سياسيون : لقاء الرئيس عباس بنظيره الأميركي تاريخي وإيجابي
أسيل الأخرس
سادت حالة من التفاؤل الفلسطيني بلقاء رئيس دولة فلسطين محمود عباس ونظيره الأميركي دونالد ترامب يوم أمس الأربعاء، بانتظار آليات العمل التي ستنبثق بعد الاجتماعات الثنائية التفصيلية بين المسؤولين الاميركيين والفلسطينيين التي ستحكم على نجاح الزيارة.
فقد أكد الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن اللقاء بين الرئيسين كان وديا وحميما وغير مسبوق، ظهرت معالمه خلال الاجتماع الثنائي والمؤتمر الصحفي، تجلى بحديث الرئيس ترامب بإيجابية عن التعاون الفلسطيني الأميركي، وعن التعامل مع القيادة الفلسطينية كشريك سياسي، كما تحدث عن صفقة تاريخية دون اشتراط محددات أو فرض حلول على الطرفين أو إملاء شروط على الفلسطينيين.
وتابع: إن الرئيس الأميركي ينظر إلى رعاية اتفاق سلام عجز عن تحقيقه الرؤساء السابقون للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الرئيس عباس حدد معالم الرؤية الفلسطينية والمستقبل لأي عملية سلام قائمة على حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام.
اعتراف أميركي ضمني بفلسطين
ولفت حرب إلى أن استقبال الرئيس وترتيبات اللقاء من ناحية بروتوكولية تشكل اعترافا ضمنيا بدولة فلسطين.
وكانت صفحات التواصل الاجتماعي ضجت بصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلفه العلم الفلسطيني في المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين، فيما اعتبره النشطاء على أنه اعتراف ضمني من الرئيس ترامب بفلسطين.
كما تناقل النشطاء تغريدة الرئيس الأميركي ترامب على تويتر التي جاء فيها كان شرف عظيم لقاء الرئيس محمود عباس في البيت الأبيض، نتطلع إلى اتفاق عظيم بين الفلسطينيين والإسرائيليين يسمح العيش بأمان وسلام للشعبين.
فلسطين تستعيد مكانتها في الأجندة الأميركية
من جهته عقب وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، على اللقاء والمؤتمر الصحفي بين الزعيمين في البيت الأبيض بقوله: "إن اللقاء يكتسب أهمية كبرى كونه جاء لتعديل الموقف الأميركي تجاه القضية الفلسطينية، بعد ان ساد خلال المئة يوم التي انقضت من ولاية الرئيس ترامب قلق كبير من أن يكون هناك تجاهل من قبله وتشدد تجاه القضية الفلسطينية، وبخاصة فيما يتعلق بنقل السفارة الأميركية للقدس.
وتابع: إن اللقاء جاء مؤشرا على أن القضية الفلسطينية تستعيد مكانتها في الأجندة الأميركية الجديدة". رغم ما يمكن ان يحمله ذلك من قلق لاستمرار التفرد الأميركي والانحياز المستمر لدولة الاحتلال عبر التركيز على البعدين الأمني والاقتصادي على حساب البعد السياسي.
وأضاف العوض في تصريح لـ"وفا" ان مجريات اللقاء وما قاله الرئيس عباس أوضحت الاستراتيجية الفلسطينية التي تقوم على عدم رفض عملية سلام جادة، تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كامل الأراضي المحتلة عام1967 وعاصمتها القدس، وان أية عودة للمفاوضات تتطلب وقف ا?ستيطان والإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة.
وتابع: الموقف الفلسطيني من المفاوضات الذي عبر عنه الرئيس يقوم على أساس أنها وسيلة لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطين، كما أن الرئيس في إشارته لحل قضية اللاجئين طبقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ربط قضايا لحل النهائي بإقامة الدولة، وأيضا بالإفراج عن الأسرى الذين يعانون في سجون الاحتلال، وهم يخوضون إضراب الكرامة من أجل نيل حريتهم وحقوقهم المشروعة التي سلبها السجان الإسرائيلي.
أهمية ترتيب البيت الداخلي
وأكد العوض أن تعزيز النجاح الذي تحقق في لقاء الرئيس عباس بالرئيس ترامب يتطلب موقفا فلسطينيا والإسراع في ترتيب البيت الداخلي وإنهاء الانقسام، وإعادة استجماع اوراق القوة لدى شعبنا، وفي مركز ذلك استعادة الوحدة وقطع الطريق على محاو?ت استغلال واقع ا?نقسام ?نتزاع مواقف وتقديم هدايا مجانية، يوظفها ا?حتلال في إطار محاولاته وضغوطاته المتواصلة ستتواصل لإرباك الموقف الفلسطيني.
ومن المقرر أن تنتهي اليوم الخميس زيارة الرئيس والوفد المرافق له إلى الولايات المتحدة، والتي استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها الرئيس بعدد من المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية وأركان الجالية الفلسطينية، وجهات مؤثرة في الرأي العام الأميركي.