رغم ممارسات الاحتلال...الآلاف يحيون ذكرى الإسراء والمعراج في الحرم الإبراهيمي
جويد التميمي
غصت ساحات وباحات وأروقة الحرم الإبراهيمي بآلاف المواطنين والزائرين من مختلف محافظات الوطن ومن الخارج، سعيا لأداء الشعائر الدينية، والمشاركة في الاحتفال المركزي الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إحياء لذكرى الإسراء والمعراج، رغم انتشار العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة في المكان.
وخلال عبورها بوابات التفتيش الالكترونية والحديدية التي نصبها الاحتلال على مدخل الحرم الشريف، قالت الحاجة أم محمد أبو رجب (49 عاما) لــ"وفا": نحن نشد الرحال برفقة أحفادنا وأولادنا إلى هذا المسجد الذي يحاول الاحتلال طمس معالمه وتزوير تاريخه الإسلامي، من خلال فرض هيمنته عليه وتشديد إجراءاته العنصرية على مداخله.
وأضافت: إنهم يتبادلون أدوار التنغيص والاعتداءات المتواصلة على المواطنين مع مستوطنيهم المدججين بالسلاح، لكن ذلك لن يجدي لهم نفعا لأننا متمسكون بمسجدنا وهذا التوافد الكبير من المواطنين أفضل رد على عنجهيتهم وممارساتهم العنصرية.
وعبّر الشاب أحمد الحسيني (27 عاما) عن فرحته بالقدوم إلى الحرم مصطحبا أطفاله الثلاثة وقال: أجيالنا تتعاقب في حماية الحرم من التهويد رغم التعدي الواضح من قبل الاحتلال على دور العبادة وانتهاك حرمتها وقدسيتها بشكل متواصل خاصة في القدس والخليل.
من جانبه، قال مدير الحرم الإبراهيمي المكلف الشيخ حفظي أبو اسنينة، إن ما يزيد عن 10 آلاف مصل أدوا صلاة الظهر في كافة أروقة وساحات وباحات الحرم اليوم الإثنين، مضيفا أن "هذا العدد الكبير يؤكد أننا نحن أهل هذا البيت وأن الحواجز العسكرية والإغلاقات المفروضة على الحرم لن تثنينا عن القدوم إليه والصلاة فيه، لأننا متمسكون بعروبته وإسلاميته".
وأكد أنه "رغم إجراءات الاحتلال ومحاولاته طمس هويته، سيعود الحرم كما كان آنفا، وسيبقى مسجدا إسلاميا خالصا معمورا بأهله ومحبيه من أبناء هذه المحافظة والوطن والعالم الإسلامي كله، ولا بد أن تتغير الأحوال قريبا".
وتابع: تمسكنا بالحرم من خلال القدوم إليه والصلاة فيه هو واجب وطني وديني، وعلينا المحافظة على ذلك على أقل تقدير حتى تنجلي هذه الغمة التي تحيط بنا وبشتى الدول الإسلامية.
وعقب توجيه التحية للأسرى المضربين عن الطعام وللشهداء والجرحى، ناشد محافظ الخليل كامل حميد العرب والمسلمين شد الرحال للحرم الإبراهيمي الشريف والمسجد الأقصى، لنصرتهما وتعزيز صمود شعبنا في وجه الاحتلال.
وأكد حميد أهمية الوقوف إلى جانب الأسرى والتضامن الشعبي من كافة أطياف الوطن وأحزابه السياسية وفصائله الوطنية، في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها.
بدوره، دعا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي إلى وحدة الصف الفلسطيني، مشددا على أن الأسرى وفلسطين والأقصى أغلى من الجميع.
وقال زكي: "فلننتصر للأسرى بوحدتنا ولنحافظ على الأقصى والإبراهيمي من الاحتلال الذي يعبث فيهما ليلا نهارا، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى وتعمل بإصرار من أجل كسر كل ما هو فلسطيني، وهذا يظهر من خلال عدم تلبيتها لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الثامن على التوالي.
واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، بث قوات الاحتلال الخوف في نفوس المواطنين وممارساتها العنصرية، وقال: "سيبقى هذا المسجد قلب الخليل النابض أبرز وأهم عناوين أمتنا الاسلامية، ولن يكون إلا لنا فلسطينيا إسلاميا ولا حق لليهود فيه من قريب أو بعيد".
وشدد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، على أهمية دعم العرب والمسلمين للشعب الفلسطيني، منوها أن الأسرى يخوضون معركة الكرامة نيابة عن الأمه الإسلامية.
وأشاد حسين بالمرابطين في القدس والحرم الإبراهيمي، مذكرا بما يتعرض له مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم من اعتداءات تطال بنيانه وساحاته ورواده، ما يستدعي بذل أقصى الجهود لحمايته وتحريره والمرابطة فيه وشد الرحال إليه، لحمايته من مخططات الاحتلال التهويدية المتواصلة.
بدوره، قال رئيس بلدية الخليل نادر البيطار، إن التواجد في البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي هو أفضل سبيل لمنع إجراءات واعتداءات الاحتلال المتواصلة عليهما، منوها إلى ضرورة التوافد بكثافة للحرم من جميع محافظات الوطن ومن كافة بلدان العالم.
وأكد البيطار أن بلدية الخليل جاهزة لتقديم كل ما يحتاجه الحرم من إعمار ومتطلبات وفق ما تستطيع لحمايته من التهويد، وحث جميع فئات الشعب الفلسطيني على زيارته وتسيير رحلات إليه من أجل حمايته وتعزيز صمود أهالي البلدة القديمة.