جنين: أمهات الأسرى يستحضرن معاناتهن في خيمة التضامن
- أسرى محررون وأمهات من أراضي48 جسدوا وحدة الدم
ثائر أبو بكر
جئنا من طمرة والجليل والمثلث لنؤكد على وحدة الدم والمصير والنضال وتقاسم الهموم بين أبناء الشعب الواحد في الضفة وداخل أراضي الـ48 في خيمة التضامن مع أسرانا المنصوبة في جنين دعما وإسنادا للحركة الأسيرة التي تواصل لليوم الثامن على التوالي خوض معركة الأمعاء الخاوية ضد ظلم وقهر السجان والجلاد، هذا ما قاله الأسير المحرر محمد مطري ابن مدينة طمرة في أراضي48.
وقال الأسير المحرر مطري والذي قضى مدة سبع سنوات لفي سجون الاحتلال لـ "وفا"، "ما حك جلدك غير ظفرك": إننا جئنا موحدين للنضال من أجل دعم وإسناد حركتنا الأسيرة التي تتحدى ظلم السجان والجلاد بالأمعاء الخاوية، هي رسالتنا للعالم وللسجان من داخل الخيمة في جنين.
وفي السياق ذاته لم تقتصر معاناة أمهات الأسرى على فقدان أبنائهن وضياعهم بين قضبان السجون، بل امتدت هذه المعاناة مغمسة بطعم الذل والاهانة عند الزيارة، فعرقلة من جهة وإساءة في المعاملة من جهة أخرى تتلقاها أمهات الأسرى اثناء الزيارة، كما ذكرن لـ "وفا" من داخل الخيمة .
وقالت السيدة آمنة عيسى من كفر قاسم والتي زج لها أقرباء في الأسر، أننا أبناء الشعب الواحد جئنا لنساند وندعم حركتنا الأسيرة التي تخوض بالماء وتتحدى جبروت الاحتلال وظلمه وقهره بمعركة الأمعاء الخاوية، وأهدت قصيدتها الشعرية بعنوان "ماء وملح ووحدة شعبنا نسجل الأسطورة في النضال الموحد"، الى أبنائنا الأسرى من المثلث والنقب والجليل وجنين ورام الله ونابلس .
وفي الخيمة قصص ومشاهد وصور ومعاناة وقهر، سمعناها من أمهات الأسرى وهن يذرفن الدموع ويحتضن صور أبنائهن بمرارة وبحزن وبحسرة.
والدة الأسير مجدي أبو الوفا من جنين والمحكوم بالسجن لمدة 19 عاما قالت: إن الأم حين تنوي زيارة ابنها في المعتقل فإنها تعاني من ارهاق مادي كبير وتعب جسدي مثقل، اضافة لمعاناة الخروج منذ ساعات الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، علما أن الزيارة قد تلغى أو تواجه معيقات في أية لحظة ودون سابق انذار، ناهيك عن الحرمان من احتضانه منذ سنوات طويلة وهو يقبع داخل الأسر إضافة الى انتهاج سياسة العزل بحقه كعقاب تعسفي .
والد الأسير مرعي حسين قبها والمحكوم لمدة 18 عاما، بين أن معاناتنا تتجسد ليس فقط بالحرمان واستمرار الاحتلال باعتقال أبنائنا وحرمانهم من الحقوق المشروعة لهم من الناحية الطبية والإنسانية، بل يضاف الى هذه المعاناة التي نعيشها منذ سنوات طويلة بعد المسافة بين سجون الاحتلال ومساكن أهالي الأسرى، وهي معاناة ومشكلة كبيرة، فسجون الاحتلال كثيرة منها ريمون ومجدو وجلبوع وعسقلان، فهي رحلة عذاب للأمهات تستغرق ساعات طويلة على الطريق، علما أن الزيارة لا تتجاوز الأربعين دقيقة.
في حين أشارت والدة الأسير معمر الصباح، إلى أن أصعب شيء نواجهه هو المشوار الطويل لساعات منذ الفجر حتى ساعات متأخرة في الليل، مشيرة الى التجمع أمام الصليب الأحمر للانطلاق تجاه السجون وتوقف الباص في أكثر من محطة للتفتيش.
وتابعت والدة الأسير أسامة بريكي من جنين، أن مضايقات كثيرة تلحق بأمهات الأسرى وزوجاتهم وشقيقاتهم، فقد وصل الأمر للتفتيش العاري من كافة الملابس لأمهات الأسرى، فيما أوضحت والدة الأسير محمد عقل، أن جيش الاحتلال لم يكتف في المماطلة وانتهاج سياسة القهر والإذلال عند الزيارة ، بل وصل الأمر لمنع الزيارة خاصة بعد الوصول لبوابات السجن، فالعقاب لا يكون على المستوى الفردي بل يطال كافة الأسرى المقرر زيارتهم وهذا من أجل الضغط على أهالي الأسرى.
وأكدت عضو اقليم فتح والناشطة المجتمعية رئيسة لجنة المرأة للعمل الاجتماعي، عضو اللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى دلال أبو بكر، أن هذه السياسة مرفوضة حسب مواثيق جنيف، الا أن الاحتلال يكسر كل القوانين ولا يحترم أي قانون اذا كان لا يخدم مصلحته، داعية كافة أبناء شعبنا للعمل على فضح وتعرية سياسة الاحتلال من داخل خيم التضامن .
وفي داخل الخيمة شاهدنا وحدة أبناء شعبنا بكافة شرائحه وفصائله الوطنية والحزبية والإسلامية جنبا الى جنب مع المؤسسة الأمنية كما قال العقيد سلطان زيود مدير العلاقات العامة والإعلام في الأمن الوقائي والذي شارك وعشرات الضباط من الوقائي في خيمة الاعتصام: إن شعبنا موحد وأن المؤسسة الأمنية شريكة في النضال والعطاء والتضحية، وأن هناك المئات من ضباط المؤسسة الأمنية يقبعون خلف قضبان سجون الاحتلال .