تضامن طلبة المدارس...
الحارث الحصني
صباح مساء منذ ثمانية عشر يوما، لا تخلو خيمة التضامن مع الأسرى وسط مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، من طلبة مدارس المرحلة الأساسية، شأنهم شأن باقي المتضامنين.
وتأخذ الطالبات في المرحلة الأساسية، حيزا كبيرا في فعاليات الاعتصام في المدينة التي تشهد يوميا انشطة تضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام.
وقالت الطالبة مسك محمد في الصف الرابع الأساسي، "هذه زيارتي الاولى للخيمة(..)، لي قريب في الأسر".
صديقتها أماني صوافطة، قالت إنها تتواجد يوميا في الخيمة، "أقرأ القصائد التي أطبعها وأحفظها".
وتتناوب زهرات المدارس بشكل دؤوب على القاء القصائد، والوقوف مع المتضامنين، وتظهر حركة نشطة لباقي المشاركين في فعاليات الاعتصام، من كافة أجيال الشعب الفلسطيني.
في داخل الخيمة وخارجها، يقف المتضامنون مصطفين، يحملون صورا لأسرى مضربين عن الطعام، ويافطات مكتوب عليها العبارات الداعمة لهم.
تلقي نور عبد الرازق قصيدة بين صديقاتها على هامش إحدى الوقفات التضامنية.
"سجل أنا عربي، ورقم بطاقتي خمسين ألف".
"خالي في السجن منذ أكثر من خمسة عشر عاما، محكوم أكثر من عشرين عاما (...)، اسمه حسن بزور، آتي كل يوم للتضامن معه ومعهم". قالت الطالبة أماني.
تكتب الطالبات على ورقة أحد الدفاتر للأسرى المضربين عن الطعام، يجمعن على أن الأسير المضرب عن الطعام لا يأكل الطعام.
وخلال أكثر من وقفة نظمها نادي الأسير وباقي فصائل العمل الوطني في طوباس، تشهد الخيمة في مركز المدينة نشاطا جماهيريا على امتداد ساعات النهار الطويل.
وقالت منة التي كانت للتو أنهت قصيدة عن صمود الأسرى،" أعرف أن الاحتلال يسجن الفلسطينيين ظلما(..)، ليس لي قريب بالسجن، لكن آتي وأتكلم من خلال كلماتي التي ألقيها عن الأسرى المظلومين".
ويخوض المئات من الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام؛ لتحقيق مطالب متعلقة بالتعليم وتحسين ظروف حياتهم، وزيارات ذويهم.
ويعد هذه الإضراب الجماعي الذي وصل يومه الثامن عشر، واحدا من اطول إضرابات الحركة الأسيرة في العقدين الماضيين.
ويأخذ عدد المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال بالتزايد بشكل يومي، في الوقت الذي تتصاعد فعاليات التضامن معهم.
ويأمل الفلسطينيون بعد أكثر من اسبوعين من إضراب الأسرى عن الطعام، أن تُحل أمورهم بتحسين ظروفهم داخل السجون.
ha