الأم مقادمة.. أحلام بأفراح مؤجلة
زكريا المدهون
يتبقى لعبد الرحمن المقادمة من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة سبع سنوات في الأسر، لكن والدته تخطط من خيمة الاعتصام في "ساحة السرايا" وسط مدينة غزة ليوم الافراج عنه وجعله "مهرجاناً غير عادي".
لتوها عادت (أم عبد الرحمن) على مشارف العقد السادس من عمرها، من مركبة اسعاف كانت نقلتها الى المشفى للاطمئنان على صحتها خاصة أنها مريضة بالقلب ومقرر لها عملية جراحية.
"سأعمل له حفلا غير عادي وسنستقبله بالفرسان والدبكة والفدعوس... كل أقربائه وأحبابه وأولاد المخيم سيشاركوننا فرحتنا بحرية عبد الرحمن" قالت والدته وهي تحاول تجميع أنفاسها.
أم عبد الرحمن رغم محاولتها الفرح لو للحظات، الا أن قلبها وفكرها شاردان الى حيث يقبع أبنها المضرب عن الطعام منذ 22 يوماً.
اعتقل عبد الرحمن في عام 2007 ومحكوم لمدة 17 عاما بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكان يبلغ وقتها 21 عاماً.
أكثر ما يضايق أم عبد الرحمن التي لم تغادر خيمة أسناد الأسرى منذ اقامتها في ساحة السرايا ورغم بعده من مكان سكناها، هو محاولة البعض حرف البوصلة عن قضية الأسرى كما حدث الأسبوع الماضي وهو ما أدى الى تعبها وشعورها بحالة نفسية سيئة، إضافة الى ضعف المشاركة الشعبية والفصائلية في إسناد ودعم الأسرى.
أم عبد الرحمن التي ترتدي ثوبا تراثيا شبه مضربة عن الطعام كما تقول، لأنها تأتي الى خيمة التضامن في الصباح وترجع الى بيتها بعد غروب الشمس، مشيرة الى أن عبد الرحمن كان لا يعيب أي طعام.
وتحدثت عن صفات أبنها الأسير واصفة إياها بأنه صاحب قلب رحيم وبار بوالديه ومحبوب من قبل جيرانه، مضيفة أنها تدعو له في كل صلاة.
وأكمل عبد الرحمن تعليمه الجامعي تخصص تاريخ داخل السجن من جامعة القدس المفتوحة وينوي اكمال دراسته العليا.
والدة الأسير حلس
السمك الأكلة المفضلة للأسير هيثم حلس:
بجوار والدة الأسير عبد الرحمن المقادمة كانت تجلس والدة الأسير هيثم حلس من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تحمل نفس الهم والأمل.
اعتقل هيثم في تاريخ 2-8-2008 وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاماً بعد هروبه إثر مهاجمة مسلحي "حماس" بيوت عائلته.
عادت ذاكرة أم هيثم وهي تحتضن صورته في خيمة التضامن والاسناد مع الأسرى، الى الوراء أكثر من ثماني سنوات، مستذكرة أجمل الأشياء والأطعمة التي كان يحبها هيثم.
وقالت وهي تحبس دموعها: " أكثر أكلة كان بحبها هيثم هي السمك المقلي" فهو كان يصطادها بسنارته من بحر غزة الذي كان يعشقه.
وتابعت:" كل مساء كان يخرج هيثم برفقة أصدقائه الى الميناء لصيد السمك ويعود الى البيت بعد منتصف الليل ومعه عدد من الأسماك المختلفة الأنواع والأحجام."
بعد أن يوقظني من نومي يطلب مني تقشير بعض السمك وقليه والاحتفاظ بالباقي بالثلاجة لتناوله في اليوم التالي قالت أم هيثم.