الأسرى.. تضامن بالموسيقى
أريحا- الاغنيتان "جمع الأسرى جمع في معسكر أنصار والشمس لما تطلع بتواعد الثوار"، و"من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي.." عزفتا بلحن نمساوي فلسطيني مشترك تعبيرا عن التضامن من فنانين قادمين من النمسا مع الأسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي، وعن تمنياتهم بالحرية للأسرى.
جاء ذلك خلال أمسية موسيقية نمساوية فلسطينية مشتركة ورمزية جرت في قاعة محافظة أريحا والأغوار.
الاغنيتان من أجمل أغاني فرقة العاشقين الفلسطينية. ويعشق الفلسطينيون تردديها، فلكل منهما دلالات وطنية ووجدانية وتاريخية, فالأولى "جمع الأسرى.." تعبر عن صمود الثورة الفلسطينية في لبنان إبان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وقصص البطولة والفداء التي سطرها الفدائي دفاعا عن فلسطين وعن عروبة لبنان وعن ممارسات الاحتلال وصمود الأسرى في خيام معسكرات أنصار, والثانية "من سجن عكا..." انتقلت إلى بدايات النضال الفلسطيني وقصص البطولة والفداء وثورة البراق عام 1929 وإقدام سلطات الانتداب البريطاني آنذاك على إعدام محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي عام 1930 في سجن عكا لرفضهم سياسات الانجليز وثورتهم على ما كان يجرى.
والفرقة النمساوية " Trio Baldachin " والتي تضم Lukas Schiemer,Benjamin Schiemer , Niklas Satanik , العازفين على آلات غربية نمساوية وسويسرية واسبانية وهندية, تصادف وجودهم في فلسطين للمشاركة ببعض الأنشطة والفعاليات الموسيقية المرتبطة باليوم العالمي موسيقى "الجاز" والتي تنفذها اليونسكو ومشاركة المنتدى الثقافي النمساوي. وللفرقة حفلات في أوروبا وقامت بجولات في المكسيك وإفريقيا والأرجنتين، وحاليا في فلسطين.
ولم تدع الفرقة النمساوية معرفتها للغة العربية ومفردات الأغاني، فالموسيقى لغة عالمية تعبر عن الأحاسيس والمشاعر الانسانية دون ترجمتها لأحرف مكتوبة.
كما لم يُخفِ الموسيقيون النمساويون اعجابهم بإبداعات ومواهب الشباب الفلسطيني الذي شاركهم الحفل والذين التقوهم أول مرة ونجحوا بالمزج بين التخت الشرقي والجاز الغربي، حيث غنت سارة اسعيد، والشاب ميسرة فضيلات، فيما عزفت حنين ومحمد الرجوب وعز الدين ومحمد اسعيد ومنذر فضيلات الأغنيتين الى جانب أغانٍ وطنية لفيروز، وقدمت الفرقة النمساوية مقطوعات موسيقية رائعة الى جانب مشاركتها ومزج موسيقاها مع موسيقي التخت الشرقي.
ووصف ماجد الفتياني محافظ اريحا والأغوار، عزف الفرقة النمساوية بالرائع، وقال انه مرحب بهم في زيارة فلسطين وأريحا بأي وقت، وكل الفرق والفعاليات الفنية والثقافية المحبة للسلام وتعزيز ثقافة الانفتاح والتعايش بين مختلف الشعوب، واصفا العلاقات النمساوية الفلسطينية بالدافئة، ومواقف النمسا الداعمة والمتفهمة للحقوق الوطنية الفلسطينية.