا ما صحت هذه التسريبات فإن حركة حماس ستتوغل أكثر وأكثر في أوهامها التي لا علاج لها، غير صفعات الواقع القوية، الواقع الذي يؤكد انه لا مستقبل لمشروع الانقسام القبيح من جهة، ومن جهة اخرى استحالة تجاوز منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وهذا يعني استحالة تمرير المشاريع المشبوهة لتصفية المشروع الوطني، مشروع دولة فلسطين الحرة المستقلة، على حدود الرابع من حزيران، والقدس الشرقية عاصمة لها، وبحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الدولي 194 والمبادرة العربية للسلام، وهذا هو المشروع الذي أقرت قمة عمان بضرورة تحقيقه على هذا النحو، لأجل السلام العادل، فلماذا هذه الوثيقة اذا التي تقولها التسريبات الصحفية..؟؟ إنها وثيقة الوهم والتوهم، وقمة عمان بمخرجاتها الفلسطينية واقع وحقيقة ودروب تنسيق وعمل عربي مشترك، يفتح أمامنا المزيد من نوافذ الأمل، الأمل الذي نحن الشعب الفلسطيني من أبرز صناعه عملا واقعيا نقوده ويقودنا الى الحرية والاستقلال.