الأسير محمد الطوس.. عندما لا تصدق أنك حي
محمد أحمد عبد الحميد الطوس، من سكان الجبعة، قضاء الخليل، اعتقل بتاريخ 6/10/1985 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
محمد لا يصدق إلى الآن أنه مازال حيا، فقد نصبت وحدة خاصة كميناً محكماً له ولرفاقه، وأطلقت عليهم زخات من الرصاص لإعدامهم ميدانياً، فسقط الجميع شهداء باستثنائه حيث أصيب بجروح بليغة.
عرفت مجموعته بمجموعة "جبل الخليل"، وهي مجموعة فدائية مطاردة قامت بسلسلة من العمليات العسكرية ضد جنود الاحتلال، وأصبح هدف إلقاء القبض عليها أو إعدامها، هدفا إسرائيليا مركزيا، وقد اتخذت المجموعة من جبال وكهوف الخليل مأوى لها، وسببت الخوف والفزع في صفوف الجنود والمستوطنين على حد سواء، وكتبت الصحف العبرية وقتها الكثير عن هذه المجموعة التي أصبحت المطلوب رقم واحد لجهاز الأمن الإسرائيلي.
عامل البناء محمد الطوس، لم يكمل تعليمه، اعتقل عام 1982 وعمره 18 عاما، وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر.
خرج من السجن ليشكل مجموعة جبل الخليل، التي استهدفت في عملها المستوطنين والجنود، فاستخدمت إسرائيل كل إمكانياتها البشرية والأمنية والعسكرية لإلقاء القبض على المجموعة أحياء أو أمواتا.
المجموعة ضمت خمسة مناضلين هم: محمد حسن سعيد، ومحمد عدوان، ومحمود النجار، وعلي خلايلة، إضافة الى محمد الطوس، وقد تعرضت لمجزرة وقتل بدم بارد، عندما حاولت المغادرة الى خارج البلاد بالاتفاق مع أحد الأدلاء، حيث نُصب الكمين لهم في الطريق قرب الحدود مع الأردن، استخدمت فيه الطائرات وكل أنواع الأسلحة.
يتذكر محمد اللحظات الأولى عندما صب الكمين الرصاص والقنابل فوق رؤوسهم داخل السيارة التي كانوا يستقلونها، ويقول إنه كان بالإمكان إلقاء القبض علينا، ولكنهم أرادوا إعدامنا.
اقتيد محمد مصابا إلى التحقيق، ليخضع لفترة قاسية من العذاب، كانت الدماء تنزف من جروحه، وكانت الصدمة صعبة عليه بعد أن علم أن كافة رفاقه قد استشهدوا.
تقول زوجته إنها لم تعلم أنه على قيد الحياة إلا بعد ستة أشهر، فإسرائيل أعلنت أنها قتلت كافة أفراد المجموعة، وجرى تعتيم واسع، لدرجة أن الصليب الأحمر الدولي لم يعرف ما جرى، وقد تم هدم منزل محمد ومنزل شقيقه، وبعد أن قام أهالي قريته ببناء المنزل، قام جنود الاحتلال مرة أخرى بإعادة هدمه.
حكم على محمد بالسجن مدى الحياة، فأعلن أنه لا يعترف بشرعية وقانونية هذه المحكمة.