عصابات القتل تهبط من التلال
بسام أبو الرب
ساعات تقضيها المسنة بديعة حمدان (72 عاما)، في حديقة منزلها الخلفية الكائن في بلدة حوارة جنوب نابلس، تحاول خلالها العناية بما تجود بها أرضها من خيرات.
مساء اليوم أثناء وجود المواطنة حمدان في حديقة منزلها، هبط مئات المستوطنين من التلال القريبة على حديقتها، دون أن تعلم بوجودهم فهي تعاني من ضعف في السمع والبصر، فما كان منهم إلا أن اعتدوا عليها عقب اقتحام المنزل وأصابوها بجروح خطيرة في الرأس نقلت على إثرها إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس.
أحمد نجل المواطنة حمدان روى لوكالة "وفا" حادثة الاعتداء على والدته، خلال تواجدها في حديقة المنزل، مؤكدا أنها تعاني من ضعف في السمع والبصر، وقال إن عددا من المستوطنين اقتحموا المنزل وألقوا الحجارة صوب والدته، ومع حرارة الجو وصعوبة وصول طواقم الإسعاف نزفت دما كثيرا.
وأضاف أن منزل والدته يتعرض لكثير من اعتداءات المستوطنين "بما يقارب مرة في الأسبوع"، إضافة للمنازل المتواجدة في محيطه.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال حضرت للمكان بعد أن نفذ المستوطنون هجومهم ودمروا عددا من المنازل وحطموا نوافذها.
ريف نابلس الجنوبي شهد تصديا لهجوم المستوطنين صباحا في بلدة عوريف، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة أربعة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ثم عاود المستوطنون هجومهم مساء على بلدة حوارة، ما أدى إلى إصابة المسنة حمدان، والشاب أحمد عودة.
الشاب عودة أكد لـ"وفا"، أنه تلقى اتصالا من ابنة شقيقه، وهي تصرخ وتستنجد عقب هجوم المستوطنين الذين فاق عددهم الـ200 مستوطن.
وقال: "لحظة وصولي إلى المنزل الذي يقع غربي البلدة وعلى قمة الجبل، كان هناك عدة مستوطنين مقنعين، هاجموا المنزل بالحجارة ما أدى لإصابتي بحجر في الرأس".
هذه المشاهد والممارسات تعيد إلى أذهان الفلسطينيين ما كانت تقوم به عصابات 'الهاغانا'، التي نفذت اعتداءات كثيرة بحق الفلسطينيين، حيث شهد عام 1937 هجوما على حافلة تابعة لشركة الحافلات الوطنية الفلسطينية، أدى إلى استشهاد ثلاثة من ركابها الفلسطينيين.
وفي العام التالي، ألقت العصابات اليهودية قنبلة على حافلة عربية في المدينة المقدسة ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من ركابها، وإصابة آخرين بجروح، وبعد ثلاثة أيام من هذه الجريمة، اقترفت العصابات جريمة أخرى بإلقاء متفجرات على حشد من المقدسيين عند باب الخليل، ما أدى إلى استشهاد عشرة منهم، وفي عام 1939 هاجمت عصابات الهاغانا الإرهابية منطقة باب العمود في القدس، وقام أحد أفرادها بإلقاء برميل من المتفجرات من سيارة مسرعة وسط حشد من المقدسيين، ما أدى إلى استشهاد ستة منهم وجرح 20 آخرين.
مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، حذر من تصاعد هجمات المستوطنين باستهدافهم منازل وممتلكات المواطنين، فصباح اليوم هاجموا بلدة عوريف ما أدى لإصابة أربعة شبان بالرصاص المعدني، والعشرات بحالات اختناق عقب تدخل قوات الاحتلال لحماية المستوطنين، الذين حاولوا اقتحام منزل المواطن منير النوري، إلا أن لجان الحراسة تصدت لهم.
وقال دغلس إن المستوطنين انتقلوا للاعتداء على المنازل بالحي الغربي في حوارة، ما أدى لإصابة مسنة بجروح خطيرة، و"هذا الأمر خطير للغاية"، إضافة لإشعال النيران في الحقول المجاورة للمنطقة.
وأضاف أن مسألة استهداف المدنيين والاعتداء عليهم داخل منازلهم، "يعد أمرا خطيرا وهو يأتي من خلال أوامر من قادة المستوطنين وجيش الاحتلال، وواضح أن لديهم أوامر بالقتل، خاصة بالتزامن مع حالة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام".
ودعا دغلس المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر "فهناك توقعات بتصاعد هجمات المستوطنين في الساعات المقبلة"، مؤكدا أن لجان الحراسة قامت بواجبها و"لولا تصديها لربما كان هناك شهداء بين المواطنين في حوارة وعوريف".
ha