العالم المنسي..
بسام أبو الرب
"احنا يا خي العالم المنسي"، هذه الكلمات التي نطق بها العامل عاهد أحمد دراغمة (50 عاما)، بعد أن رفع ظهره المنحي لقطف ثمار الخيار منذ السادسة صباحا في سهل سميط بأراضي النصارية شرق نابلس.
ونظر الى والده وزوجته التي ترافقه العمل منذ عشرات السنين، وقال " احنا بنسمع بعيد العمال بس ما يكون عيد أو تعطيل عن الشغل بالنسبة النا".
يسرع الطفل أحمد دراغمة (8 سنوات)، قادما من بعيد لدى سماعه الحديث عن عيد العمال، فيقول لوالده،"نسيت أقولكم انه اليوم عيد العمال، وعطلة يلا نروح على البيت"، فتضحك والدته وهي تجمع ثمار الخيار، وتسأل ولدها " ليش ما حكيت قبل كان ما اجينا على الشغل اليوم".
ولا تنسى أم أحمد تلك الحادثة عندما رفض المسؤول عن العمل إعطائها إجازة بسبب وفاة والدها، وكان رده: أكملي عملك، ثم اذهبي.
في أرض انتشر بها أكثر من 80 عاملا وعاملة، ينحني الجميع من أجل قطف ثمار الخيار، علهم يجمعون ما يستطيعون قبل انتهاء الموسم، أو خرابه، فعليهم جمعه خلال 60 يوما.
على طرف أحد الأراضي، ترمي المواطنة فايزة أبو مطاوع (56 عاما) بنظرها علها تصل آخر الحقول التي ما زال أمامها أيام للانتهاء منها، ثم تمسك بحزام طبي تشد به وسطها كي يخفف أوجاع الظهر الذي يلازمها، فهي تعمل منذ 40 عاما.
وتحاول المواطنة أبو مطاوع توجيه نجيلها لجمع المزيد من محصول الخيار، ولا تعطي بالاً للأحاديث التي تدور عن عيد العمال، فيما تجد لنفسها وقتا لتتساءل هو اليوم عيد العمال ؟ ثم تعود لتشد من وسطها، وتحني ظهرها مرة أخرى.
الجهاز المركزي للإحصاء، قال "إن البطالة في فلسطين شهدت ارتفاعاً خلال العشر سنوات الأخيرة من 21.7% في العام 2007 إلى 26.9% في العام 2016".
واستعرض بيان لجهاز الإحصاء الواقع العمالي في فلسطين 2017 لمناسبة اليوم العالمي للعمال، موضحا أن معدل البطالة في الضفة الغربية ارتفع من 17.9% عام 2007 إلى 18.2% في 2016، كما ارتفع في قطاع غزة من 29.7% عام 2007 إلى 41.7% عام 2016.
وأكد البيان ارتفاع معدلات البطالة على مستوى الجنس يبدو واضحاً أن الارتفاع في معدلات البطالة للنساء أكثر منه للرجال مع زيادة هذه الفجوة في الأعوام الأخيرة، حيث انخفض المعدل للذكور من 22.3% عام 2007 إلى 22.2% عام 2016، بينما ارتفع معدل البطالة للإناث من 19.1% عام 2007 إلى 44.7% عام 2016.
ويقدر عدد العاطلين عن العمل في 2016 بحوالي 361 ألف شخص، بواقع 154 ألفاً في الضفة الغربية و207 ألفاً في قطاع غزة.
ويقدر عدد الفلسطينيين المستخدمين بأجر من فلسطين 680 ألف عامل، بواقع 344 ألف عامل يعملون في الضفة الغربية و227 ألف عامل يعملون في قطاع غزة و89 ألف عامل يعملون في إسرائيل و20 ألف يعملون في المستوطنات. بينما بلغ عدد المستخدمين بأجر في القطاع الخاص 360 ألف عامل من فلسطين؛ بواقع 238 ألف عامل من الضفة الغربية، و122 ألف عامل من قطاع غزة.
الى ذلك، أكدت الحكومة الفلسطينية في بيان لها، حرصها على حقوق العمال ومتابعتها وإحاطتها بكافة شؤونهم وشؤون الحركة العمالية نظرا للدور الاجتماعي والوطني والنضالي الكبير الذي تمثله.
وشددت على كفاح عمال فلسطين وتضحياتهم التي قدموها وما زالوا يقدمونها في سبيل الارتقاء بحياة الانسان وبناء الوطن سواء عبر جهود سواعدهم في مواقع عملهم او عبر دورهم النضالي البارز في الحركة الوطنية الفلسطينية.
يشار الى أن سبب تحديد يوم للاحتفال بعيد العمال والذي يصادف الأول من أيار لكل عام ، بدأت فكرته في أستراليا يوم 21 نيسان العام 1856، ثم انتقلت الفكرة إلى الولايات المتحدة ليكون أول احتفال رسمي بعيد العمال هناك في الخامس من أيلول عام 1882 في مدينة نيويورك، ثم انتشر الحدث ليصبح عالميا تكريما للعمال وتم تحديد الأول من شهر أيار للاحتفال به كذكرى لإحياء النضال من أجل خفض ساعات العمل إلى 8 ساعات يوميا.
ـــ