"جايه فوق الصعب ماشية"
كتب: رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
مصر كما غناها الشيخ امام هي الام السفينة، التي مهما كان البحر عاتيا، فإن فلاحيها وملاحيها ينادون على الريح كي تهب طائعة كما يريدونها، لتمضي سالمة الى مرساها، وهي ايضا "بهية" ذات الطرحة والجلابية، والتي شاب الزمن وما شابت، يذهب هو، وتأتي هي ماشية فوق الصعب، واحتمالها هو هو، وابتسامتها هي هي، تضحك "للصبح يصبح بعد ليلة ومغربية".
ومع الاغنية وخارجها، مصر هي السد العالي، وقد هزمت العدوان الثلاثي عام ستة وخمسين من القرن الماضي، ومصر هي العبور عام ثلاثة وسبعين، بعد ان اطاحت بخط بارليف، ومصر اليوم هي مصر ثورة الثلاثين من "يونيو" عنوانا لنهضة الامة ضد حكم وسطوة الظلاميين وتجار الدين.
هذا بعض ما نعرفه، وبعض ما يعرفه التاريخ والواقع عن مصر العروبة، فلا نخشى عليها توحش المؤامرة التي تعبر حدودها خلسة لتحاول النيل من ابتسامة "بهية" وضحكتها.
نعم نثق بعزة مصر ومنعتها، نثق كما ابرق الرئيس ابو مازن معزيا الرئيس السيسي، والبابا تواضروس "بقدرتها على تجاوز كل المصاعب والمحن التي تواجهها لتستكمل دورها التاريخي في المنطقة، خاصة في دعم القضية الفلسطينية". نثق بذلك ونعرف ان معركة مصر اليوم ضد ارهاب الدواعش على اختلاف مسمياتهم المخادعة، هي معركة المستقبل العربي، ما يفرض على الأمة كلها، وقفة شاملة تحيط مصر بكل اشكال الدعم والمساندة.
آن الأوان للأمة ان تنهض، وان تخوض هذه المعركة بصفوفها الموحدة، مخرجات الدواعش مخرجات دموية وظلامية، ولن تستثني احدا، ومصر لا ينبغي ان تكون وحدها في هذه المعركة، ولن تكون وحدها ابدا فهي التي قالت "الارض بتتكلم عربي" وبلاغة كلام الارض العربية، بشعوبها الحرة، هي بلاغة الحسم ساعة الحسم.